من هو صالح حمامة؟/ من مشجع أهلاوي إلى منفي سياسي يتحدى بن سلمان!

من هو صالح حمامة؟/ من مشجع أهلاوي إلى منفي سياسي يتحدى بن سلمان!

من هو صالح حمامة/ في زحمة الأحداث السياسية في الشرق الأوسط، ومع كل الضجيج الذي يحيط بالحكومات والمعارضين، يبرز اسم صالح حمامة كواحد من تلك الأصوات التي لا تستطيع تجاهلها. صالح ليس سياسياً محترفاً، ولا زعيماً حزبياً، بل هو شاب سعودي عادي، أو كان كذلك قبل أن تغيرت حياته جذرياً.

في المقالة ستحصل على أجوبة هذه الأسئلة و أكثر إن شاءالله:

  1. من هو صالح حمامة وما هي خلفيته العائلية والنشأة في جدة؟
  2. من هو صالح حمامة وكيف كان حبه لكرة القدم والنادي الأهلي قبل أن يصبح معارضاً؟
  3. من هو صالح حمامة وما دور اعتقال الشيخ سفر الحوالي في تحوله السياسي؟
  4. من هو صالح حمامة وكيف ساهمت استبدادات محمد بن سلمان في إجباره على المنفى؟
  5. من هو صالح حمامة وما هي أشكال الاضطهاد والحملات التشويهية التي يواجهها؟
  6. من هو صالح حمامة وما هي آراؤه النقدية تجاه سياسات السعودية الخارجية مثل التقارب مع إسرائيل؟

من هو صالح حمامة؟

تخيل شاباً في العشرينيات من عمره، يعشق كرة القدم، يهتف للنادي الأهلي بكل حماس، ويحلم بمستقبل بسيط في بلده. لكن اليوم، صالح حمامة ويكيبيديا هو ناشط سياسي معارض، يعيش في المنفى، ويواجه حملات تشويه وتهديدات مستمرة. كيف وصل إلى هنا؟ هذه قصة تحول إنساني، مليئة بالألم والشجاعة، تعكس الكثير عن الواقع في السعودية تحت حكم محمد بن سلمان.

من أين صالح حمامة؟

صالح حمامة، واسمه الكامل صالح بن عبدالله الغامدي، من مواليد جدة، ينتمي إلى قبيلة حوالة، وهو قريب للشيخ الداعية الشهير سفر الحوالي – زوج عمته، كما يروي هو نفسه.

نشأ صالح في بيئة دينية ملتزمة، حيث كان يقضي أوقاتاً طويلة في منزل الشيخ الحوالي، يستمع إلى دروسه ومناقشاته حول الإسلام والشؤون العامة. كان صالح في البداية بعيداً عن السياسة، مشغولاً بحبه للرياضة.

كمشجع أهلاوي متعصب، كان يعيش أيام المباريات بكل تفاصيلها، يحضر الملاعب، ويشارك في المناقشات الساخنة مع الأصدقاء. لكن هذا الشاب الذي كان يرى في الكرة القدم متنفساً للشباب السعودي، وجد نفسه فجأة أمام واقع مرير جعله يغير مساره تماماً.

محطة انطلاق العمل السياسي!

النقطة المحورية في حياة صالح كانت اعتقال الشيخ سفر الحوالي وعدد من الدعاة السعوديين في عام 2018، تحت حملة قمع واسعة شنها ولي العهد محمد بن سلمان. هذه الحملة لم تكن مجرد اعتقالات عشوائية؛ بل كانت جزءاً من سلسلة استبدادات أدت إلى قمع أي صوت معارض.

محمد بن سلمان، الذي يروج لنفسه كمصلح حداثي، بدأ في فرض سياسات تطبيع مع إسرائيل، وفتح أبواب البلاد للترفيه الغربي، وفي الوقت نفسه، سجن الآلاف من المعارضين، بما في ذلك علماء الدين والناشطين. تخيل أن تكون شاباً يرى معلمه الروحي، الذي علمك الغيرة على الدين، يُسجن بسبب آرائه النقدية للسياسات الخارجية السعودية، خاصة تجاه فلسطين والمقاومة.

صالح يروي في إحدى مقابلاته كيف كان هذا الاعتقال بمثابة صدمة، جعلته يدرك أن “الوطنية المزيفة” التي يروج لها النظام تخفي وراءها قمعاً للحريات الأساسية.

هذه الاستبدادات لم تقتصر على الاعتقالات. تحت حكم بن سلمان، شهدت السعودية حملات واسعة ضد حرية التعبير، حيث أصبح أي انتقاد للسياسات الخارجية، مثل التقارب مع إسرائيل أو عدم الدعم الكافي لفلسطين، جريمة تستحق السجن.

بن سلمان و حريات الشعب!

الشباب مثل صالح، الذين كانوا يعبرون عن آرائهم في وسائل التواصل، وجدوا أنفسهم أمام خيارين: الصمت أو المنفى. صالح اختار الثاني. خرج من السعودية بعد أن شعر بالخطر، وأعلن معارضته علناً. في بودكاست “في الخلية”، يتحدث صالح عن كيف كان يشعر بالغدر، فالبلد الذي أحبه تحول إلى مكان يخنق أصوات الشباب. هو لم يكن يبحث عن الشهرة؛ بل كان يدافع عن قيم تعلمها منذ الصغر: نصرة المظلوم، ومحاربة الظالم، حتى لو كان الأخ أو الحليف.

اليوم، صالح حمامة يعيش في المنفى، ربما في دولة أوروبية أو أمريكية، حيث يستمر في نشاطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لديه قناة على يوتيوب تسمى “قناة صالح حمامة الرسمية”، حيث ينشر بثوثاً حية تناقش قضايا ساخنة مثل “غزة تموت جوعاً” أو “هل السعودية مع المقاومة؟”.

على سناب شات، يصف نفسه بـ”ملك آسيا” و”ضد الظالم ولو كان أخي”، ولديه أكثر من 50 ألف متابع، معظمهم من جدة ومناطق سعودية أخرى. كما له حضور قوي على إكس (تويتر سابقاً)، حيث ينتقد سياسات بن سلمان بجرأة، مثل سعي الحكومة لنزع سلاح المقاومة في فلسطين، أو الفرح الإعلامي السعودي بأخبار غير مؤكدة عن قادة المقاومة.

صالح لا يتعصب لأي جهة؛ هو مع المظلوم، سواء كان في اليمن أو غزة، ويؤكد أنه مستعد للوقوف مع أي طرف ينصر فلسطين، حتى لو كان بن سلمان نفسه – وإن كان ذلك سخرية واضحة من موقف الحكومة.

ثمن الشجاعة ليس بقليل!

لكن هذه الشجاعة تأتي بثمن باهظ. صالح يواجه اضطهاداً مستمراً من قبل أجهزة النظام السعودي وذبابهم الإلكتروني. حملات التشويه تتهمه بالتشيع السياسي أو العقدي، رغم أنه ينفي ذلك ويؤكد انتماءه السني.

شخصيات مثل وليد إسماعيل يهاجمونه علناً، متهمين إياه بالعمالة لإيران أو الشيعة، فقط لأنه يدعم المقاومة في غزة واليمن. في إحدى المنشورات، يُشار إلى أن صالح “معروف أنه شيعي”، وهو اتهام يُستخدم لتشويه سمعته بين الجمهور السعودي.

كما يتعرض لتهديدات، ويُقال إنه طلب اللجوء السياسي بسبب الخطر على حياته. هذا الاضطهاد ليس فردياً؛ بل هو جزء من نمط يستهدف كل معارض، حيث يُسجن الناشطون أو يُجبرون على الرحيل، تاركين عائلاتهم وأحلامهم خلفهم.

أشعر بالحزن عندما أفكر في قصة صالح. هو يمثل جيلاً كاملاً من الشباب السعوديين الذين كانوا يريدون حياة طبيعية، لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للمعارضة بسبب الاستبداد. بن سلمان يروج لـ”رؤية 2030″ كحلم حداثي، لكن خلف البريق، هناك قمع للحريات، تطبيع مع الكيان الصهيوني، وتجاهل قضايا الأمة مثل فلسطين.

صالح حمامة لم يختر هذا الطريق؛ بل دفعته إليه الظروف. في مناظراته الشهيرة على يوتيوب، يدافع عن آرائه بصدق، محاولاً إيقاظ الوعي بين أبناء بلده. ربما يوماً ما، يعود صالح إلى جدة، يشاهد مباراة الأهلي دون خوف، لكن حتى ذلك الحين، صوته يظل شاهداً على الظلم.

في النهاية، صالح حمامة ليس مجرد ناشط؛ هو إنسان يدفع ثمن شجاعته، ويذكرنا بأن الحرية ليست هدية، بل نضال يومي. إذا كنت تتابع أخبار المنطقة، فكر في قصته: شاب كان يحب الكرة، أصبح رمزاً للمقاومة ضد الاستبداد.

المصدر: كويت24