دخلت الصين حقبة جديدة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، فقد حققت خلال السنوات العشر الماضية إنجازات تاريخية في الإصلاح والانفتاح والتحديث، وقامت بالتبادلات الودية والتعاون الصادق مع دول العالم، بما في ذلك الكويت، وتعمل بنشاط على تعزيز بناء مجتمع لمستقبل مشترك للبشرية، وتقديم مساهمات مهمة للسلام والتنمية في العالم.
وفي هذا السياق، سينشر سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت تشانغ جيانوي سلسلة من المقالات تحت «الصين: عقد من التطورات» ليعرف الأصدقاء الكويتيون تجارب الصين في التنمية والتبادل الخارجي والتعاون الدولي وغيرها من مختلف المجالات، وذلك من أجل تعميق فهم الجميع للصين في العصر الجديد.
المسافة لا تفصل بين الأصدقاء على الرغم من أن الصين والكويت تقع بينهما المحيطات، إلا أنهما يعرف أحدهما الآخر عن طريق الحرير القديم وتربط بينهما الصداقة الوثيقة، فقد أقامتا رسميا العلاقات الديبلوماسية في عام 1971، حيث أصبحت الكويت أول دولة عربية خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين. وفي السنوات العشر الماضية، صمدت العلاقات الصينية – الكويتية أمام اختبار تغيرات وتقلبات الأوضاع الدولية، وظل التعاون بينهما يتوسع، وأواصر الصداقة بينهما تقوى مع مرور الوقت.
تتبادل الصين والكويت دعمهما
يشترك الجانبان في سلسلة من القيم والمفاهيم، ويدعم كلاهما النظام الدولي الذي تتمحور حول الأمم المتحدة والنظام العالمي القائم على أساس القانون الدولي، ويكرس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ويتمسك بمبدأ المساواة بين جميع الدول مهما كانت كبيرة أو صغيرة، ويدافع عن التعددية الحقيقية ويلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. يدعم الجانبان بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما. تلتزم الكويت دائما بمبدأ الصين الواحدة، كما تدعم الصين الكويت في الحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرارها وتقدر إسهامات الكويت البارزة وجهودها الدؤوبة في تعزيز السلام والاستقرار في الخليج، وفي تعزيز وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وتطوير ذاتها. ظلت الصين والكويت تحافظان على التواصل الوثيق في الشؤون الدولية والإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فيتبنى الجانبان نفس الموقف الثابت ألا وهو الدعم الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة والتأكيد على ضرورة التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم على أساس «حل الدولتين». وفي يوليو ارتقت العلاقات الثنائية بينهما إلى الشراكة الاستراتيجية لتصبح العلاقات الكويتية- الصينية نموذجا يحتذى به في التعايش الودي بين الدول.
يتعاون الجانبان للكسب المشترك
في عام 2014، أصبحت الكويت أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وقعت مع الصين على وثيقة التعاون بشأن التشارك في بناء «الحزام والطريق». ويعمل الجانبان على تعزيز مواءمة مبادرة «الحزام والطريق» مع «رؤية الكويت 2035». فقد أصبحت الصين أكبر مصدر للواردات الكويتية وأكبر شريك تجاري للكويت، حيث بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين 22.1 مليار دولار أميركي في عام 2021، بزيادة قدرها ضعف عما كان عليه في عام 2012، في حين تعد الكويت سابع أكبر مصدر لواردات الصين من النفط الخام تصدر 30.16 مليون طن من النفط الخام إلى الصين في عام 2021. في السنوات الأخيرة، شاركت الشركات الصينية بنشاط في بناء المشاريع في مجالات الطاقة والإسكان والبنية التحتية والاتصالات وغيرها، بما فيها مبنى بنك الكويت المركزي ومصفاة الزور ومدينة المطلاع، وشبكة الـ G5 عالية السرعة وناقلة النفط العملاقة بحمولة 320 ألف طن. كل هذه تدل على مساهمة الشركات الصينية في تنمية الكويت. كما تعمق التعاون بين الصين والكويت في مجال الاستثمار والمالية. وبحسب الإحصائيات الكويتية، بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية المباشرة في الكويت نحو 410 ملايين دولار، مما يجعل الصين ثاني أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في الكويت. وقد أنشأت هيئة الاستثمار الكويتية مكتبها الثاني للاستثمار الخارجي في شنغهاي. وواصل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية تقديم قروض حكومية للصين لمساعدتها في تطوير التعليم والرعاية الطبية وغيرهما في المناطق الوسطى والغربية للصين.
تترابط قلوب الشعبين ترابطاً وثيقاً
في مواجهة وباء فيروس كورونا، قدمت الكويت مساعدة كريمة في حين كانت الصين في أمس الحاجة إليها، وكذلك أرسلت الصين فرق خبراء طبيين لمساعدة الكويت مع تبادل الخبرات في مكافحة الوباء عبر الإنترنت، مما يجسد بوضوح الصداقة العميقة بين الشعبين المتمثلة في تبادل المساعدة والدعم. كما قامتا بترجمة الأعمال الكلاسيكية بين اللغتين الصينية والعربية حيث أصبحت العديد من الروايات الكويتية مثل «وسمية تخرج من البحر» و«ساق البامبو» و«طعم الذئب» وغيرها معروفة جيدا لدى القراء الصينيين. وتوجه العدد من الفرق والوفود الفنية الصينية رفيعة المستوى إلى الكويت للمشاركة في مهرجان القرين الثقافي وغيره من الفعاليات والأنشطة. وقد تم فتح الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين. وبالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، فقد بدأت الأعمال في الكويت لإنشاء أول مركز ثقافي صيني في منطقة الخليج كجسر جديد للتبادلات الشعبية والثقافية بين الصين والكويت.
إننا على ثقة تامة بأن العلاقات الصينية الكويتية، تحت رعاية وتوجيه فخامة الرئيس شي جينبينغ وسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ستبشر بمستقبل أفضل. وعلينا أن نعتز بالنتائج التي حققناها بشق الأنفس للتعاون الودي بين الصين والكويت، وأن نرث الصداقة القائمة بين البلدين ونعززها وندفعها قدما لتعميق التعاون متبادل المنفعة بيننا، بما يعود بالخير والرخاء على البلدين والشعبين بشكل أفضل، وتقديم مساهمات أكبر في التنمية السلمية للمنطقة والعالم.
دخلت الصين حقبة جديدة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، فقد حققت خلال السنوات العشر الماضية إنجازات تاريخية في الإصلاح والانفتاح والتحديث، وقامت بالتبادلات الودية والتعاون الصادق مع دول العالم، بما في ذلك الكويت، وتعمل بنشاط على تعزيز بناء مجتمع لمستقبل مشترك للبشرية، وتقديم مساهمات مهمة للسلام والتنمية في العالم.
وفي هذا السياق، سينشر سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت تشانغ جيانوي سلسلة من المقالات تحت «الصين: عقد من التطورات» ليعرف الأصدقاء الكويتيون تجارب الصين في التنمية والتبادل الخارجي والتعاون الدولي وغيرها من مختلف المجالات، وذلك من أجل تعميق فهم الجميع للصين في العصر الجديد.