آراء ومقالاتعاجل

“روسيا والصين وإيران” شراكة ثلاثية ترسم الخطوط الحمراء للمنطقة

يعد تشكيل الأحلاف بكافة أنواعها العسكرية والإقتصادية عملية معقدة وذات شروط بنيوية يصعب تحقيقها أو تأمينها، ويرى المحللون أن الشراكة الثلاثية بين كل من “روسيا والصين وإيران” ترسم الخطوط الحمراء للمنطقة.

** العلاقات “الايرانية – الصينية”:

تم توسيع وتعزيز العلاقات بين بكين وطهران في الفترة الاخيرة عبر توقيع الطرفين لاتفاقية اقتصادية كبيرة جدا بين البلدين لمدة 25 عاماً، ويُعد في وقتنا الحالي توقيع مثل هذه الاتفاقيات الاقتصادية تتويجاً لتنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية بين البلدين منذ عقود.

العلاقات "الايرانية - الصينية"

ومازالت الى الآن محتويات وجزئيات الاتفاق بين بكين وطهران غير مُعلن عنها بشكل كامل إلا أنها ستتضمّن استثمارات ضخمة في قطاعات البنية التحتية والصناعة والاقتصاد والبتروكيماويات، أضف الى ذلك أن الاتفاقية تنص على تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي ومكافحة الإرهاب، وتربط إيران بشكل كبير بالمشروع الصيني الأضخم والذي يُدعى بمبادرة الحزام والطريق كأداة للتأثير العالمي.

** ترحيب روسي:

ومن جانبها رحبت موسكو بالاتفاق الذي تم بين بكين وطهران، وصرحت وزارة الخارجية الروسية مشيرة الى إن المبادرة الصينية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط منسجمة مع المواقف الروسية، مؤكدة أن بكين تعرض خطة بناءة للعمل، تقضي بالتخلي عن النظر إلى هذه المنطقة من ناحية التنافس الجيوسياسي.

ترحيب روسي

** بداية مرحلة جديدة من التعاون:

كانت الاتفاقية التي تمت بين ايران والصين نقطة جديدة لتوسيع درجة التعاون بين موسكو وبكين، أضف الى ذلك أن الرغبة المشتركة بين ايران وروسيا والصين في مواجهة الهيمنة الغربية للعالم. فالكثير يرى أن الشراكة الاستراتيجية الصينية الروسية الايرانية أصبحت أكثر واقعية.

** نظرة ايران للمنطقة “منطقة تعاون”:

اكد الخبراء الاستراتيجيون أن الشرق الشرق الأوسط يمكن أن يكون منطقة تتعاون فيها روسيا والصين وايران، فبالنسبة لموسكو سيساعد النفوذ الصيني في تقليص طموح الغرب الجيوسياسي. إن التعاون الصيني الايراني سيكون موضع ترحيب من موسكو، وسيُنظر إليه على أنه عنصر ضروري لتحقيق التوازن والأمن الإستقرار للمنطقة.

وترتبط إيران والصين بعلاقات تحالف قوية مع روسيا، حيث شاركتا في مناورة بحرية مشتركة معها شمال المحيط الهندي عام 2019، أيضا تحظى روسيا بعلاقة قوية مع إيران، ففي عام 2001، وقعت موسكو وطهران اتفاقية تعاون مدتها 10 سنوات، متخصصة بالمجال النووي، وتم تمديدها إلى 20 عاماً من خلال تمديدين مدة كل منهما خمس سنوات، إذ انطلقت علاقة روسيا بإيران أواخر التسعينيات بمساعدة الكرملين لطهران في تطوير البنية التحتية للموانئ والسكك الحديدية.

اقرأ ايضاً
«الائتمان»: تقديم القروض بالذكاء الاصطناعي

ترحيب روسي

هذا التحالف السياسي والعسكري بين طهران وموسكو وبكين أكثر تأثيراً في المنطقة مما يبدو عليه، حيث لا يقتصر على مجرد التنسيق، بل يتعداه لتوحيد المواقف على الساحة الدولية لتحقيق أمن واستقرار المنطقة لمستقبل أفضل لها.

** الناتو الشرق أوسطي والأمن القومي العربي:

بعدما تردد في مسامعنا تشكيل حلف عربي يدعى بالناتو العربي أو ما يسمى بالناتو الشرق أوسطي يضم كل من مصر والسعودية والأردن والإمارات وقطر والكويت والعراق؛ قال الملك الأردني إنه يدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي، على أن يتم ذلك مع الدول التي لديها نفس التفكير.

فالبعض يرى أن موقف ملك الأردن والذي أتى على بعد أيام قليلة من إعلان تل أبيب عن تحالف للدفاع الجوي المشترك في الشرق الأوسط، لكنها لا تزال الفكرة غامضة، لذلك تطرح الكثير من علامات الاستفهام: أولا ما مدى واقعية هذه الفكرة؟، من هي الدولة التي ستقود هذا التحالف؟، ومن هي الدول التي قد تنضم إليه؟، وما المقصود بالفكر المشترك؟، ثم هل يحظى حلف على شكل “الناتو” في الشرق الأوسط بتأييد شعوب المنطقة؟.

الناتو العربي

البعض يرى ان دول الشرق الأوسط بدأت العمل معا لمواجهة التحديات التي نشأت عقب الأزمة الروسية الاوكرانية، وارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية وهبوط الإقتصاد في المنطقة والعالم. فدول المنطقة تدرك أن الهدف يجب أن يكون حلا يربح فيه الجميع، لأن المشاريع الإقليمية ستتأثر ببعضها البعض.

ومن جانبه قال النائب ميرزا بولاد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأردني، أن حديث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن دعمه لإنشاء تحالف شرق أوسطي، يأتي في سياق محاولات توجيد الدول العربية والتي تجتمع في تحالف بالفعل لكنه هش وليس بالقوة المطلوبة. وأكد أن هذا المقترح قابل للتطبيق والتفعيل، لا سيما في ظل المتغيرات الدولية الحالية.

** أهداف حلف الناتو العربي

أكد خبراء استراتيجيون أن إنشاء تحالف عربي يضم الدول العربية، على غرار اتفاقية الدفاع العربي المشترك، سواء عبر تفعيلها أو بحث تعديلها، أو طرح إطار عام خاص بها، فهو أمر مطلوب وبإلحاح من أجل حفظ منظومة الأمن القومي العربي، ومواجهة معركة التجاذبات السياسية الدولية والإقليمية.

و أما الحديث عن تحالف شرق أوسطي، فلا بد من توضيح دور بعض الدول الموجود في الشرق الأوسط والتي يمكنها الانضمام، ووضع التحالف بالنسبة لعدة قضايا مثل القضية الفلسطينية والقصف الإسرائيلي في سوريا ولبنان والعراق والاعتداءات المستمرة على الدول العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى