أركان الحج عند المذاهب الإسلامية
الحج يعد فريضة من الفرائض التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، حيث يعد أداء هذه الفريضة وأداء المشاعر المقدسة هدفا لكل المسلمين لأداء مناسك الحج. وفي هذا المقال سنقوم بشرح أركان الحج بشكل مفصل:
** أركان الحج
أركان الحج تشير في اللغة العربية الى الشيء القوي الذي لا يصلح الامر ولا يقوم دونه، لذلك سميت أركان الحج، لأنها أساس الحج، وما يقوم عليه.
واما اصطلاحا، فالركن هو ما كان جزءا من ماهية الشيء، ولا يحصل تمامه الا بوجوده.
وأركان الحج عند الشافعية، والمالكية، والحنابلة أربعة وهي: “الإحرام، والوقوف بعرفة، والسعي، وطواف الزيارة”، وأضاف الشافعية ركنين، هما: “الترتيب بين تلك الأركان، والحلق أو التقصير”.
واما عند الحنفية فأركان الحج عندهم تنحصر في الوقوف بعرفة، والطواف، وتفصيل كل ركن فيما يأتي:
- الإحرام
وهو ركن عند جمهور العلماء، وشرط صحة عند الحنفية، ويراد بالإحرام الدخول في عبادة الحج، وعقد النية على أداء مناسكه، ويتضمن عند الحنفية النية والتلبية معا، وتكون التلبية بقول “لبّيك اللهمّ لبّيك”.
- الوقوف بعرفة
وقف الحاج في أرض عرفة، وعد اللحاق بهذا الركن يتوجب على الحاج اعادة الحج. وقد ثبتت ركنية الوقوف بعرفة في القرآن، والسنة، والإجماع؛ فقد جاء في القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم “ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ”.
وجاء في السنة النبوية قول النبي صلى عليه الصلاة وسلم: “الحجُّ عرفةَ فمَن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جمعٍ فقد تمَّ حجُّهُ”.
وتعددت اقوال علماء المسلمين بخصوص وقت الوقوف بعرفة، وسيتم توضيح جميع الآراء:
1- وقت الوقوف بعرفة
ذهبت الحنفية والشافعية الى ان وقت الوقوف بعرفة يبدأ منذ ظهر يوم عرفة.
اما الامام مالك فيرى ان الوقوف بعرفة يكون ليلا، ومن ترك الوقوف في اي جزء من الليل فلا يكون قد أتى بركن الوقوف، وتجب عليه إعادة الحج. وجاء في المذهب المالكي ان ترك الوقوف نهارا تجب بسببه الفدية وان ترك عمدا دون عذر باعتبار أن الوقوف نهارا واجب عند المالكية.
في حين أنه جاء في المذهب الحنبلي ان وقت الوقوف في عرفة يبدأ من طلوع فجر يوم عرفة وينتهي بطلوع فجر يوم النحر.
2- مدة الوقوف بعرفة
قسمت كل من المذهب الحنفي والحنبلي زمن الوقوف في يوم عرفة الى فترتين:
الاولى؛ زمن الركن… ويكون بالتواجود في عرفة ولو قليلا.
الثانية؛ الزمان الواجب… ويكون بالوقوف في عرفة منذ ظهر يومه إلى غروب الشمس، وعدم مغادرة عرفة الا بعد الغروب ولو بلحظة واحدة. اي ان المقصود ان يجمع الحاج وقوفه بعرفة بين الليل والنهار. وجاء في المذهب المالكي ان الوقوف في عرفة يكون ليلا.
واتى في المذهب الشافعي انه يسن الجمع بين الليل والنهار في عرفة، ولا يجب الجمع، ويجزئ الوقوف بعرفة في اي وقت من ظهر يومه إلى فجر يوم النحر.
- طواف الزيارة أو طواف الإفاضة
وأُطلق هذين الاسمين لان الحاج يأتي الى مكة المكرمة أو يفيض إليها من منى دون البقاء فيها. وأتي في القرآن الكريم من بعد باسم الله الرحمن الرحيم: “وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ”.
وأتى في السنة ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “حَاضَتْ صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ بَعْدَما أَفَاضَتْ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَذَكَرْتُ حِيضَتَهَا لِرَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: أَحَابِسَتُنَا هي؟. قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهَا قدْ كَانَتْ أَفَاضَتْ وَطَافَتْ بالبَيْتِ، ثُمَّ حَاضَتْ بَعْدَ الإفَاضَةِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَلْتَنْفِرْ”.
- السَّعي بين الصفا والمروة
يطوف الحاج بين الصفا والمروة سبعة أشواط بعد طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج عند الشافعية، والمالكية، والحنابلة. وواجب عند الحنفية تترتب الفدية بتركه، ويجب المشي فيه للقادر عند الحنفية، والمالكية، ويسن عند الشافعية، والحنابلة.