عاجلکویت

زيد بن عمرو بن نفيل.. أمة وحده.. بقلم د. يعقوب يوسف الغنيم

  • تمسك بالحنيفية وتجنب عبادة الأصنام وأحيا الموءودة وصلى إلى الكعبة وكان لا يأكل إلا ما ذُكر اسم الله عليه واعتزل عادات وصفات الجاهلية
  • وصف النبي صلى الله عليه وسلم بدقة وأن قومه «قريش» سيخرجونه وهجرته إلى يثرب وظهور أمره فترحّم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: رأيته في الجنة يسحب ذيولاً
  • أذاه عمه الخطاب أذى شديداً جعله يخرج إلى أعلى مكة وأغرى به عدداً من شباب وسفهاء قريش بمنعه من دخولها وتناوله بالأذى خوفاً على دينهم الباطل
  • هل كان توحيد زيد بن عمرو بن نفيل تمهيداً لرسالة الإسلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن نرى في مكة وما حولها من يبحث عن دين يرتضيه مبتعداً عن عبادة الأصنام؟
  • اجتمع زيد بن عمرو وورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث وعبدالله بن جحش وأكدوا أن قريش وما حولها خالفوا دين إبراهيم وابتغوا لأنفسهم سبلاً إلى الحق
  • تنصّر ورقة بن نوفل وبشر بنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما زيد فقد كان الأعدل أمراً وثباتاً فاعتزل الأوثان وفارق اليهودية والنصرانية إلى الحنيفية
  • أرشده راهب في صومعة: عليك بدين أبيك إبراهيم كان حنيفاً ولم يكن يهودياً ولا نصرانياً ويصلي ويسجد إلى الكعبة فإن الله يبعث هناك الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم

بقلم د. يعقوب يوسف الغنيم

إن الهدى هدى الله، ومن يهده الله فلا مضل له. وهذه حكاية رجل هداه الله، عز وجل، عاش في الزمن الجاهلي الذي سبق العصر الإسلامي. وبالتحديد: قبل نزول وحي السماء على رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بوقت قصير.

تعلق قلبه بدعوة أبينا إبراهيم عليه السلام، ورفض كل ما عدا ذلك، بل وانفرد بهذا الموقف دون الآخرين من أبناء زمانه.

وقد أمضى زمنا من حياته وهو يبحث عن الدين القويم، ويسأل كل ذي دين من الأديان السماوية عنه، إلى أن رأى أن ما هو الحق، وما ينبغي أن يتمسك به هو الحنيفية: دين إبراهيم الخليل، فسار على هداه ودعا قومه إليه.

وسنرى أنه كان – في حياته – حريصا على أمرين، هما: البحث عن الدين الذي ينبغي له أن يتمسك به، وقد وجده فيما ذكرناه، ودعوة قومه إلى الانخراط في هذا الدين، مع حثهم على مجانبة عبادة الأصنام. والبعد عن ارتكاب المحرمات. وكان يقول لهم وهو مستند إلى جدار الكعبة: «يا معشر قريش، والذي نفسي بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري».

ثم يقول: «اللهم لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم».

وقد حفظ له معاصروه صفات كان منها:

1 – إنه يحيي الموءودة (وهي الوليدة التي يعزم أهلها على دفنها حية في الجاهلية بدعوى أنها قد تجلب لهم العار إذا كبرت)، فكان يدفع إلى أهلها مالا يفتديها به، ثم يتولى رعايتها والإنفاق عليها بقية حياتها.

2 – وكان يصلي متجها في صلاته إلى الكعبة.

3 – ويقول: إلهي هو إله إبراهيم، وربي هو رب إبراهيم، وديني هو دين إبراهيم.

ومن أجل ذلك، فإنه من الجدير بنا أن نجعل آخر أطراف الحديث عن هذا الرجل الذي اهتدى إلى الحق، ودعا إلى اتباعه، وشذ بذلك عن قومه.

