عبدالله الراكان
تشهد محلات الخياطة في الكويت خلال هذه الأيام من شهر رمضان وما قبله ازدحاما شديدا، فالجميع يتسابقون لتفصيل ثوب العيد يستقبلون به عيد الفطر المبارك، حيث توافد الكبار والصغار لتفصيل دشاديش العيد وقام اغلب أصحاب محلات الخياطة بوقف استقبال الزبائن لكثرة الطلب على تفصيل الثياب الجديدة (الدشداشة)، والكثير منها رفضت استقبال زبائنها بحجة ضيق الوقت الذي لا يكفي لتفصيل دشداشة العيد والكثير من محلات الخياطة وخاصة الشهيرة توقفت عن استقبال الزبائن منذ منتصف شهر رمضان كي تفي بالتزاماتها تجاه عملائها ويرجع السبب الرئيسي لوقف استقبال الزبائن، حسب قول اغلب اصحاب المحلات، الى تصادف الصيف مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد وأيضا قلة العمالة المتخصصة في مجال تفصيل الدشاديش.
كما أكد عدد من المواطنين ان الدشداشة هي الزي الرسمي والمفضل لدى المواطن الخليجي بصفة عامة والكويتي بشكل خاص وسيبقى للأجيال القادمة رغم التطور وصيحات الموضة الحديثة، «الأنباء» تجولت في محلات الخياطة ووقفت على أوضاعها قبيل عيد الفطر، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال المواطن عباس الاطرم إنه في ظل التطور والموضة تبقى الدشداشة الزي الرسمي في كل الأوقات سواء للديوانية والأعراس أو الدوام ولاحظنا خلال السنوات الماضية تغييرا في أنواع الدشداشة مثل استبدال الأزرار بسحاب، وهذا شاهدناه في الكويت ودول الخليج أيضا، مشيرا الى انه يحرص على الذهاب الى محلات الخياطة لتفصيل دشاديش لأنها الزي الرسمي والوطني الذي تعودنا عليه منذ الصغر.
وحول الأسعار، قال الاطرم: إن أسعار تفصيل الدشاديش مناسبة رغم ارتفاعها في السنوات الأخيرة، لكن تبقى شيئا ضروريا للكويتيين.
بدوره، أكد المواطن محمد سعد ان مواعيد الخياطين مناسبة رغم الازدحام الشديد على طلب تفصيلها، مشيرا الى ان تسلم ثيابه بعد 10 أيام من طلبه، مشيرا الى أن الدشداشة ضرورية في العيد وتراث شعبي دأب الكويتيون على الالتزام به، مؤكدا ان أسعارها مناسبة ويستطيع الجميع الحصول عليها.
من جهته، أكد المواطن سلطان العبيد ان فضل تفصيل الدشداشة قبل شهر رمضان المبارك بأسبوع تفاديا للازدحام. وقال انه تسلم الدشاديش في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، مشيرا الى ان الأسعار تختلف من محل لآخر حسب نوعية الخامة وطريقة التفصيل أو الخياطة، مؤكدا ان الدشداشة أصبحت من الضروريات، وهو اللبس الوطني الذي لا يمكن ان يتغير حتى للأجيال القادمة.
من جهته، قال المواطن عبدالله الهزاع إن الدشداشة هي الزي الوطني في الكويت، وبالتالي نحن نحث الشباب وأولادنا على المحافظة على هذا الزي، مشيرا الى أن أسعار الخام وتفصيل الدشداشة مناسبة وفي متناول الجميع، موضحا انه في الآونة الأخيرة اتجه الكثير من الشباب الكويتي لارتداء البنطلونات والملابس الغربية والرياضية، مشيرا الى ان المجتمع الكويتي والخليجي مجتمع محافظ يحرص على زيه الرسمي والمعتمد والذي توارثه من الآباء والأجداد.
وأضاف الهزاع انه في شهر رمضان يحرص على تفصيل الدشاديش مع أولاده استعدادا للعيد ولأداء صلاة العيد، مؤكدا ان هذه العادة منذ القدم وكبرت معه ويورثها لأبنائه ويحثهم على الالتزام بها والحفاظ عليها.
وتعرفنا على رأي عدد من الخياطين، حيث اكد الخياط عباس انه أوقف استقبال الطلب على التفصيل منذ 15 رمضان نظرا للالتزام بالطلبات مع جميع الزبائن الذين يريدون إنهاء دشاديشهم قبل العيد، موضحا أن سبب الأزمة هي قلة العمالة المتخصصة بخياطة الدشاديش، لافتا إلى أن أسعار التفصيل لا ترتفع خلال العشر الأواخر، لكن تختلف حسب الخام ونوع التفصيل، حيث إن سعر تفصيل الدشداشة هو 9 دنانير للكبار و5 للأطفال.
من جهته، قال الخياط علي انه في هذه الأيام من السنة يرتفع الطلب على تفصيل الدشاديش، موضحا أن سعر تفصيل الدشداشة الواحدة 9 دنانير بسبب ارتفاع المواد المستخدمة في الخياطة، وأيضا ارتفاع إيجار المحلات، لافتا إلى أن الدشداشة شيء ضروري ومن العادات والتقاليد لدى الكويتيين، وتلبس أغلب الأوقات في المناسبات الرسمية مثل الأعياد والأعراس والاستقبالات والدوامات.
وأضاف انه لا يستقبل الزبائن في العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث تحتاج خياطة الدشداشة إلى وقت ومهارة، وان أسعار الخياطة تختلف حسب نوع التفصيل سواء بالحياكة اليدوية أو الماكينة، مؤكدا أن الإقبال على التفصيل لم يقل، بل هو في ازدياد كبير كون الدشداشة من التراث الوطني الكويتي.