ندى أبو نصر
لا يوجد تعريف موحد لمعنى الحب، ولهذا فإن كل فرد في هذا العالم يمكن أن يفهمه، ويشعر بوجوده بطريقته الخاصة، ويتمتع به بطريقته الخاصة، وإن كل فرد في ممارسته لحبه مصيب لأن الحب منبع خير لا ينضب، ولا يسيء ولا يخطئ أبدا. حتى يكون الانسان محبا وإيثاريا، لا بد له أن يكون قادرا على تبادل مشاعر الاحترام مع الآخرين، وأن يكون مثالا يقتدي به الآخرون، وأن يقوم بعمل كل ما يراه جيدا لحياته وحياة الآخرين، وأن يفكر في مصالح وحاجات من حوله، ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل الحب فقد قيمته الحقيقية في هذا الزمن الصعب أم لم يبق شيء اسمه حب؟ وهل الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والظروف الصعبة اثرت على المعنى الحقيقي للحب؟ وهل سيتمكن هذا التوجه المادي من وضع العلاقات الزوجية في خطر، نسبة للقول السائد «عندما تدخل الماركات والمتطلبات من الباب يخرج الحب من النافذة»؟ وهل الانفتاح والتكنولوجيا والتطبيقات المختلفة وفرت بسهولة البديل للحب الحقيقي وأصبحت الامور متاحة بشكل اكبر والاختيارات متنوعة اكثر ولهذا لم يعد هناك صبر للتحمل او للاختيار الصحيح ليكون حبا حقيقيا وصادقا ام هذا يعود للتربية الصحيحة والمشاعر الصادقة والنبيلة؟
ونحن على أبواب الاحتفال بعيد الحب، لائحة طويلة من الأسئلة في ظل هذا التحول الذي يطرأ على حياتنا يوميا، والظروف التي نواجهها سواء من الطبيعة أو البشر، طرحتها «الأنباء» في جولة ميدانية لتلمس آراء الناس فهل يبقى الحب نافذة الأمل في الظروف والمآسي التي نعيشها في وقتنا الحالي؟ وإليكم التفاصيل:
أم حمد تؤكد أن الحب بجميع مفاهيمه كان مختلفا حتى ضمن العائلة فكان المنزل الكويتي متميز باللمة الجميلة داخل الاسرة الواحدة ومشاركة الاحاديث بكل حب ومودة، اما الآن فالكل لاه بأشغاله، سواء الزوج والزوجة أو الأولاد.
وتعتبر أن الحياة اصبحت صعبة، فالأهل يهملون، والأولاد اغلب الوقت على هواتفهم، وخفت الاجتماعات العائلية حتى ضمن العائلة الواحدة، وفقدت الأسرة معنى الحب الحقيقي والتعبير عنه والحنان واللهفة، فكل شئ تغير عن السابق حيث كانت الحياة فيها حب وصدق اكثر.
الحب يبقى حباً
من جانبها، أكدت إيمان أحمد ان الحب يبقى حبا وبالأخص الصادق والحقيقي وهو موجود في كل الازمان على الرغم من ان وسائل التكنولوجيا اثرت على المجتمع ولكن الحب الحقيقي لازال موجودا، والاحترام هو من اكثر العوامل التى تجعل الحب يعيش لفترات طويلة وكلما نضج الانسان ومع العمر يصبح الحب اجمل.
الحب بالاسم فقط
من ناحيتها، قالت نسمة رشاد إن الحب اختلف كثيرا عن السابق حيث كانت الحياة بسيطة وسهلة والرضى والقناعة كانت موجودة، فبكل بساطة تعيش الفتاة والشاب قصة حب ويتزوجا من دون ان تفكر كثيرا ماذا يملك وتسانده على جميع مصاعب الحياة اما الآن اصبحت الفتاة متطلبة اكثر وتفكر بعقل اكثر لتعيش حياة افضل ولم تعد تنجذب للشخص الذي يكون نفسه وهذا ليس حبا.
وأضافت «الحب في الوقت الحالي اصبح يمتلك الاسم فقط هدايا وأجواء وصور فقدت معناها الحقيقي»
الحب المادي
وبدورها، قالت أم بدر القلاف ان كل شئ تغير عن السابق، مفهوم الحب تغير حيث اصبح الحب ماديا، اما من قبل كان يجمع العائلة كلها في كل التفاصيل، وكان فيه بركة وعفوية وبدون شروط، اما الآن فالتكنولوجيا والهواتف وانفتاح العالم اثرت كثيرا بالأخص على الاعمار الصغيرة.
