هل يمهد الحج الطريق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران ؟
يرى بعض المحللين السياسيين والخبراء أن مراسم الحج قد تمهد الطريق لإعادة العلاقات السياسية بين أكبر قوتين في العالم الإسلامي، ألا وهما المملكة العربية السعودية وإيران.
وأفاد تقرير إخباري بأن جولات من المباحثات عُقدت بين ممثلين عن إيران والسعودية في العاصمة العراقية بغداد وسط آمال متزايدة باستئناف العلاقات بين الطرفين. فالاجتماعات حضرها مسؤولون كبار من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز المخابرات السعودي بصفتهم ممثلين كاملين عن البلدين.
وقد تلعب مراسم الحج هذه السنة دورا كبيرا في تعاضد الجهود الإسلامية لكل من طهران والرياض لمواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.
وفي هذا الشأن قال الخبير بالشؤون الإقليمية د. تركي سليمان الهاجري، في حوار صحفي مع منصة “الكمويت 24”: “إنه تقرر خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي لطهران أن تكون العلاقات السياسية بين إيران والسعودية في نطاق معين وأسرع مما كانت عليه في جولات المفاوضات السابقة بين البلدين، وعلى ما يبدو أن إقامة علاقات سياسية ستتم قريبا”.
وفي تحليله لزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الرياض ثم إلى طهران، قال: “بالنظر إلى الخصومات التي حدثت بين السعودية وإيران خلال العقود الماضية سراً وعلناً في مختلف المجالات الإقليمية، الا ان العلاقات الان او في الفترة الحالية تشهد انفراجة للطرفين، ويجب استثمار هذه الانفارجة في تقوية العلاقات بين البلدين”.
وأضاف: “بعد قطع العلاقات مع المملكة العربية السعودية الذي حدث قبل حوالي 4 سنوات، قامت إيران بمبادراتها بفصل قضية الحج على الدبلوماسية السياسية باعتبارها مراسم دينية، وبين التقلبات التي نشأت بين البلدين، ظهرت فرصة للبلدين لاستثمار مراسم الحج دبلوماسيا لفتح بوابة من الأمل لإعادة العلاقات بين أكبر قوتين في العالم الإسلامي. والآن مع قدوم أيام الحج وتجمع الأمة الإسلامية في الحرمين الشريفين، خبر إعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض قد فتح من جديد”.
ونوه الخبير بالشؤون الإقليمية إلى أن الكيان الاسرائيلي يسعى اللى استغلال حالة الفراغ السياسي والدبلماسي بين البلدين لخلق جو من التواجد السياسي في المنطقة”.
وتابع: “وعليه أبدى البلدان اهتمامهما بإعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال وساطة البلد الصديق والمجاور العراق خلال أيام الحج المباركة. وبالطبع فإن إيران والمملكة العربية السعودية مهتمة بتقوية العلاقات فيما بينهما. فكانت العراق مركز لهذه المحادثات. وعليه، عُقدت خمس جولات من المحادثات في العراق بحضور كبار المسؤولين السياسيين العراقيين”.
وذكر أنه بعد أشهر قليلة من المحادثات المتوقفة رأينا أنه مع زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى إيران تقرر أن تتم العلاقات السياسية بين البلدين في نطاق معين وأسرع مما كانت عليه في جولات المحادثات السابقة. وبناء على ما سبق أعلن الكاظمي للمسؤولين السياسيين الإيرانيين خلال زيارته للعاصمتين الرياض وطهران، إطار عمل إقامة علاقات سياسية بين البلدين.
وأكد أنه بحسب تصريحات المسؤولين السياسيين في البلدين، يبدو أن التسريع بإقامة العلاقات السياسية أمر ممكن ومقبول، وقد نشهد إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض في هذه الأيام المباركة من الحج”.
وصرح أن موسم الحج قادر على إعادة توحيد الأمة الإسلامية وتوحيد جميع الدول الإسلامية كأخوة، وجميع المجتمعات الإسلامية في العالم الإسلامي بغض النظر عن خلافاتهم. ودعا كل من البلدين الى ضرورة استثمار هذه الفرصة.