آراء ومقالاتالخليجالعالمعاجل

الصراع الأمريكي اليمني تحت المجهر/ أسباب الفشل الأمريكي في مواجهة الحوثيين!

يعتبر مركز الأبحاث الأمريكي “كويينسي” أن أحد أخطار استمرار الصراع الأمريكي اليمني هو زيادة احتمال تصاعد التوترات الإقليمية وجر منطقة الشرق الأوسط نحو حرب شاملة.

الصراع الأمريكي اليمني

منذ شهور، تسعى البحرية الأمريكية وحلفاؤها في البحر الأحمر إلى إقناع جيش اليمن بالتوقف عن الهجمات التي ينفذها دعمًا للفلسطينيين في غزة، لكنهم لم يحققوا نجاحًا.

ماهو سبب الصراع بين الحوثيين و الأمريكان في البحر الأحمر؟

يجب على واشنطن أن تنهي إهدار أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وتعترف بأن دعمها الكامل للجرائم الصهيونية في غزة هو السبب في تصرفات أنصار الله و الصراع الأمريكي اليمني.

في مقال تحليلي، أشارت قاعدة بيانات أمريكية إلى مستندات تفيد بفشل أمريكا في البحر الأحمر، ونصحت البيت الأبيض بضرورة مغادرة المنطقة بأسرع وقت ممكن وإنهاء دعمه الكامل للجرائم الصهيونية في غزة.

أفادت قاعدة “Responsible Statecraft”، التابعة لمركز الأبحاث الأمريكي “كويينسي”، بأن حكومة الولايات المتحدة قد تورطت في النزاع مع أنصار الله في البحر الأحمر دون إذن من الكونغرس الأمريكي لأكثر من 9 شهور.

الخسائر اليمنية من الحرب مع أمريكا

منذ نوفمبر 2023، استهدف جيش اليمن السفن المرتبطة بالنظام الصهيوني في البحر الأحمر، وواشنطن، على أمل إيقاف هذه الهجمات، شكلت تحالفًا بحريًا.

الصراع الأمريكي اليمني تمثل أقوى معركة بحرية مستمرة واجهتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، ولكن جهود واشنطن لم تحقق نتائج حتى الآن.

ووفقًا لهذا المركز، فإن النهج الأمريكي في البحر الأحمر و الصراع الأمريكي اليمني، يمثل “سوء تقدير استراتيجي” وغير مجدٍ، مما أدى إلى تكبد تكاليف كبيرة، بالإضافة إلى تهديد حياة العسكريين الأمريكيين، وزيادة خطر تصاعد عدم الاستقرار في اليمن والمنطقة.

وأكد المركز الأمريكي أن إنكار الدوافع الداعمة لجيش اليمن في هذه الهجمات هو إجراء ضار، وبيّن أن واشنطن يجب أن توقف أنشطتها العسكرية ضد أنصار الله وتنهى دعمها المالي والتسليحي للنظام الصهيوني في حرب غزة.

لماذا أمريكا لن تكون قادرة على انهزام الحوثييون؟

كويينسي: ثلاثة مشاكل أساسية في النهج الأمريكي الحالي في البحر الأحمر

في هذا التقرير، تناول مركز الأبحاث “كويينسي” ثلاث مشكلات أساسية في الاستراتيجية الأمريكية الحالية في البحر الأحمر.

1.جهد غير مجدٍ يعترف البيت الأبيض بفشله

المشكلة الأولى في هذه الاستراتيجية هي عدم وجود هدف سياسي واضح، وفرضها تكلفة باهظة على دافعي الضرائب الأمريكيين.

منذ نوفمبر 2023، نفذت أنصار الله حوالي 200 هجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على السفن الصهيونية في البحر الأحمر، مما أسفر عن غرق سفينتين. وفي ردها، لجأت الولايات المتحدة إلى أسلوبها المعتاد: القوة العسكرية.

فشل القوات الأمريكية في مواجهة اليمنيين

في إطار الصراع الأمريكي اليمني، تدعي أمريكا أنها أسقطت حتى الآن أكثر من 150 طائرة مسيرة وصاروخًا من جيش اليمن. حتى إذا كان هذا الرقم صحيحًا، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن كل صاروخ أو طائرة مسيرة يمني تكلف حوالي 2000 دولار، بينما الصواريخ التي تستخدمها أمريكا لإسقاط هذه الصواريخ والطائرات المسيرة تكلف ملايين الدولارات لدافعي الضرائب الأمريكيين. حتى الآن، استخدمت واشنطن أكثر من مليار دولار من الذخائر لمواجهة هجمات أنصار الله.

وفقًا لتقرير “كويينسي”، لم تنجح الهجمات الأمريكية فقط في منع هجمات جيش اليمن، بل تظهر الوثائق أن بدء عمل التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة قد أدى إلى زيادة هجمات أنصار الله.

يذكر التقرير: «من غير المحتمل أن تتمكن أمريكا من تقليص قدرات الحوثيين بشكل ملحوظ بحيث لا يستطيعون مهاجمة السفن العابرة في البحر الأحمر.

بعد عشر سنوات من الحرب مع القوات تحت قيادة السعودية – بدعم أمريكي – أصبح الحوثيون اليوم ماهرين في تكتيك “الضرب والفرار”، وأسلحتهم رخيصة، وقابلة للتحرك، وموزعة في جميع أنحاء اليمن.»

بحسب المركز الأمريكي، يدرك المسؤولون في هذا البلد أيضًا أن هذه الحملة العسكرية، أكثر من كونها حملة ذات أهداف عسكرية واضحة، هي حملة سياسية.

كم عدد الحوثيون في مواجهة الأمريكان؟
كم عدد الحوثيون في مواجهة الأمريكان؟

اعترف “جورج ويكوف”، قائد البحرية الأمريكية المسؤول عن عمليات بلاده في البحر الأحمر، بفشل واشنطن في منع اليمن من الهجوم على السفن الصهيونية، وقال إن هذه المواجهة لن تُحَل بالقوة العسكرية.

كما صرح الرئيس الأمريكي “جو بايدن” عن هذه العملية قائلاً: «هل (القوات الأمريكية في البحر الأحمر) قد توقفت الحوثيون؟ لا. هل (الوجود العسكري الأمريكي) سيستمر؟ نعم.»

يشير “كويينسي” إلى أن عمليات اليمن في البحر الأحمر أدت إلى زيادة تكاليف النقل وحدوث تأخيرات في نقل البضائع، خاصة للسفن والمستهلكين الأوروبيين؛ ولكنها بحد ذاتها لم تترتب عليها تبعات ثقيلة عالمية.

وفقًا لهذا المركز، فإن الولايات المتحدة هي التي زادت الوضع سوءًا بشكل ملحوظ بحضورها العسكري في المنطقة، مما جعل هجمات أنصار الله أكثر شدة.

زيادة عدم الاستقرار في اليمن وفشل الهدنة

2.زيادة عدم الاستقرار في اليمن وفشل الهدنة

وفقًا لتقرير “كويينسي”، المشكلة الثانية الأساسية في الإجراءات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر هي أن هذه الإجراءات تزيد من خطر عدم الاستقرار في اليمن.

اقرأ ايضاً
الأنفجار في دلهي وجرائم غزة؛ تصاعد الغضب العالمي تجاه الكيان الصهيوني!

أسفرت هجمات السعودية والإمارات – بدعم من الولايات المتحدة – على مدى 9 سنوات عن مقتل أكثر من 377,000 يمني وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. الآن توقفت هذه الصراعات والسبب الرئيسي لذلك هو أن السعودية والإمارات لم تتمكنا من هزيمة أنصار الله.

في أبريل 2022، بوساطة من الأمم المتحدة، تم التوصل إلى هدنة مدتها شهران بين الأطراف المتحاربة، ورغم أن هذه الهدنة قد انتهت منذ شهور، إلا أن الطرفين قد التزما بها واستفادوا من مزاياها.

تسعى السعودية إلى الخروج الفوري من الحرب التي فشلت فيها، بينما يسعى أنصار الله إلى تثبيت موقعهم في اليمن كقوة سياسية وعسكرية مهيمنة.

وفقًا لتقرير “كويينسي”، فإن الصراع الأمريكي اليمني، في البحر الأحمر لم تظهر فقط ضعف القدرات الأمريكية، بل حسنت أيضًا من وضع أنصار الله على الصعيدين العالمي والمحلي.

علاوة على ذلك، بسبب مواجهة أنصار الله والولايات المتحدة، توقفت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء حرب اليمن، ويمكن أن تؤدي استمرار العمليات العسكرية الأمريكية ضد أنصار الله إلى تدمير الهدنة الهشة القائمة بين السعودية وأنصار الله.

الحرب الاقليمية الواسعة النطاق في المنطقة

3. حرب إقليمية واسعة

يعتبر “كويينسي” أن أحد المخاطر الأخرى لاستمرار الصراع الأمريكي اليمني، هو زيادة احتمال تصاعد التوترات الإقليمية وجر منطقة الشرق الأوسط نحو حرب شاملة.

وفقًا للمركز الأمريكي، في حوالي 11 شهرًا منذ بدء حرب غزة، شهدت غرب آسيا تصاعد التوترات العسكرية في جميع أنحاء المنطقة. في يوليو، تمكنت أنصار الله من إطلاق طائرة مسيرة من اليمن نحو مبنى قريب من سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب. بالمقابل، استهدفت مقاتلات “F-15″ و”F-35” الصهيونية ميناء “الحديدة” في اليمن، مما أسفر عن مقتل 6 عمال في الميناء.

مواجهات الحوثيون مع الأمريكان في البحر الأحمر

يشير المركز الأمريكي إلى أن اليمن لديه القدرة على أن يصبح بؤرة أزمة في المنطقة، ويضيف: «إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تجنب الانجرار إلى حرب إقليمية أخرى وإقناع الحوثيين بوقف هجماتهم، فمن غير المرجح أن تحقق القوة العسكرية هذا الهدف.»

يواصل التقرير: «لا تتعرض أي من المصالح الوطنية الحيوية للولايات المتحدة في اليمن للخطر، ولا يبرر هذا المستوى من التدخل العسكري الأمريكي وإنفاق مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.

بدلاً من ذلك، الخيار الأفضل هو أن تنهي واشنطن تدخلها غير المجدي مع الحوثيين وتقبل أن دعمها الأولي لإسرائيل في حرب غزة هو السبب الرئيسي في إشعال هذه الأزمة الإقليمية.»

ينصح المركز الأمريكي واشنطن بإنهاء فوراً عملياتها العسكرية ضد اليمن والانتقال إلى الحلول الدبلوماسية من خلال بذل جهد نشط لإنهاء حرب اليمن، والاهتمام بالاحتياجات الاقتصادية والإنسانية لليمنيين، وتسهيل استئناف محادثات السلام.

وفقًا لتقرير “كويينسي”، يجب على القادة الغربيين أن يدركوا أن إنهاء أزمة البحر الأحمر يتطلب التعامل مع هجمات النظام الصهيوني على غزة، وأن الولايات المتحدة يجب أن تقبل تأثير دعمها الكامل للنظام المحتل على زيادة هجمات أنصار الله.

ينبغي على الولايات المتحدة أن تنهي بسرعة دعمها غير المشروط لإسرائيل وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة كشرط أساسي لاستعادة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

تلخيص النقاط المهمة من المقالة في جدول

النقطة التفاصيل
مركز الأبحاث “كويينسي” يعتبر أن استمرار الصراع الأمريكي اليمني يزيد من احتمال تصاعد التوترات الإقليمية وجر الشرق الأوسط نحو حرب شاملة.
الجهود الأمريكية في البحر الأحمر تسعى البحرية الأمريكية وحلفاؤها لوقف هجمات جيش اليمن ضد السفن المرتبطة بالنظام الصهيوني في البحر الأحمر دون نجاح، ويجب على واشنطن إنهاء إهدار أموال دافعي الضرائب والاعتراف بدور دعمها لإسرائيل.
فشل الولايات المتحدة تقرير “كويينسي” يشير إلى أن النهج الأمريكي في البحر الأحمر يمثل سوء تقدير استراتيجي ويؤدي إلى تكاليف باهظة وزيادة خطر عدم الاستقرار في اليمن، ويدعو إلى إنهاء الأنشطة العسكرية ودعم النظام الصهيوني.
مشاكل الاستراتيجية الأمريكية 1. عدم وجود هدف سياسي واضح.
2. تكلفة باهظة على دافعي الضرائب.
3. زيادة الهجمات اليمنية بسبب التدخل العسكري الأمريكي، مما يبرز ضعف القدرة الأمريكية على حل النزاع.
أثر التدخل الأمريكي على اليمن زيادة تكاليف النقل وتأخيرات في الشحن، وعدم تحقق نتائج إيجابية من التدخل العسكري الأمريكي، مما يجعل الوضع أكثر سوءًا ويزيد من شدة هجمات أنصار الله.
فشل الهدنة رغم الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة، استمرت الهجمات، وأدى الصراع إلى فشل المفاوضات واستمرار القتال، مما يؤثر على الاستقرار في اليمن.
توصيات مركز “كويينسي” إنهاء التدخل العسكري الأمريكي والانتقال إلى الحلول الدبلوماسية، وإعادة النظر في دعم إسرائيل كشرط لاستعادة الاستقرار الإقليمي، والتركيز على معالجة الأزمات الإنسانية في اليمن.
التوترات الإقليمية الصراع الأمريكي اليمني قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ويمثل تهديدًا لعدم استقرار المنطقة، مما يستدعي تجنب المزيد من التدخل العسكري.

هذا الجدول يلخص النقاط الرئيسية ويوضح كيف تؤثر السياسات الأمريكية في الصراع وتوصيات مركز “كويينسي” بشأن كيفية التعامل مع الوضع.

المصدر: كويت24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى