رسالة قراء القرآن الإيرانيين الى قراء مصر/ نحن حَمَلة القرآن علينا واجب ليس التلاوة فحسب!

رسالة قراء القرآن الإيرانيين الى قراء مصر/ نحن حَمَلة القرآن علينا واجب ليس التلاوة فحسب!

رسالة قراء القرآن الإيرانيين/ في خطوة إنسانية مؤثرة، وجهت جماعة قراء القرآن الكريم في إيران رسالة ملتهبة إلى زملائهم من قراء القرآن في مصر، تحمل في طياتها دعوة عاجلة للوقوف مع أهل غزة الذين يواجهون كارثة إنسانية مروعة.

رسالة قراء القرآن الإيرانيين الى مصر!

تأتي رسالة قراء القرآن الإيرانيين كصوت يعبر عن الألم المشترك لكل إنسان يرفض الظلم، في وقت تُدمى فيه غزة تحت وطأة الحصار، حيث يعاني الأطفال والنساء من الجوع والفاقة، والجرحى يصارعون الموت بلا دواء أو مأوى.

استهلت رسالة قراء القرآن الإيرانيين بآية من سورة الإسراء: *“إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ”*، لتؤكد أن القرآن ليس مجرد كلمات تُتلى، بل دعوة للعمل العادل والإنساني. الرسالة تضع نصب عينيها هدفاً واضحاً: فتح معبر رفح، الشريان الذي يمكن أن ينقذ غزة بإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة بصيص الأمل

. وتناشد الرسالة قراء مصر، الذين يحظون بنفوذ كبير في مجتمعهم ومؤسساتهم الدينية، أن يستخدموا صوتهم المؤثر للمطالبة بفتح هذا المعبر ودعم أهل غزة في محنتهم.

وجاء في هذه الرسالة: *“لقد قرأنا نحن وأنتم القرآن سنين طويلة، وارتفعت أصواتنا بتلاوة آياته، لكنّ الوقت قد حان اليوم لأن يُسمع صوت القرآن، لا من حناجرنا فحسب، بل من مواقفنا أيضاً.” وأضافت بحماس: “إنّ الدفاع عن المظلوم لا يحتاج دائماً إلى السلاح؛ فكلمة موقف صادق، ومطالبة شجاعة، وجهدٌ في فتح طريق لإغاثة المظلوم قد يكون أثره أبلغ من الرصاص.” هذه الكلمات تحمل تحدياً إنسانياً عميقاً يتجاوز الحدود والانتماءات.

لكن ما يثير الحسرة في هذه الرسالة هو إشارتها إلى صمت مؤلم من قراء القرآن في العالم العربي، الذين لم يصدروا بيانات مماثلة لإدانة المجازر المروعة في غزة أو للمطالبة بإغاثة أهلها.

هذا الصمت يتناقض مع الرسالة الأخلاقية للقرآن التي تحث على نصرة المستضعفين، كما في قوله تعالى: “وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ” (النساء: 75). إن هذا التخاذل يضع قراء العالم العربي أمام مسؤولية كبيرة لكسر حاجز الصمت والتحرك فوراً.

تأتي رسالة قراء القرآن الإيرانيين في لحظة يشهد فيها العالم موجة استنكار عارمة للجرائم التي تُرتكب في غزة، من قتل جماعي وتدمير وحصار يخنق الأرواح. صور الأطفال تحت الأنقاض والأمهات الثكالى هزت ضمائر البشرية جمعاء، وتدعو الرسالة إلى تحويل هذا الألم إلى فعل إنساني ملموس، مؤكدة أن التضامن الحقيقي يعني مشاركة المظلومين معاناتهم والسعي لإنقاذهم.

إن رسالة قراء القرآن من ايران ليست مجرد نداء إقليمي، بل صوت إنساني عابر للحدود يدعو كل من يؤمن بالعدالة إلى تحويل الكلمات إلى أفعال. فهل ستكون هذه الرسالة الشرارة التي توقظ الضمائر وتدفع قراء القرآن في العالم العربي للنهوض بمسؤوليتهم الإنسانية تجاه غزة؟ الوقت للتحرك الآن، والإنسانية تنتظر!

المصدر: كويت24 + الجزيرة