- د.عبدالله: الاختراع سيحدث تغييراً كبيراً في مجال علاج الأسنان
- م.الشحيمة: ضمان الأمان أهم المعايير حتى حال حدوث خطأ بشري
حنان عبدالمعبود
قال الطبيب المبتكر د.محمد أحمد العنزي، اختصاصي علاج عصب وجذور الأسنان في مركز الفروانية التخصصي لطب الأسنان، إن جهازه الجديد الذي ابتكره مؤخرا ونال عنه براءة اختراع يعالج مشكلة إمكانية إخراج الأجزاء المكسورة من أجهزة برد وتنظيف الأسنان من الداخل.
وأوضح العنزي في لقاء مع «الأنباء»، رفقة فريقه الذي شاركه لإخراج الجهاز الجديد إلى النور، وهما: أخصائي علاج أمراض اللثة وزراعة الأسنان في مركز الفروانية التخصصي لطب الأسنان د.محمد عبدالله، والمدرس المساعد بكلية الهندسة والبترول قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الكويت م.انتصار الشحيمة، إن الاختراع بذلك يتغلب على مشكلة صعبة يعاني منها أطباء الأسنان خاصة أنها يمكن أن تصل إلى تلف السن وإزالته.
براءة الاختراع
في البداية، سألنا د.العنزي، الذي التقته «الأنباء» من قبل أيضا لدى حصوله على براءة اختراع لأحد الأجهزة المساعدة لأطباء الأسنان، عن اختراعه الجديد، فقال: الاختراع جديد وهو عبارة عن جهاز كهربائي يقوم باستخراج الأدوات العلاجية المكسورة داخل الأسنان، كانت هناك مشكلة تواجهنا أثناء علاج أعصاب جذور الأسنان وتتمثل في أن بعض الأدوات الدقيقة تنكسر أثناء العلاج، وكنا نجد تحديات وصعوبة كبيرة في إخراج بقايا هذه الأدوات من داخل السن، وفي الأسواق هناك الكثير من الأدوات بأكثر من طريقة لاستخراج هذه الأدوات، ولكن فكرتنا نحن اعتمدت على أمرين.
واستطرد: الفكرة لي، ود.محمد عبدالله أضاف جزءا عليها وكذلك م.انتصار ساعدتنا بالتصميم للجهاز وبعض الأمور الأخرى، حيث الجهاز يعمل بالكهرباء تشاركنا أنا ود.محمد وم.انتصار في تصميمه، كل منا له دور محدد، وعمل الجهاز هو استخراج بقايا الأدوات المعالجة والتي تكسر وتفقد داخل الأسنان وهي عبارة عن قطع دقيقة جدا، وآلية عمل الجهاز سهلت من استخراج هذه الأدوات التي تكون في داخل الجذور.
تركيبة الجهاز
وعن تركيبة الجهاز، قال العنزي: قد يكون معقدا حين نتحدث عنه مع العامة، ولكن أطباء الأسنان من السهل عليهم الإلمام به، وطريقة عمله تكون بإدخاله إلى عمق الجذور بمساعدة المكبر الميكروسكوبي حتى تكون العملية واضحة أمام الطبيب المعالج، ويتم التصاق جزء من الجهاز مع الأدوات المكسورة وعليه تتم عملية الالتصاق عن طريق المعدن الموجود داخل الجهاز لتصبح كقطعة واحدة مثل طريقة الشمع حينما يلتحم مع مادة معينة ويذوب ويتحد معها لتصبح كلها قطعة واحدة.
بداية العمل
ولدى سؤال د.محمد العنزي عن بداية تفكيره في الجهاز للمرة الأولى، قال: الفكرة خطرت لي فترة ما قبل كورونا، وكانت هناك فترة الحظر، ووقتها د.محمد أضاف الى الفكرة وساعدتنا م.انتصار في التصميم، وعام 2020/2021 بدأنا نكتب، وعملنا على التصميم النهائي وبعد الانتهاء قدمناه إلى مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع وهو جزء من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وقد رحبوا بالفكرة والتي تم إيداعها في شهر أكتوبر 2022، وتعتبر هذه براءة الاختراع هذه من أسرع براءات الاختراع والتي تم الحصول عليها خلال 7 أشهر، حيث اختراعي الأول انتظرت عامين حتى حصلت على الموافقة، حيث الإيداع في أكتوبر 2022 وفي 9 من مايو 2023 حصلنا على البراءة للاختراع.
تكامل الأفكار
أما أخصائي علاج أمراض اللثة وزراعة الأسنان في مركز الفروانية التخصصي لطب الأسنان د.محمد عبدالله فتحدث عن دوره في تصميم وعمل الجهاز قائلا: الجهاز فكرة د.محمد العنزي، حيث في مجال تخصصنا هناك مشكلة أنه أثناء علاج العصب تنكسر بعض الأدوات والتي نواجه صعوبة في استخراجها، وقد أعطاني الفكرة وعليها تناقشنا معا، ونقطة العمل كانت تتمحور في المادة التي يمكن إضافتها على الجهاز لتمسك بالقطعة المكسورة ويحدث التحام بينهما حيث تمحورت الفكرة في عملية اللحام، والمادة المقصودة هي مادة معدنية يقوم الجهاز بتسخينها وبالتالي تذويبها، وتقوم بالالتصاق بالجزء المعدني المكسور داخل الجذور المعالجة، ولا تشكل هذه المادة أي ضرر على المريض.
وأضاف: هذا الاختراع سيغير الكثير في مجال علاج الأسنان، حيث لن يكون هناك طبيب متخصص في إزالة العصب من الأسنان وكان يواجه مشكلة في تكسر الأداة التي تزيل الجزء العصبي داخل السنة أو الضرس، حيث كانت مشكلة صعبة وأحيانا ما يؤدي هذا الكسر إلى فقدان الضرس، ان لم يعالج بشكل صحيح فقد يصل إلى إزالة الضرس بينما مع هذه الأداة فإنها تساعدنا على الحفاظ على الأسنان بإزالة هذا الجزء المعدني من داخل الضرس.
الهندسة والطب معاً
من جانبها، قالت المدرس المساعد بكلية الهندسة والبترول قسم الهندسة الميكانيكية جامعة الكويت م.انتصار الشحيمة، «إن بداية التواصل مع الطبيبين د.محمد العنزي ود.محمد عبدالله كانت في يناير عام 2020، وفي هذه الفترة كانت بداية انتشار وباء كورونا عالميا ولم تكن مشاكلها قد تأزمت بعد في جانب التواصل، وتحاورنا حول الفكرة وهي الاحتياج لأدوات معينة بنظام اللحام، حيث إن لدينا بالنظام الهندسي نظامين أحدهما تكون به حالات عالية ومواد تكون صعبة بالتذويب، ويكون صعب استخدامها في الأمور الطبية، ولهذا اتجهنا إلى الاتجاه الآخر وهو نظام اللحام، والذي حينما فكرنا به على أساس اختيار استخدام جهاز طبي كان لابد من معايير للتصميم، والذي يجب أن نحدد الاحتياجات من الجهاز قبل البدء في التصميم، وكانت أهم المعايير تكمن في الشخص الذي يتعامل مع الجهاز ان كانت يتعاطى في عمله باليد اليسرى أو اليمنى، ولهذا يجب تهيئة الجهاز ليتم التعاطي معه من الجانبين، وكذلك أن يكون آمنا حيث عمله الأساسي هو اللحام، ولهذا يجب حينما يدخل بفم المريض يكون آمنا تماما حتى حال حدوث خطأ بشري من الطبيب بملامسة أي جزء من فم المريض بأن يكون آمنا ولا يتسبب في حروق أو ندوب.
وأضافت: كذلك معيار آخر وهو في اختيار المواد بأن تكون طبية آمنة بأن يوضع في الاعتبار إذا ما كان هناك أي تسريب للمادة بالغلط، بالرغم من أن الجهاز يجب أن يكون آمنا 100% ولا يتم معه حدوث تسريب، إلا أنه يجب حساب كل شيء بالجهاز، فمن المفترض أن يتم اختيار مواد مرخصة طبيا للاستخدام داخل فم الإنسان، وكل هذه المعايير والشروط حققناها بالفعل بالجهاز.
وتابعت الشحيمة: حينما بدأت الفكرة بدأنا بالبحث ان كانت الفكرة نفسها موجودة، ووجدنا الكثير من الأساليب منها المغناطيسي، وأفكار أخرى مثل نظام «الهوك» ولكن فكرتنا أن أساس المشكلة تتمحور في أن المبارد التي يستخدمها الأطباء يكون لها رأس، وهذا الرأس يكسر عادة ويكون عائقا ويصعب الأمر على الطبيب في الخروج من السن، وكان الحل في وضع قطعة أخرى مكانها، ويحدث ذلك بان القطعة تدخل إلى السن، ويتم تمركزها مع القطعة الأخرى بشكل سهل لا يستغرق وقتا من الطبيب خلال علاج الحالة، وقد تم اختيار نظام «بولز» وهي دوائر محسوبة الحجم بحيث لا يتم ضخ مادة إضافية أو زائدة، حتى لا تخرج عن محيط الأداة للسن.
تركيبات دقيقة جداً تحتاج إلى ورش متخصصة
لدى سؤاله عن الموعد الذي من الممكن أن نرى فيه تطبيق هذا الاختراع على أرض الواقع بعيادات الأسنان، أجاب د.محمد العنزي: حاليا نحن في طور البحث عن ممول من الشركات الطبية، للمساعدة في تجميع وتصنيع الجهاز، وأعتقد ان هناك الكثير من الشركات الطبية التي اعتادت ان تكون سباقة في تصنيع الأجهزة الجديدة على العالم الطبي التي تساعد على إزالة القطع المعدنية الموجودة داخل الجذور والتي قد تكون نتائجها التسبب في فقدان الأسنان.
وأضاف: لابد من الانتهاء من عمل الجهاز وعمل المزيد من الأبحاث عليه، فمن الممكن ان يكون به قصور أو أمور لم نحسب لها، ومن المتوقع خلال عام إلى عام ونصف يكون أول تطبيق وتجربة عملية للجهاز، مشيرا إلى أن الجهاز يضم تركيبات جدا دقيقة تحتاج إلى ورش متخصصة وآليات معينة للتصنيع، لأن المواد الطبية تحتاج الى زوايا وقياسات معينة والجهاز يتكون من أجزء كهربائية وأجزاء ميكانيكية ويحتاج إلى آليات متخصصة.
وتابع العنزي: أتمنى أن يكون هناك تشجيع من القائمين على الأبحاث وبراءة الاختراع، وأتوجه بالشكر إلى مركز صباح الأحمد للإبداع لتبنيهم هذه الفكرة، حيث كانوا في منتهى المرونة في التعامل ولكن الأمر يحتاج إلى تشجيع خاصة لأصحاب الأفكار الذين يبحثون عن حلول للمشاكل وابتكار حلول ولهذا يحتاجون الى دعم سواء مادي أو معنوي أو مؤسسي حتى ترى الأفكار النور.