غزة في فيلم سوبرمان؛ هل تجاوز البطل الخارق الخطوط الحمراء الصهيونية؟

غزة في فيلم سوبرمان؛ هل تجاوز البطل الخارق الخطوط الحمراء الصهيونية؟

غزة في فيلم سوبرمان/نشر الإعلان التشويقي لفيلم “سوبرمان” الجديد أثار غضب الإعلام الصهيوني، إذ يبدو أن حتى سوبرمان لم يعد يطيق أكاذيب إسرائيل.

وفقًا لتقرير “كويت24″، أثار عرض النسخة الجديدة من فيلم “سوبرمان” في الولايات المتحدة واحدًا من أغرب الجدالات السينمائية وأكثرها غير متوقعة في السنوات الأخيرة.

ستحصل على أجوبة هذه الأسئلة و أكثر من المعلومات بعد قراءتك لهذه المقالة:

  • 1. كيف تُظهر غزة في فيلم سوبرمان تشابهات رمزية مع الصراع بين إسرائيل وفلسطين؟
  • 2. ما هي العناصر السينمائية التي أثارت الجدل حول غزة في فيلم سوبرمان؟
  • 3. لماذا أثارت غزة في فيلم سوبرمان غضب الإعلام الصهيوني؟
  • 4. كيف عكست غزة في فيلم سوبرمان آراء الرأي العام الأمريكي حول الصراع الفلسطيني؟
  • 5. ما الدور الذي لعبته شخصية لويس لين في مناقشة قضية غزة في فيلم سوبرمان؟
  • 6. كيف تم تصوير الدولة الخيالية جرهانبور كرمز لـ غزة في فيلم سوبرمان؟
  • 7. ما هي ردود الفعل السلبية من مؤيدي إسرائيل تجاه تصوير غزة في فيلم سوبرمان؟
  • 8. كيف أثر استبعاد باسم يوسف من غزة في فيلم سوبرمان على النقاشات حول الفيلم؟
  • 9. ما الذي يجعل تصوير غزة في فيلم سوبرمان لحظة ثقافية مهمة في هوليوود؟
  • 10. كيف ساهم نجاح شباك التذاكر لـ غزة في فيلم سوبرمان في تحدي الخطوط الحمراء لهوليوود؟

كيف تُظهر غزة في فيلم سوبرمان تشابهات رمزية مع الصراع بين إسرائيل وفلسطين؟

غزة في فيلم سوبرمان/ من هو سوبرمان؟

قبل أن نناقش وجود غزة في فيلم سوبرمان يجب أن نحكي عن شخصية سوبرمان، التي خُلقت لأول مرة عام 1933، في الوقت الذي كان فيه شخص مثل هتلر يتصاعد في ألمانيا، ابتكرها صديقان يهوديان هما جيري سيغل وجو شوستر.

وُلدت هذه الشخصية في كوكب خيالي يُدعى كريبتون، لكن والديه، قبل لحظات من دمار الكوكب، وضعاه في مركبة فضائية صغيرة وأرسلاه إلى الفضاء، في قصة تشبه إلى حد ما قصة مهد سيدنا موسى الذي أسلمتْه أمه إلى الماء.

يهبط سوبرمان على الأرض في أمريكا، حيث يتبناه زوجان من المزارعين. كان سوبرمان رمزًا للمهاجرين إلى أمريكا، يحمل حبًا عميقًا لهذا البلد وقوته، وقد أُنتجت عشرات الأفلام والمسلسلات استنادًا إلى هذه الشخصية.

لكن في نسخة 2025 من سوبرمان، التي أخرجها جيمس غان، لوحظت تشابهات واضحة بين عناصر القصة وموضوع الحرب بين النظام الصهيوني وشعب غزة و كثر القول عن غزة في فيلم سوبرمان. حاول عدد قليل جدًا نفي هذه التشابهات أو اعتبارها مصادفة، لكن عددًا أكبر بكثير من الجمهور وحتى المحللين المحترفين أقروا بها.

من خلال جمع الحجج من الطرفين ووزنها وتدقيق صحتها، يمكن التوصل إلى نتيجة قاطعة مفادها أن هذا التشابه تم عمدًا من قِبل صناع الفيلم و يمكن مشاهدة غزة في فيلم سوبرمان، رغم أن المخرج يقول إن كتابة سيناريو الفيلم عام 2023 تمت قبل أن تصبح الأحداث في غرب آسيا بهذا الحد من التوتر.

ما هي العناصر السينمائية التي أثارت الجدل حول غزة في فيلم سوبرمان؟

لم يقتصر الإشارة إلى التشابه بين أحداث الفيلم وواقع غزة على مؤيدي فلسطين، بل إن أنصار النظام الصهيوني أيضًا أقروا بهذا الأمر، بل واعترضوا على غزة في فيلم سوبرمان بدقة أكبر. من خلال النظر إلى هذا الفيلم وردود الفعل تجاهه، يمكن استنباط عدة نقاط حول علاقة المجتمعات الغربية بقضية فلسطين وإسرائيل.

النقاط التي يجب أن لانتجاهلها!

النقطة الأولى أن القمع الشديد في الغرب قد سلب المشاهير أدنى فرصة للتعبير عن رأيهم في قضية فلسطين، فمن وصم شبه قانوني بمعاداة السامية إلى إلغاء فعلي، وإن كان غالبًا غير رسمي، لنشاطاتهم المهنية، تُستخدم أدوات عديدة للسيطرة عليهم وكبحهم.

هذا الأمر أوجد تدريجيًا وضعًا معقدًا لصناعة الترفيه في الولايات المتحدة، إذ نشأت هوة واسعة بين محتوى هذه الأعمال ومواقف العاملين فيها وبين ما يحظى باهتمام الرأي العام.

فبينما تُظهر أدق استطلاعات الرأي الأخيرة أن 53% من الأمريكيين يكرهون إسرائيل، وترتفع هذه النسبة إلى حوالي 70% بين الأفراد من 18 إلى 28 عامًا، مع تزايد مستمر، لا يستطيع السينمائيون الأمريكيون ومشاهيرهم أن يتفقوا مع هذا التيار الجارف من جمهورهم أو يتعاطفوا معه ولو قليلًا.

لماذا أثارت غزة في فيلم سوبرمان غضب الإعلام الصهيوني؟

وهذا بلا شك يجعل عمل صناعة الترفيه صعبًا للغاية. النقطة الثانية تتعلق بمفهوم الخير والشر في العالم وانعكاسه في ذهن الرأي العام. فقد وصلت الأمور اليوم إلى حد أنه عندما يُعرض في فيلم أمة أقوى لكنها شريرة وأخرى أضعف لكنها محقة ومظلومة، يضع الجميع، حتى أنصار الصهيونية، إسرائيل تلقائيًا في موقع الشرير وفلسطين في موقع المظلوم.

من كريبتون إلى غزة

التشابهات العجيبة بين فيلم سوبرمان و حرب الإبادة في غزة/ ردود الفعل المتفجرة على سوبرمان 2025:

لقد حاول الصهاينة على مدى سنوات أن يختلقوا مبررات لوجودهم في فلسطين وأن يصوروا خصومهم بوجوه شيطانية، لكن كل هذه الأدوات أصبحت الآن بلا جدوى، فقد تغيرت الأوضاع ولم يعد بإمكان النظام الصهيوني قلب الحقيقة.

في هذه الظروف، لم يعد أمامهم سوى قبول التشهير بأنفسهم والاستمرار في أفعالهم بوقاحة، وهو ما شوهد فعليًا في غزة وخارجها في لبنان وسوريا وإيران خلال العام أو العامين الماضيين من جانب النظام الصهيوني.

علاوة على ذلك، أصبحوا مضطرين للتخلي عن مجاملاتهم السابقة حيال قضايا مثل حرية التعبير، والوقوف بوضوح ضد أي كلام ينتقدهم ولو بأدنى درجة.

النقطة الثالثة تتعلق بدور الولايات المتحدة في هذا الحدث. فيلم سوبرمان يظهر أمريكا داعمة لتلك الدولة الظالمة والقمعية، وتُظهر ردود الفعل على هذا الفيلم أن الرأي العام الأمريكي غير راضٍ عن هذا الأمر.

رئيس الولايات المتحدة في الفيلم شُبه بترامب، وسوبرمان، كمنقذ خيالي يحلم الكثيرون بظهوره للقضاء على هذه الشرور المستمرة، هو من يقف في وجه هذا الرئيس. لكن البيت الأبيض نشر ملصقًا تم فيه استبدال رأس سوبرمان برأس ترامب عبر الفوتوشوب، وأُعلن أن ترامب هو سوبرمان!

هذا التصريح الغريب والبعيد عن الوقار السياسي يُظهر أن ترامب نفسه يشعر بالخطر من تصويره كداعم للإبادة الجماعية، ويحاول أن يقدم نفسه كداعم للسلام، وإن كان من غير المرجح أن تنجح محاولته في ترسيخ هذا الاعتقاد. وفيما يلي، يتم استعراض فيلم سوبرمان وتشابهاته مع قضايا غزة وردود الفعل المتعددة التي أثيرت حياله.

كيف عكست غزة في فيلم سوبرمان آراء الرأي العام الأمريكي حول الصراع الفلسطيني؟

عرض ضبابي لحرب غزة في هوليوود

النسخة الأحدث من فيلم “سوبرمان” كتبها وأخرجها جيمس غان، الذي شارك أيضًا في إنتاجها إلى جانب بيتر سافران. لعب ديفيد كورنسويت دور سوبرمان في هذا الفيلم.

يبدأ الفيلم مع سوبرمان الذي نجح لتوه في منع هجوم على مدينة جرهانبور الخيالية من قِبل دولة بورافيا. سبق أن ذُكرت هاتان الدولتان الخياليتان في قصص دي سي المصورة، لكن الحرب بينهما هي ابتكار جيمس غان في هذه النسخة.

تُشبه بورافيا النظام الصهيوني، وهي دولة في شرق أوروبا تتميز بقادتها الناطقين بالروسية ومبانيها ذات القباب. أما جرهانبور فهي دولة يغلب على سكانها البشرة السمراء، أو بتعبير آخر، تُشبه بعض الأعراق العربية. في نهاية الفيلم، يتعين على سوبرمان منع محاولة ثانية من بورافيا لمهاجمة هذه الدولة. الحوار بين سوبرمان ولويس لين (التي تؤدي دورها ريتشل بروسناهان) يستحضر نقاشًا حول إسرائيل وفلسطين.

ليس الجميع راضيًا عن تدخل سوبرمان، لا سيما أن بورافيا حليفة للولايات المتحدة. تُثير لويس ادعاء بورافيا بأن هدفها تحرير شعب جرهانبور من حكومة استبدادية. يرد سوبرمان بأن حكومة بورافيا الفاسدة تستخدم هذا الادعاء كذريعة لفرض حكومة موالية لها.

هذا الحوار يدور تقريبًا بالكامل حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى لتحرير الفلسطينيين من حكم حماس، التي تُصنفها استبدادية، أم أنها تبحث فقط عن ذريعة للسيطرة على غزة. مشاهد الجنود البورافيين بملابسهم العسكرية الكاملة وهم يعتدون على حشد من المدنيين في جرهانبور تُذكّر بمشاهد هجوم جنود إسرائيل على المستشفيات والمدارس المدنية في غزة.

ما الدور الذي لعبته شخصية لويس لين في مناقشة قضية غزة في فيلم سوبرمان؟

شخصية ليكس لوثر، الشرير الملياردير في السلسلة، تُعتبر إشارة محتملة إلى دونالد ترامب، إذ يزود بورافيا بتدفق مستمر من الأسلحة. أما فاسيل غوركوس، رئيس بورافيا الديكتاتوري الذي يتحدث بلهجة روسية أو شرق أوروبية ثقيلة، فيبدو كمزيج كاريكاتوري من بنيامين نتنياهو وديفيد بن غوريون.

ونتيجة لذلك، وصف المعجبون والنقاد الفيلم بأنه من أكثر الأفلام المعادية لإسرائيل صراحةً التي أُنتجت حتى الآن، وأكثر المشاريع الكبرى معاداة للصهيونية التي يمكن لهوليوود إنتاجها دون أن يُدرج ممثلوها وصناعها في القوائم السوداء.

كما أشاد الجمهور بالفيلم لعدم انحيازه لأي من الفصيلين الحاكمين في أمريكا، ولأنه لم يقدم، كما فعلت أفلام أبطال خارقين سابقة مثل “كابتن أمريكا”، فيلمًا دعائيًا آخر للأبطال الخارقين. نهاية الفيلم تحمل أيضًا تشابهات مع الاحتجاجات الحدودية في غزة بين عامي 2018 و2019، المعروفة باسم مسيرة العودة الكبرى، حيث طالب الفلسطينيون بحق العودة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

المشهد الختامي للفيلم يُظهر أطفالًا ورجالًا يرفعون راية سوبرمان بعد إنقاذه لسكان جرهانبور، في إشارة تذكّر بما فعله أهل غزة خلال احتجاجات مسيرة العودة الكبرى برفع العلم الفلسطيني. مشاهد أخرى تُشير إلى حرب إسرائيل في غزة تتضمن الطبيعة الصحراوية لموقع جرهانبور، والإشارة الواضحة إلى أن بعض سكانها مسلمون.

كيف تم تصوير الدولة الخيالية جرهانبور كرمز لـ غزة في فيلم سوبرمان؟

من الإحالات الأخرى في الفيلم إلى هذه القضية، تصريح لويس لين، الصحفية وحبيبة كلارك كينت (سوبرمان)، التي تقول، بينما شاهد الجميع جرائم بورافيا بعيونٍ مفتوحة، إن سكان جرهانبور ليسوا بلا ذنب، وهو ما يعكس الروايات اللاإنسانية التي تروجها وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية عن الشعب الفلسطيني.

الشرير الروسي والمنقذ الأبيض

بخلاف قضية فلسطين، يمكن اعتبار الفيلم بمثابة نقد لسياسات ترامب المناهضة للمهاجرين، كما أشاد عشاق السينما بتصريحات الفيلم التي تنتقد المجمّعات العسكرية-الصناعية والمليارديرات والأوليغارشية.

ثنائية جيش أقوى يهاجم دولة أضعف يمكن أن تستحضر الحرب الروسية على أوكرانيا، وقد يدعم تشابه بورافيا مع شرق أوروبا هذا التفسير، لكن كون الدولة المعتدية مدعومة من أمريكا، وكون الذين تُنتهك أراضيهم عرباً ومسلمين، لا يترك مجالًا كبيرًا للشك في أن القصة تُشير رمزيًا إلى قضية غزة.

علاوة على ذلك، النظام الصهيوني يضم العديد من المواطنين من أصول روسية. تصوير حاكم هذه الدولة المعتدية بجنسية روسية قد يكون تكتيكًا لتفادي اتهامات الصهاينة، أو ربما كان جزءًا من الفكرة الأولية للفيلم التي بقيت ضمن السرد الجديد المتعلق بفلسطين بعد اتخاذ قرارات لاحقة.

الشرير الروسي والمنقذ الأبيض

 

باسم يوسف و سوبرمان!

من النقاط اللافتة حول فيلم “سوبرمان 2025” أن الممثل المصري الأصل باسم يوسف أعلن العام الماضي أنه استُبعد من المشروع بسبب دعمه لشعب غزة. كان من المقرر أن يلعب دور فاسيل غوركوس، رئيس بورافيا، لكن الناقد الأمريكي إدوارد هونغ يقول إنه سعيد لأن شخصية من “العالم الجنوبي” لم تُجسد دور الشرير في فيلم أمريكي مرة أخرى.

أوضح باسم يوسف أن جيمس غان عقد معه جلسة لشرح تفاصيل القصة التي لم يعد من المقرر أن يشارك فيها، وبعد هذا الحوار زالت كل سوء التفاهم بينهما. لكن هذا لا يمنع وجود انتقادات للفيلم. فهوليوود عادت مجددًا إلى عنصر سردي هو “المنقذ الأبيض”.

في العديد من أفلام هوليوود التي بدت مناهضة للعنصرية، ينتهي الأمر بشخصية بيضاء، أكثر ذكاءً وكفاءة من الملونين المضطهدين، تقود هؤلاء وتنقذهم. يرى النقاد أن هذا الموضوع أكثر ضررًا من الأفلام التي تُهين الشعوب غير البيضاء علنًا. هنا، سوبرمان هو فعليًا منقذ أبيض، ونجد شخصية مالك علي (التي يؤديها دينيش تياغاراجان)، بائع فلافل متجول، لا يفعل شيئًا سوى التضحية بنفسه لأجل سوبرمان ومساعدته في تطوير شخصيته في القصة.

تجاوز خطوط هوليوود الحمراء

القضية المتعلقة بالتشابه بين أطراف الصراع في فيلم “سوبرمان” والنظام الصهيوني وشعب غزة ليست شيئًا ترغب الوسائل الإعلامية الرسمية والتيار الرئيسي في العالم الغربي في تناوله أو حتى تجرؤ على مناقشته. لكن هذا النقاش انتشر بقوة في الأوساط شبه الرسمية وغير الرسمية لدرجة أنه لم يعد بإمكان أحد تجاهله.

