آراء ومقالاتعاجل

ما هي شروط الحج؟

الحج هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في وقت محدد من كل عام، ويعد الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا”.

والحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر لما ذكر في القرآن الكريم من بعد بسم الله الرحمن الرحيم: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”، صدق الله العظيم.

** شروط الحج

لغة يعبر عنه بالعلامة، اما في الاصطلاح الشرعي فهو وصف يتوقف عليه وجود الحكم، ولا يتحقق الحكم بصورته الشرعية إلا بوجود الشرط الذي وضعه الشارع له، وهو خارج عن حقيقة الحُكم، وليس جزءاً منه.

ومثال على ذلك نذكر شرط الوضوء لصحة الصلاة، وحقيقة الشرط أن عدم وجوده يستلزم عدم الحكم، ولكن لا يلزم من وجوده وجود حكم ولا انعدامه. وللحج شروط لا يتحقق إلا بها، ما هي شروط الحج؟…

  • الإسلام:

الحج ركن من اركان الاسلام فلا يجب الحج إلا على المسلم؛ قال تعالى في كتابه العزيز من بعد باسم الله الرحمن الرحيم: “يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هـذا وَإِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنيكُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ حَكيمٌ”.

وقال الامام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنْ لا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ”.

  • العقل:

المجنون يعفى من الحج، فليس عليه من حرج لأنه فاقد للعقل الذي يعد مناط التكليف.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رُفِعَ القلَمُ عن ثَلاثٍ، عنِ النَّائمِ حتَّى يستَيقظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يَكْبرَ، وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقلَ أو يُفيقَ”.

  • البلوغ والحرية:

الصبي لا يطالب بأداء فريضة الحج، ولا يفرض عليه الحج إلا بعد بلوغه، وإن أدى الحج صح منه، ويجب عليه حج الفرض بعد بلوغه، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيما صبيٍّ حجَّ، ثم بلغ الحِنْثَ، فعليه أن يحجَّ حجَّةً أخرى، وأيما أعرابيٍّ حجَّ ثم هاجر فعليه أن يحجَّ حجةً أخرى، وأيما عبدٍ حجَّ ثم أُعتِقَ، فعليه أن يحُجَّ حجَّةً أُخرى”.

  • الاستطاعة والقدرة:
اقرأ ايضاً
الحج وسيلة للوحدة الإسلامية

قال الله تعالى في كتابه العزيز من بعد باسم الله الرحمن الرحيم: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”، صدق الله العظيم. وفسر جمهور العلماء كلمة الاستطاعة الواردة في هذه الآية بأنها امتلاك الزاد أي أكل الحاج وشربه، والراحلة وهي آلة الركوب.

وهنا تجدر الاشارة الى ان شرط الراحلة يتوجب في حق من يسكن بعيدا عن مكة، أما من يستطيع الوصول إليها ماشيا، فلا تشترط في حقه الراحلة.

فمن يكون بالغاً قادرا على اداء فريضة الحج، فحينئذ يتوجب عليه اداء هذه الفريضة المقدسة، وإما أن يكون المرء عاجزا عن أداء المناسك بنفسه؛ فقد يكون العجز لمدة محدودة او لفترة مؤقتة ثم يصح وتصبح حاله افضل، كأن يعتريه مرض طارئ يمنعه من أداء مناسك الحج، ففي هذه الحالة يؤجل الحج إلى أن يشفى من مرضه.

وقد يدرك المرء الموت قبل أدائه لفريضة الحج، فان لم تكن له القدرة او توفر له قبل وفاته فلا يؤثم، ويحج عنه غيره من ماله الذي تركه، وقد يعجز المسلم عن أداء المناسك بسبب مرض مزمن لا يرجى الشفاء منه، أو عدم قدرته على الركوب، فحينئذ لا يجب عليه أداء المناسك بنفسه، ويجوز له أن يوكل غيره لأدائها.

وجاء في السنة النبوية الشريفة في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: “أنَّ امرأةً من خَثْعَمَ استفتتْ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في حجَّةِ الوداعِ، والفضلُ بنُ عباسٍ رديفُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ فريضةَ اللهِ في الحجِّ أدركتْ أبي شيخًا كبيرا لا يستطيعُ أن يستوي على الراحلةِ؛ فهل يَقْضِي عنهُ أن أَحُجَّ عنهُ فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، نعم”.

  • وجود الزوج أو المحرم للمرأة:

لا يجوز الحج ولا يجب للمرأة الا بتوفر محرم لها، فإن أدت المرأة الحج أو العمرة دون محرم، صح ذلك منها وسقطت عنها الفريضة، مع ترتب الإثم عليها لمخالفتها نصوص الشريعة التي تنهى عن سفر المرأة دون زوج أو محرم.

وروى الامام البخاري في صحيحه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ تُسافِرَ مَسِيرَةَ يَومٍ ولَيْلَةٍ ليسَ معها حُرْمَةٌ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى