المدير العام لمنظمة الصحة: العالم يترقب الكثير من المنظمة لكن مواردها محدودة
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس اليوم الأحد إن المنظمة تواجه تحديات مؤسسية حيث ارتفعت توقعات العالم منها بشكل هائل إلا أن مواردها لا تزال محدودة.
وذكر غيبريسوس في افتتاح أعمال الجمعية العامة للصحة العالمية التي ستستمر حتى 30 من مايو الجاري “هناك تحد متمثل في ان تكون المنظمة تقنية وعلمية في بيئة سياسية بشكل متزايد وهذه تحديات رهيبة ومعقدة ربما لن نتمكن من حلها”.
وأشار إلى أن تحديات (الصحة العالمية) تختلف كثيرا عن تلك التي عايشها العالم منذ عام 1948 اذ تشكل الأمراض غير المعدية الان 70 في المئة من جميع الوفيات على مستوى العالم كما بلغ عدد ضحايا تعاطي منتجات التبغ قرابة تسعة ملايين انسان سنويا وارتفاع معدلات السمنة بشكل كبير.
كما نبه غيبريسوس إلى أن الجائحة التي تسبب فيها فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) “سلطت الضوء على العبء الهائل لاضطرابات الصحة العقلية وضعف الخدمات الصحية فضلا عن تهديد مقاومة مضادات الميكروبات للنجاحات الطبية التي حققها العالم خلال القرن الماضي”.
وبين وجود “فوارق شاسعة في الحصول على الخدمات الصحية بين البلدان والمجتمعات وداخلها الى جانب التهديد الوجودي الذي تسببت فيه التغيرات المناخية السلبية والتي تهدد قابلية كوكبنا للحياة”.
في المقابل سلط غيبريسوس الضوء على نجاحات المنظمة بالقول “انه تمت الموافقة في السنوات الخمس الماضية على لقاحات جديدة لكل من فيروس (ايبولا) و(الملاريا) حيث تمكنت 42 دولة من القضاء على الملاريا وتراجعت اعداد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (ايدز) والسل” كما يشارف العالم على القضاء على مرضين هما شلل الأطفال و(دودة غينيا) مع توسيع الوصول الى علاج الالتهاب الكبد الوبائي.
وثمن في هذا الصددد خفض معدلات وفيات الأمهات بمقدار الثلث ووفيات الأطفال الى النصف خلال ال20 عاما الماضية الى جانب ارتفاع متوسط عمر الافراد المتوقع على مستوى العالم من 46 إلى 73 عاما مع تحقيق أكبر المكاسب في البلدان الأشد فقرا.
في الوقت ذاته ذكر غيبريسوس أنه “رغم كل تلك النجاحات فإن العالم لم يكن متأهبا للاستجابة الى الوباء الذي تسبب فيه فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) والذي مثل أشد أزمة صحية منذ قرن وقلب عالما رأسا على عقب متسببا بوفاة ما يقرب من سبعة ملايين انسان وفق البيانات المسجلة”.
وقال “ان هذه الجائحة تسببت بإضطراب شديد في النظم الصحية واضطرابات اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة غيرت من عالمنا” مضيفا ” لكي نكون واضحين لا يزال (كوفيد 19) معنا ولا يزال يقتل ويتحور ويتطلب اهتمامنا لكنه لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا”.
وشدد في هذا المجال على ضرورة الاستفادة من دروس هذه الجائحة ومن اهمها انه “لا يمكننا مواجهة التهديدات المشتركة الا برد مشترك”.
ويشارك في اعمال (الجمعية العامة للصحة العالمية) ممثلي وزرات الصحة في العالم الى جانب ممثلي منظمات المجتمع المدني لبحث الملفات الأكثر الحاحا في قطاع الصحة العامة.
وتنعقد الجمعية هذا العام تحت شعار (انقاذ الأرواح ودفع الصحة للجميع) لحث المجتمعات على ضرورة توفير اللقاحات والعلاجات لجميع سكان العالم على قدم المساواة.
ومن بين الملفات المطروحة مناقشة مشروع اتفاقية مواجهة الجائحة الجديدة وكيفية تعديل اللوائح الصحية الدولية مع وجود انقسامات حادة حول حقوق الملكية الفكرية على اللقاحات والمنتجات الطبية الأخرى اضافة الى مشروع قرار آخر حول تمكين دول الجنوب من الحصول الميسر على آليات التشخيص المبكر للأمراض.
كما ستتناول الجمعية الاوضاع الصحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي اوكرانيا فضلا عن سبل تعزيز تمويل ميزانية المنظمة التي تصل الى قرابة (خمسة مليارات دولار امريكي) سنويا وتحصل على خمسها فقط من المساهمات الالزامية من الدول الاعضاء بينما تساهم مؤسسات دولية وبعض الحكومات في استكمال تمويل المنظمة.