تجاوز خطوط هوليوود الحمراء

منح ناقد سينمائي هاوٍ يُدعى إيفان فيلم “سوبرمان” خمس نجوم على منصة ليتربوكس (Letterboxd)، وأشاد بالهوية البصرية الفريدة للفيلم، واصفًا جيمس غان، المخرج وكاتب السيناريو، بأنه أفضل مخرجي الأفلام المقتبسة من القصص المصورة. وأضاف: «فيلم معادٍ لإسرائيل بشكل كبير، ومن الرائع رؤية مثل هذا المحتوى في فيلم تجاري كبير».

عندما نُشرت مراجعة إيفان الموجزة بواسطة مستخدم واحد على الأقل على منصة إكس (تويتر سابقًا)، حققت أكثر من 11 مليون مشاهدة، ومن هنا بدأت القصة تقريبًا.

لم يكن إيفان الوحيد الذي رأى أن هذا الفيلم التجاري الجديد يحمل رسالة ضمنية، أو حتى صريحة، معادية لإسرائيل. فالوسائل الاجتماعية مليئة بالنظريات التي تقول إن أحد العناصر الرئيسية في قصة الفيلم -مهمة سوبرمان لمنع هجوم دولة بورافيا المدعومة من أمريكا على دولة خيالية فقيرة تُدعى جرهانبور- هو تمثيل رمزي للصراع بين إسرائيل وحماس.

كتب المعلق السياسي ومنتقد إسرائيل الدائم “كريستال بال” على منصة إكس: «أشعر أن هذه لحظة ثقافية كبيرة حيث تظهر إسرائيل بوضوح كالأشرار في فيلم هوليوودي بميزانية ضخمة. عندما دخلت قاعة العرض، وبناءً على ما سمعته مسبقًا، توقعت أن يكون ذلك بشكل غير مباشر، لكنه لم يكن كذلك على الإطلاق».

ما هي ردود الفعل السلبية من مؤيدي إسرائيل تجاه تصوير غزة في فيلم سوبرمان؟

لكن هذه القضية أثارت أيضًا ردود فعل سلبية من أنصار النظام الصهيوني. على سبيل المثال، على منصة ريديت، انتقد بعض مؤيدي إسرائيل غان واستوديوهات دي سي بسبب الرسالة المعادية لإسرائيل في الفيلم.

كتب أحد المستخدمين في r/Israel، وهو قسم فرعي لمؤيدي إسرائيل: «أجد هذا الأمر مهينًا ومؤلمًا للغاية أن يُستخدم بطل خارق أبدعه فنانان يهوديان الآن للترويج لرسائل معادية لإسرائيل عالميًا». على الرغم من أن هوليوود تُعتبر ذراعًا للحرب الناعمة للولايات المتحدة، ويمكن اعتبارها امتدادًا ثقافيًا للهيمنة الصهيونية، فإن البحث في تاريخ السينما الأمريكية يكشف عن أفلام تناقش مواضيع مختلفة قد تتعارض في بعض الجوانب مع الخطاب الرسمي السائد.

حتى إن بعض الأفلام تنبأت بتفكك أمريكا في المستقبل أو انهيار إمبراطوريتها، لكن هناك خط أحمر لم يُعبر أبدًا، وهو أي نقد أو إشارة تنتقد النظام الصهيوني. بعبارة أخرى، يمكن تخيل أي شيء في هذا العالم المذهل المليء بالمفاجآت المتتالية، إلا أن تصنع هوليوود، أو حتى القطاعات المستقلة في السينما الأمريكية، فيلمًا صريحًا يدين النظام الصهيوني.

لكن الرأي العام في الولايات المتحدة الآن يفضل شيئًا مختلفًا، وهوليوود، التي يجب أن تتماشى مع هذا الرأي العام لتحقيق الأرباح، تجد نفسها في موقف معقد.

لقد كان تصوير إدانة رمزية وغير مباشرة لإسرائيل في فيلم “سوبرمان” مربحًا جدًا في شباك التذاكر حتى الآن، مما قد يدفع المستثمرين أو صانعي الأفلام في المستقبل إلى التفكير في استخدام هذا الأسلوب. بالطبع، لوبي القوة لن يظل خاملًا وسيستخدم أدواته لمواجهة هذا الوضع.

المصدر: كويت24