وأضافت «لم يعد هناك شعور الرضى والقناعة وهما اساس الحب لكي يصمد طويلا وللأسف لم تعد المرأة تساند الرجل في كل شيء وتصبر عليه وتكون معه على السراء والضراء ولهذا كثرت حالات الطلاق واصبح الحب او الزواج مهزوزا يتأثر بأي عائق ممكن ان يواجهه». وقال نبيل أحمد ان الضغوطات الاقتصادية والاجتماعيــــة ودخـــول التكنولوجيا الحديثة من رفاهية وسهولة في الاتصالات والتواصل الاجتماعية أثرت كثيرا وبالأخص على هذا الجيل الذي يميل الى التفكير مليا بعقله وجعلته مترددا أمام الالتزام بعلاقة جدية، ربما لأن الحب لا يشتري منزلا ولا يدفع قسط المدرسة، ولذلك نجد العاشقين مترددين وخائفين من الإقدام على الزواج وحتى من الإفصاح عن حبهم في بعض الأحيان. وبدوره، أوضح فاضل عباس انه في السابق لم يكن هناك حب قبل الزواج كان الزواج أولا ويأتي الحب فيما بعد والترابط العائلي كله كان مختلفا، أما الآن كل فرد من افراد العائلة الزوج والزوجة والاولاد لاهون على هواتفهم وهذا قلل التواصل والحب حتى ضمن الأسرة الواحدة.
وأضاف «في السابق كان المهم ان يكون رجلا بكل معنى الكلمة وكان اهل المرأة يتكلمون معها للتخفيف من التوتر في حال نشب اي خلاف بينها وبين زوجها اما الآن بمجرد ان يبدأ الخلاف تبدأ المحاكم ويصلون للطلاق احيانا».
وقال إن وجود السوشيال ميديا والتطبيقات المختلفة قد اثر في الموضوع كثيراً مع ضعف الوازع الديني لدى البعض، كما أن الصبر لدى المرأة لم يعد مثل السابق فأصبح الطلاق بكل سهولة. وختم «أنا لا أؤمن بالحب فلا يوجد حب بل مصلحة، وأصبح الحب نادرا، أن تجد شخصا يحبك لنفسك ويصبر عليك بجميع ظروفك أمر صعب فالأمور الدنيوية والمادية طغت على المشاعر الحقيقة والصادقة».
نافذة أمل
من جانبه، قال كريم شعبان إن الحب اختلف كثيرا عما قبل فبوجود التكنولوجيا والانفتاح على العالم اصبحت الخيارات اصعب واكثر والمقارنة والبديل اسهل والناس لم تعد واضحة
وأشار إلى ان الأساسيات التي يبنى عليها الحب هي الثقة والصدق وأصبحت هذه الصفات قليلة وأصبحت متطلبات الرجل والمرأة اكبر فلم يعد الرجل يحب المرأة كما هي والمرأة كذلك ولم يعد هناك رضى او قبول بين طرفي العلاقة. واستطرد أن الحب مع انه ربما اصبح شيئا نادرا ولكن يبقى نافذة امل لحياة جميلة ويجب على الانسان أن يشعر بالحب لكي يعيش سعيدا سواء مع شخص يشاركه الحياة او لإخوته واهله ولأصدقائه لأن الحياة من دون أن تقدم الحب لمن حولك ستكون جافة.
إقبال على شراء الورود
اعتاد الناس على تبادل الهدايا في يوم عيد الحب وتتزين المحال بالورود والدباديب وغيرها من التشكيلات المتنوعة المناسبة كهدايا في هذا اليوم لمنح شعور بالرضى للحبيب سواء كان زوجا او أخا أو صديقا أو أبا وفي هذا السياق قالت منسقة الورود في إحدى المحال آنو فيتي ان الاقبال على شراء الورد جيد واغلب الورود التي تطلب هو الورد الجوري الطبيعي الاحمر وأيضا يتم الطلب عن طريق الاون لاين ورد منسق مع الهدايا او الشوكولاتة ولهذا العام اضفنا باقات خاصة Butterfly لعيد الحب اضافة الى الدباديب والأسعار معقولة ومناسبة للجميع.