اكتشاف بقايا سفينة غارقة في مصر تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (السبت) اكتشاف بقايا سفينة غارقة في منطقة العلمين شمال غرب القاهرة، تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري في بيان إن بعثة أثرية من الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار اكتشفت أثناء أعمال الغوص والمسح الأثري بأحد المواقع الغارقة بالبحر المتوسط، على بعد حوالي 650 مترا من شاطئ منطقة العلمين، بقايا سفينة غارقة وعدد من الجرار “الأمفورات” من القرن الثالث قبل الميلاد.
وأشار وزيري إلى الأهمية التجارية لمنطقة العلمين والساحل الشمالي في القرن الثالث قبل الميلاد حيث كان يوجد بها العديد من الموانئ التجارية، وأكد الأهمية العلمية للكشف الذي يقدم دليلا جديدا على مكانة مصر والمنطقة من الناحية التجارية والاقتصادية والسياحية.
من جانبه، أوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أنه “خلال أعمال المسح الأثري بالمنطقة تم العثور على بقايا من أخشاب السفينة الغارقة، ومئات اللقى الأثرية الفخارية من بينها عدد كبير من الجرار (الأمفورات) المستوردة من جزيرة رودس باليونان، والتي كانت تستخدم قديما في تخزين ونقل النبيذ”.
ولفت إلى أن هذه الجرار وجدت مرتكزة على جزيرة غارقة بجوار السفينة مما يرجح أن يكون سبب غرق السفينة أثناء رحلتها التجارية هو ارتطام قاعها بالجزيرة المتواجدة بقاع البحر.
بينما قال إسلام سليم رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة إن الدراسات التي أجراها فريق العمل تشير إلى أن السفينة التي تم العثور عليها هي سفينة تجارية يرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ما يوضح سير الحركة التجارية بين مصر ودول البحر المتوسط في ذلك الوقت.
وأضاف أن الساحل الشمالي كان يضم خلال العصرين اليوناني والروماني حوالي 30 قرية ومدينة وميناء، من أهمها موانئ مرسى مطروح والضبعة ومارينا العلمين، وأشار إلى أن تلك الموانئ كانت عبارة عن محطات في طريق السفن القادمة من شمال إفريقيا وجنوب أوروبا إلى الأسكندرية، كما كان يتم تصدير المنتجات الغذائية من نبيذ وزيتون وحبوب من موانئ الساحل الشمالي إلى شمال إفريقيا وجنوب أوروبا وشرق البحر المتوسط.
وأردف أن البعثة انتهت أعمال التوثيق الأثري للمكتشفات باستخدام تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد (Photogrammetry)، ونوه بأن الإدارة المركزية للآثار الغارقة تقوم الآن بدراسة سيناريوهات التعامل مع المكتشفات الأثرية والحفاظ عليها وانتشالها من الموقع.
كما ستقوم البعثة باستكمال أعمال الحفائر تحت الماء للكشف عن المزيد من الدلائل والشواهد الأثرية وما تخبئه السفينة من أسرار.