وهذا الرجل هو زيد بن عمرو بن نفيل، الذي لم يكن متأخرا في ميزان قومه، فهو ينتمي إلى أسرة عالية النسب فيهم، لها مكانة مرموقة في مكة، وصيت وصل إلى كافة أنحاء جزيرة العرب، إضافة إلى استغنائها بمالها الوفير.

إنه من بني كعب بن لؤي القرشي، العدوي، وكان الخطاب والد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عمه، وأما أمه فهي: أمية بنت عبدالمطلب، وأخته أم المؤمنين زينب بنت جحش إحدى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن أجل كل هذا الذي رأيناه منه وعنه، فإننا نرى أن من حقه علينا التنويه بذكره، والتعريف بمآثره.

٭ ٭ ٭

هل كان تمهيدا لرسالة الإسلام التي أوحى الله بها، عز وجل، إلى رسوله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وسلم أن نرى في مكة وما حولها من كان يبحث عن دين يرتضيه مبتعدا عن عبادة الأصنام، حافظا نفسه عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن؟

نعم، ولعل الأمر كذلك، وقد دلنا عليه رجال مثل ورقة بن نوفل، وقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل، الذين كان لهم شأن في التنبيه إلى هذا الأمر، وقد تحدثنا في الفصل السابع من هذه السلسلة الرمضانية عن واحد منهم هو قس بن ساعدة الإيادي، وهذا حديث نختم به ما بدأنا به، وسيكون عن: زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان يعيش في الفترة القصيرة السابقة على ظهور الإسلام. وكان من المعروف عنه أنه منذ بدأ يعقل أمور الحياة اعتزل كثيرا مما كان الجاهليون يتصفون به في حياتهم العامة من عادات، وما كانوا يدينون به من عبادات كان أهمها: عبادة الأصنام.

ولقد كان لا يعبد الأصنام مثلهم، ولا يأكل إلا ما ذكر اسم الله عليه، ولا يجاريهم في معاملاتهم التي يشك في موافقتها للطريق القويم الذي كان يتحرى – دائما – السير فيه.

إذن! فقد كان زيد معروفا باستقامته، والتزامه بدين إبراهيم عليه السلام، وكان مستقيما في حياته، حريصا على فعل الخير للناس على أية صفة كان ذلك.

وقد ذكره كثيرون ممن عاصروه، ورأوا ما كان عليه من استقامة وبعد عن الأخطاء التي يقع فيها غيره، فما وجدوا فيه إلا ما يدل على الصلاح والإيمان الصادق بالله، عز وجل.

ولئن كنا قد ذكرنا بعض الرجال الذين ماثلوه في الصد عن عبادة الأصنام، والاتجاه إلى عبادة الله وحده، فإنه من الجدير بنا أن نذكر آخرين ممن كانت لهم صلة به، وامتازوا بما كان يتميز به من صفات محمودة، ولقد كان من هؤلاء: عثمان بن الحويرث بن أسد، وعبدالله بن جحش. ويذكر التاريخ لهؤلاء أنهم اجتمعوا في إحدى المناسبات الدينية التي كانت تقام في الجاهلية، فقال بعضهم لبعض.

ألا ترون أن قومنا ينحرون الذبائح لصنم لا يضر ولا ينفع، وقد خالفوا دين إبراهيم؟ واتجهوا إلى عبادة صنم لا يضر ولا ينفع؟ وبعد هذا الحوار، نادي أحدهم أصحابه قائلا: تعلمون والله ما قومكم على شيء، لقد أخطأوا دين إبراهيم وخالفوه، ما وثن يعبد؟ لا يضر ولا ينفع، فابتغوا لأنفسكم سبيلا غير سبيلهم يكون متفقا مع ما تعلمون من الحق.

وبناء على هذا خرج هؤلاء في طلب هذا الأمر الذي أشار به صاحبهم. وصاروا يسيرون في الأرض يلتمسون أهل كتاب من أصحاب الملل السماوية لكي يسألوهم عن دين إبراهيم الذي خفي عليهم، فلم يدركوه.

