إقتصادالعالم

ألمانيا :قطع العلاقات التجارية مع ايران أضر بألمانيا أكثر من ايران

بحسب غرفة التجارة و الصناعة الألمانية،فإن  التبادل التجاري بين ألمانيا و ايران مطلع عام2019، شهد تراجعاً حاداً مما أدى إلى تقلص الصادرات الألمانية إلى إيران بنحو 52.6% فيما تقلصت صادرات إيران إلى ألمانيا بنحو 42.2% خلال نفس الفترة.

ألمانيا

علاقات إيران و ألمانيا… تاريخيا

يعود تاريخ العلاقات الألمانيه الإيرانية  إلي بداية القرن التاسع عشر و إذا كنت من محبي الأدب العالمي تعلم أن إهداء يوهان غوته قصائده لحافظ الشيرازي في الديوان الغربي الشرقي في عام 1819 هو دليل علي الروابط الثقافية الطويلة بين البلدين.

بعد ما فشلت مساعي اميركبير لإقامة علاقات رسمية بين البلدين رغم أنه استخدم عدة من الأساتذة الألمانيين في هيئة التدريس بدارالفنون في طهران و بذله إهتماما كبيرا ليتخذ من نظام الحكومي في ألمانيا نموذجا لتحديث بلاده، لكن في النهايه تمكنا البلدين تمتين  علاقاتهما في سنة1885 ميلادي بعدما تبادلت كل من إيران و ألمانيا فتح السفارات في عواصم كلا البلدين.

بالطبع شهدت العلاقة بين البلدين  منذ بداياتها حتي الان تقلبات كثيرة إلا أنها على مر الزمان كانت في عهد الحكم القاجاري في أفضل أحوالها حيث أن القاجاريين كانوا يرون في ألمانيا محاميا لهم في الأزمات التي كانت تخوضها مع الدول الخارجية بما في ذلك بريطانيا و أميركا و روسيا.

خلال الحرب العالمية الثانية اتخذت إيران موقفا محايدا تجاه الحرب ولكنها في سرها كانت ميالة إلي ألمانيا و هذا الموقف أدي إلي إثارة غضب قوات الحلفاء الذين قاموا باحتلال  ايران في عام 1941. فيما كانت ألمانيا بعد تحديث نظام حكمها إبان الحرب العالمية هي الدولة الوحيدة التي تواسطت لإنهاء احتلال إيران.

ألمانيا
المستشار الألماني الراحل هلموت شميت عند شاه إيران في 1975

علاقات إيران و ألمانيا … تجاريا

هناك ما يقارب الـ  50 شركة ألمانية تملك مكاتب فرعية خاصة بها في إيران،تمثلها تجارياً، بالإضافة غلى اكثر من 12ألف شركة ايرانية شارك فيها الألمان منذ عام 2005 بحصص كبيرة  مما أدى إلى زيادة في سوق الصادرات الايرانية إلى ألمانيا  إلى نسبة نحو 84.7% من اجمالي حجم التجارة الألمانية مع الشرق الأوسط  بالإضافة إلى أن الشركات الألمانية  تشارك أيضاً في مشاربع البنية التحتية الايرانية الكبرى بما في ذلك في قطاع البتروكيماويات.

اقرأ ايضاً
حقيقة تأجيل زيارة بايدن للسعودية

بالطبع استمرت العلاقات الإيرانية الألمانية في مجال التجارة  حتي قامت أمريكا بفرض عقوبات اقتصادية  علي ايران حيث بدأت هذه العلاقات بالتقلص التدريجي بفعل العقوبات حتي عام2019 لتصل إلى مستوىٍ غيرمسبوق بنحو نسبة 5.6% حسب ما أفادته غرفة التجارة و الصناعة الألمانية.

و ألمانيا ليست الوحيدة من الدول التي تضررت من قبل العقوبات الأمريكية ضد ايران أو أي دولة اخرى. ولكن من نجح من الدول في هذا المجال هو من كان رافضا للتعنق لهذه العقوبات بطريقة مباشرة أو غيرمباشرة بما في ذلك الصين و روسيا.

ألمانيا
رؤساء الصين و ايران و روسيا

العقوبات الأمريكية أضرت بألمانيا اكثر من مجال واحد و خاصا خلال حرب روسيا و أوكرانيا التي وضعت الدول الأروبية بما في ذلك ألمانيا في وضع سيء خلال العقوبات الواسعة نطاقا التي شملت الطاقة والغاز الروسي و لهذا يتوقع المحللون شتائا قاس جدا لأروبا و لاسيما ألمانيا التي تعتمد علي غاز روسيا بنسبة66%.

وفي السياق نفسه أكد رئيس مجلس ادارة الإتحاد الفيدرالي للتنمية الاقتصادية و التجارة الخارجية الألمانية مايكل شومان أن”قطع العلاقات التجارية مع إيران أضر باتجار الألمان أكثر من ايران نظرا لتقدمها و عدم إستغلالنا للإمكانيات المتوفرة فيها.”

يمكن اعادة هذه العلاقات كما كتبوا بعض المحللين موصفا أن هذه العلاقات “تقليدية ومتعددة الجوانب ومثقلة، بهذه المفاهيم الثلاثة يصف خبير الشؤون الإيرانية، طبطبائي العلاقات الألمانية الإيرانية. تقليدية لأنه منذ زمن الشاعرين غوته وحافظ قبل 200 عام توجد علاقات بين مفكرين وتجار ألمان وإيرانيين. ومتعددة الجوانب لأن العلاقات تنبني على مستوى ثقافي وسياسي واجتماعي واقتصادي. ومثقلة لأنه يوجد خلافات على المستويين الداخلي والخارجي مع إيران التي لها علاقة أيضا مع موقف إيران من إسرائيل.”

و مما يستحق بالذكر أن علاقات إيران مع الدول الأروبية ازدادت توترا بعد إنسحاب أميركا من الإتفاق النووي في عام2018 و فرضه عقوبات قاسية ضد إيران مخالفا للقانون.

العقوبات أثرت علي علاقات طهران مع جيرانها بكثير من الجوانب بما في ذلك مجال الإقتصادي ولكن حين ما أول اقتصاد أروبي يوصف تداعيات قطع علاقاته مع إيران بهذا النحو، ماذا عن الدول الأخرى؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى