التوعية بالصحة النفسية تبدأ من الفرد وتنتهي بالمُجتمع
تم تصنيف شهر مايو بأكمله بأنه شهر التوعية بالصحة النفسية في العديد من البلدان حول العالم. ويهدف هذا الشهر إلى رفع مُستوى الوعي بقضايا وأمور الصحة النفسية وتقليل الوصمة المجتمعية التي تُحيط بها.
مصعب ضاري، طالب الطب الكويتي ومؤسس “منصة Medtalks الكويتية” التي تهدف إلى زيادة الوعي في الصحة الجسدية بشكل عام والصحة النفسية بشكل خاص ودعم كُل ما يحتاجه المجتمع وطلبة الطب من أمور توعوية وعلمية. يرى أن هذه فرصة للحديث بأهمية الصحة النفسية وتشجيع الناس على طلب المُساعدة عند الحاجة إليها.
وكشف مصعب أن واحدًا من كل أربعة أشخاص يعاني من مرض نفسي. قال إن الصحة النفسية تتضمن عدة جوانب مثل الرفاهية العاطفية والنفسية والاجتماعية وتؤثر على شعور الناس وتفكيرهم وتصرفهم في حياتهم اليومية.
ودعا الناس إلى الاطمئنان على أصدقائهم وعائلاتهم فربما أحدهم يعاني بصمت. وذكر كيفية الحفاظ على الصحة النفسية الجيدة، قال: “عادة ما يفكر الناس في الصحة على أنها غياب للمرض،ولكن لتحقيق مستوى جيد من الصحة النفسية، نحتاج إلى طرق صحية واقعية للتفكير والتجربة والتفاعل مع الآخرين.”
وأوضح أن بعض الناس لديهم مشكلة في نقل وترجمة مشاعرهم، مؤكدًا أنه في الحياة اليومية، يمكن للكثير من الأدوات والأساليب أن تُساعد الشخص على تحقيق حالة نفسية مُتزنه، مثل التأمل وكتابة اليوميات (التدوين) والتعبير عن الامتنان. لكن في بعض الأحيان يحتاج إلى المساعدة في هذه الرحلة من خلال العلاج النفسي، حتى لو لم يكونوا يعانون من أمراض نفسية. يمكن أن تؤثر العديد من المتغيرات على الصحة النفسية لأي شخص.
أحد أكبر العوامل هي تجارب الطفولة، سواءً كانت سيئة أو جيدة. لا تساعد الطفولة في تشكيل شخصياتنا فحسب؛ بل يمكنها أيضًا التأثير على مخاوفنا ونظرتنا للحياة. كما تُساهم التهديدات من المدرسة والعمل والأسرة في رفاهيتنا النفسية. وأكد مُصعب أن إصلاح المشكلات الأساسية آمر اساسي.
يمكن تحقيق ذلك من خلال النوم الجيد، وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، مما يمكن أن يُساهم في قوة صحتنا النفسية بقدر ما يسهم في صحتنا الجسدية. بخلاف ذلك ، يمكننا الكتابة عن تجاربنا وعواطفنا. وأشار إلى أن آثار التدوين أثبتت علميًا أنها مفيدة. يساعد التعبير عن الامتنان أيضًا من خلال تذكير أنفسنا بالجوانب الإيجابية في حياتنا. في حين أن التأمل واليقظة يساعدان في مكافحة التوتر اليومي، أضاف مُصعب، داعيًا الأشخاص الذين يعانون من الأفكار أو المشاعر السلبية ويعانون من صدمة نفسية سابقة (تروما) أو تجارب سابقة سلبية إلى طلب المساعدة من الأصدقاء أو العائلة. إذا لم يكن هذا كافيًا، وكان الآمر أكبر بكثير يكون العلاج دائمًا خيارًا فعالًا من المختصين في المجال.