يقول ابن كثير في كتابه: «البداية والنهاية» ج 1 ص221:

«فأما ورقة بن نوفل فقد تنصر واستحكم في النصرانية وابتغى الكتب من أهلها حتى علم علما كثيرا من أهل الكتاب».

وأما الآخرون فيقول ابن كثير عنهم: «فلم يكن منهم أعدل أمرا وأعدل ثباتا من زيد بن عمرو بن نفيل اعتزل الأوثان وفارق الأديان من اليهود والنصارى والملل كلها إلا دين الحنيفية دين إبراهيم يوحد الله ويخلع من هو دونه ولا يأكل ذبائح قومه فإذا هم بالفراق لما هم فيه».

وكان الخطاب قد آذاه أذى شديدا جعله يخرج إلى أعلى مكة، ولم يكتف هذا العم بذلك، بل وكل به عددا من شباب قريش وسفهائها، بمنعه من دخول مكة، ولذا فإنه لم يكن يدخلها إلا سرا، وكان يلاقي الأمرين عندما يعلمون بوجوده فيها، فهم سرعان ما يتناولونه بالأذى الذي اعتادوا على إلحاقه به. وكانوا يقومون بذلك خوفا من أن يفسد عليه دينهم الباطل الذي يدفعهم إلى عبادة الأصنام. أو أن يغري آخرين باتباعه في معارضتهم.

ولقد قال أحد الرواة، واسمه موسى بن عقبة عنه ما يلي: «سمعت من أرضى يحدث عن زيد بن عمرو بن نفيل كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الأرض نباتا، لم تذبحوها على غير اسم الله؟ انكارا لذلك واعظاما له؟».

اقرأ ايضاً
ديوان الخليفة استقبل المهنئين برمضان

وقال آخر: «وكان زيد بن نفيل قد عزم على الخروج من مكة فضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما قد نهض للخروج وأراده آذنت الخطاب بن نفيل، فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم ويسأل عنه ولم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى الموصل والجزيرة كلها ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم فقال له الراهب إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، لقد درس من علمه وذهب من كان يعرفه، ولكنه قد أظل خروج نبي وهذا زمانه. وقد كان شام اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منها فخرج سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه فقال ورقة يرثيه:

رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما

تجنبت تنورا من النار حاميا

بدينك ربا ليس رب كمثله

وتركك أوثان الطواغي كما هيا

وقد تدرك الإنسان رحمة ربه

ولو كان تحت الأرض سبعين واديا

وتتضح في رواية أخرى ذكرها ابن كثير ملامح بحثه عن الدين الحق عندما اتجه إلى عدة اتجاهات حتى تمكن من الوصول إلى ما يرضيه، ويحقق مطلبه، يقول الراوية: إنه كان يتأله في الجاهلية أي أنه يعبد الإله الواحد عز وجل. ويرفض عبادة الأصنام التي كان يعبدها قومه، وأنه – في بحثه هذا – قد أتى رجلا من اليهود. يقول الراوي:

«فانطلق حتى أتى رجلا يهوديا فقال له أحب أن تدخلني معك في دينك. فقال له اليهودي لا أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من غضب الله. فقال من غضب الله أفر. فانطلق حتى أتى نصرانيا فقال له أحب أن تدخلني معك في دينك. فقال لست أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من الضلالة. فقال من الضلالة أفر. قال له النصراني فإني أدلك على دين ان تبعته اهتديت. قال أي دين؟ قال دين إبراهيم قال فقال: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم عليه أحيا وعليه أموت».

وفي هذا الشأن يقول زيد بن عمرو بن نفيل: «شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما فكنت بالشام وما والاها حتى أتيت راهبا في صومعة فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية. فقال له: أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم (أحد يدين به) وهو دين أبيك إبراهيم كان حنيفا لم يكن يهوديا ولا نصرانيا كان يصلي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلدك فإن الله يبعث من قومك في بلدك من يأتي بدين إبراهيم الحنيفية وهو أكرم الخلق على الله».

وكان يردد – دائما – قوله: «آمنت بما آمن به إبراهيم» ويدعو الله سبحانه وتعالى مرددا: «أنفي لك راغم، مهما تجشمتني أتجشم» ثم يخر ساجدا، وكان ابنه سعيد رجلا صالحا، صحابيا من الرجال العشرة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة. وهو يعرف حال أبيه، واعتقاده دين إبراهيم عليه السلام. فسأل رسول الله قائلا: يا رسول الله إن أبي كما رأيت، وكما بلغك، فاستغفر له. فقال الرسول الكريم: نعم، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده».

ومما ذكر عن عبادته، ما رواه حجر بن إهاب، واثبته ابن كثير في كتابه الذي أشرنا إليه فيما مر بنا. وهو قوله: «رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وأنا عند صنم بوانة بعدما رجع من الشام، وهو يراقب الشمس فإذا زالت استقبل الكعبة فصلى ركعة وسجدتين ثم يقول هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل لا أعبد حجرا ولا أصلي له ولا آكل ما ذبح له ولا أستقسم بالأزلام وإنما أصلي لهذا البيت حتى أموت. وكان يحج فيقف بعرفة، وكان يلبي فيقول: لبيك لا شريك لك ولا ند لك ثم يدفع من عرفة ماشيا وهو يقول لبيك متعبدا مرقوقا.

وكان زيد يقول للناس: «أنا انتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من بني عبدالمطلب ولا أراني أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك قلت: هلم! قال: وهو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليست تفارق عينه حمرة وخاتم النبوة بين كتفيه واسمه أحمد. وهذا البلد مولده ومبعثه ثم يخرجه قومه منها ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره، فإياك أن تخدع عنه فإني طفت البلاد كلها اطلب دين إبراهيم فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك وينعتونه بمثل ما نعته لك ويقولون لم يبق نبي غيره. قال عامر بن ربيعة: فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول زيد بن عمرو واقرائه منه السلام فرد عليه السلام وترحم عليه وقال قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا».

ومما ورد عنه في الفترة التي كان فيها يبحث عن الدين القويم ما ذكره ابنه عمران حين قال: «خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم فقال اني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني، فقال إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله، قال زيد وما أفر الا من غضب الله تعالى ولا أحمل من غضب الله شيئا ولا أستطيعه فهل تدلني على غيره؟ قال ما أعلمه إلا أن تكون حنيفا، قال زيد وما الحنيف؟ قال دين إبراهيم عليه السلام لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله، فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله فقال لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله. فقال زيد وما أفر إلا من لعنة الله فهل تدلني على غيره قال ما أعلمه إلا أن تكون حنيفا قال وما الحنيف؟ قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج فلما برز رفع يديه فقال اللهم إني أشهدك اني على دين إبراهيم. قال وقال الليث: كتب إلي هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أزاد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤنتها».

وهذا تأكيد لحديث سابق.

٭ ٭ ٭

هذه ملتقطات مما ورد عن هذا الرجل الصالح الذي هداه الله، عز وجل، إلى دينه الذي أنزله على سيدنا إبراهيم، وهداه إليه بعد بحث دأب عليه، واجتهد في الوصول إلى نتائجه، إنه زيد بن عمرو بن نفيل الذي فر من عبادة الأوثان واتجه إلى عبادة الله عز وجل، فلم تدنسه أحوال أبناء عصره.

ولم يضع جهده في البحث، فقد حباه الله سبحانه وتعالى بالهداية حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد له بها ويترحم عليه من أجلها.

ولقد مرت بنا شهادات قومه الذين عاصروه وأسلم بعضهم، وعرفوا أنه كان على الحق المبين، وأكدوا أنه كان حريصا على أن يكون بعيدا عن عبادة الأصنام، وعلى اتقاء الوقوع في العادات السيئة التي كان معاصروه يمارسونها. لقد اهتدى هذا الرجل الصالح إلى ما لم يهتد إليه غيره ممن عاش في زمنه. فنال ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو جزاء الصالحين.

مصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى