- الأنصاري: الجهة الحكومية مسؤولة عن تقدير وتقييم المخاطر ووضع معايير السلامة والتأهيل بعد الحوادث
- الفهد لـ «الأنباء»: يد واحدة لا تصفق.. وندعو الجهات الحكومية للفحص الذاتي والأفراد للتعاون مع قوة الإطفاء
محمد راتب
حذر المشاركون في مؤتمر السلامة والحماية المدنية الأول من تفاقم معدلات الحوادث والكوارث، لاسيما الطبيعية منها في الآونة الأخيرة، مؤكدين أن عدم وجود جهاز لإدارة الكوارث والأزمات في الكويت يدق ناقوس الخطر، ويستدعي وقفة جادة من قبل الجهات المعنية في الدولة والمختصين والمجتمع المدني لإنشاء هيئة كويتية للحوادث والكوارث تعنى بوضع خطط وقائية وتقييم الأضرار والتأهيل بعد وقوع الحادثة.
جاء ذلك خلال كلمات ألقاها المشاركون في افتتاح مؤتمر السلامة والحماية المدنية الأول SCPC2023، والذي نظمته الجمعية الكويتية للحماية من أخطار الحريق تحت شعار «السلامة.. قبل وأثناء وبعد الحوادث»، برعاية إعلامية من «الأنباء» وبحضور نخبة من الخبراء والمختصين في مجال السلامة بالمنطقة ويسلط الضوء على الحوادث الكبرى وطرق الوقاية منها وأساليب مكافحتها وسرعة التعافي من آثارها.
فقد أوضح مدير عام قوة الإطفاء السابق ورئيس المؤتمر الفريق المتقاعد يوسف الأنصاري أنه تم التخطيط لتنظيم المؤتمر قبل عام، وتمت التهيئة له من خلال ندوة عقدت قبل 6 أشهر، مشيرا إلى أن عقد المؤتمر تزامن مع كارثة الزلزال في تركيا وسورية الذي يعزز من أهمية إنشاء جهاز إدارة الكوارث والأزمات في البلاد، معتبرا إياه صمام أمان من شأنه التخفيف من وطأة أي طارئ تتعرض له البلاد على مختلف المستويات، محذرا في الوقت نفسه من تزايد الكوارث المحيطة بالكويت والخليج.
وزاد: على الجميع أخذ الحذر والاحتياطات وبذل الأسباب ثم التوكل على الله، مبينا أن الهدف الرئيسي للمؤتمر جمع الجهات الرسمية والأهلية والمجتمع المدني لوضع تصور يسهم في تقديم قرار حقيقي يفيد البلاد، من خلال إيجاد جهة رسمية رئيسية تعنى بتقدير وتقييم المخاطر في الدولة وتضع لها معايير مع مراقبة ومتابعة تنفيذ الجهات الأخرى لشروط السلامة قبل الحوادث وخلالها ومساعدتها للتأهيل بعد الحوادث أسوة بما هو في الدول الأخرى.
وأشاد بمواقف مجلس التعاون الخليجي والكويت والقيادة السياسية ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح إثر الزلزال الأخير الذي راح ضحيته آلاف القتلى وخلف آلاف المصابين في تركيا وسورية، مثمنا الجهود الإغاثية الكويتية والتي تمثلت في الجسر الجوي لنقل المساعدات المادية وإرسال الفرق الكويتية المتخصصة في البحث والإنقاذ وإعانة المتضررين.
من جهته، أكد نائب رئيس قوة الإطفاء العام – قطاع الوقاية اللواء خالد العبدالله الفهد أننا حريصون على المشاركة مع مؤسسات النفع العام التي تقدم خدمات مجتمعية من خلال نشر الوعي الثقافي والعلمي بأمور السلامة، مشيرا إلى أنه تم تقديم أوراق عمل من قبل المختصين في الإطفاء لرفد المؤتمر بالمعلومات المناسبة.
وأضاف: إننا سباقون للمشاركة والمساهمة في جميع المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تساهم في حماية الأرواح والمجتمع والممتلكات والأمن المجتمعي، وذلك في سبيل نشر ثقافة السلامة بين الأفراد.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول عدم قدرة قوة الإطفاء على استيعاب الأعداد المهولة من المنشآت العامة والخاصة، أوضح أن يدا واحدة لا يمكن أن تصفق، ونؤمن بالعمل الجماعي وندعو الى تعاون الجهات الحكومية للعمل جنبا إلى جنب مع قوة الإطفاء من خلال الفحص الذاتي لمنشآتها ومبانيها، والمواطنين للإبلاغ عن أي ملاحظة تهدد سلامة الأرواح والممتلكات.
من جهته، أوضح نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للحماية من أخطار الحريق م.حسام الكليب أن المؤتمر هو الأول من نوعه، حيث تضافرت جهود الجمعية على مدار 14 عاما لعقده، وشموله التعريف بما قبل الحريق وخلاله وبعده، وذلك لتحقيق ديمومة الأمن في الكويت بحيث تكون هناك مظلة واحدة تشمل الجهات الحكومية والخاصة تحت مسمى هيئة إدارة الكوارث والأزمات. وأضاف ان من شأن هذه المظلة التنبيه على سرعة التحرك وربط الجهود كلها للوصول إلى الأهداف المنشودة، مشيرا إلى أن فكرة المؤتمر التأكيد على أهمية مرحلة ما قبل الحريق والتي تتضمن الالتزام بمعايير السلامة للمباني وفقا للمواصفات الكويتية، حيث تكون آثار الحريق وخسائره في الأرواح والممتلكات أقل، وهذا يستلزم التوعية بأخطار الحريق وآثاره المدمرة.
تنمية قدرات المتخصصين في السلامة لمواجهة المخاطر وإدارة الحوادث
تضمن المؤتمر حلقة نقاشية شارك فيها مسؤولون من قوة الإطفاء العام ومختصون في مجال إدارة الأزمات والكوارث، واستعرض المشاركون في الجلسة السبل الكفيلة بتطوير العمل الوقائي في الكويت، داعين إلى تنمية قدرات المتخصصين في السلامة لمواجهة المخاطر وإدارة الحوادث والكوارث في القطاعات المختلفة سواء الحكومية منها أو القطاع الصناعي والنفطي والقطاع الخاص.
فيما تخلل المؤتمر عدة محاضرات علمية حول الأمراض المهنية الخفية للعاملين في مجال الإطفاء والإنقاذ، وكيفية الاستثمار في النار، وتجربة جاهزية مكافحة الحريق، واستراتيجية تدريب الإطفاء لمجلس التعاون الخليجي، والثقافة التأمينية، وأهمية تأمين المنازل.