مع شروق شمس أول أيام عيد الأضحى المبارك، وارتفاع أصوات التكبيرات في الأحياء، انطلق الكويتيون لتبادل التهاني وصلة الأرحام، لكن فرحة العيد لم تنسهم أحباءهم الذين رحلوا عن هذه الدنيا.
عيد الأضحى و محبة الموتى في الكويت
في مشهد يتكرر كل عام، توافد العشرات من العائلات إلى مقابر البلاد، يحملون في قلوبهم ذكريات من فقدوهم، وفي أيديهم باقات الورود ونسخ من القرآن الكريم. بينما كان الأطفال يلبسون ملابس العيد الجديدة، كان الكبار يهمسون بالدعاء لأرواح أحبتهم.
“لا ننساهم في أفراحنا”، تقول أم سعود وهي تمسح دمعتها عند قبر والدها، “العيد يذكرنا بهم أكثر، وكأنهم جزء من فرحتنا”. بينما يقف الشاب خالد مع إخوته عند قبر والدتهم، يتلوون الفاتحة، “كنا نزورها وهي حية في العيد، والآن نزورها في مقبرها.. العيد واحد لكن المشاعر مختلفة”.
هذه الزيارات التي أوصى بها الدين الإسلامي، أصبحت تقليداً اجتماعياً يعكس قيم التراحم والتكافل في المجتمع الكويتي. فبعد تبادل التهاني بين الأحياء، يتوجه الكثيرون إلى المقابر، ليشاركوا من رحلوا فرحة العيد، وليدعوا لهم بالمغفرة والرحمة.
في مقبرة الصليبيخات، كان المشهد مؤثراً، حيث اختلطت أصوات التكبير بأصوات الدعاء، وامتزجت فرحة العيد بحسرة الفقد، في لوحة إنسانية تعكس عمق العلاقات الأسرية في المجتمع الكويتي، وتؤكد أن الموتى يظلون حاضرين في قلوب أحبائهم، خاصة في المناسبات السعيدة.
المصدر: الكويت24