- طارق البناي: ما يربط الطرفين شراكة وثيقة وتعاون وتنسيق رفيعان ممتدان عبر العقود الستة
- تشابا كوروشي: نعتمد على الكويت كصوت للعقل في نزع فتيل التوترات الإقليمية والدولية
أقام الوفد الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة حفلا بمناسبة الذكرى الستين لانضمام الكويت إلى الأمم المتحدة بحضور حشد كبير من المسؤولين الأمميين والسفراء والديبلوماسيين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
وقال وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، في رسالة متلفزة بثت في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه المناسبة، إن «الكويت تسعى إلى تعزيز شراكتها القوية والتاريخية مع الأمم المتحدة والتي امتدت ستة عقود من التعاون والتنسيق الوثيق معها للبناء على ما تحقق».
وأعرب الشيخ سالم العبدالله عن الفخر «بالإنجازات التي تحققت على مدى العقود الستة الماضية من هذه الشراكة التاريخية على المستويين الإقليمي والدولي لاسيما تلك المتعلقة بالركائز الأساسية الثلاث للأمم المتحدة وهي السلم والأمن الدوليان والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان».
وأشار إلى ما توليه الكويت من أهمية كبيرة لهذه المنظمة الدولية العريقة والمبادئ النبيلة الخيرة التي وردت في ميثاقها، قائلا «يمكنكم الاعتماد علينا كشريك موثوق به داعم للسلام وصوت للعقل والاعتدال».
من جانبه، قال مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي، في كلمة أمام الحضور، إن الكويت تسعى دائما إلى بذل الجهود والمساعي لتعزيز علاقتها مع الأمم المتحدة.
وأضاف أن «ما يربط الطرفين هو شراكة وثيقة وتعاون وتنسيق رفيعان ممتدان عبر العقود الستة في المجالات المختلفة أبرزها السلم والأمن والمجال الإنساني والتنموي والاقتصادي».
وشدد السفير البناي على دعم الكويت للأمم المتحدة في مساعيها الخيرة حول العالم والتزامها القوي بالمقاصد والمبادئ النبيلة الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والتي تشكل نبراسا للعمل الدولي متعدد الأطراف والإطار الذي يحكم وينظم العلاقات بين دول العالم.
وتطرق إلى دور المرأة الكويتية التاريخي في النهوض بالبلاد ومشاركتها الفاعلة في مسيرته التنموية، قائلا إن «إنجازات وتضحيات وشجاعة المرأة الكويتية جزء لا يتجزأ من قصة وطننا».
وفي تصريح لـ «كونا» عقب اختتام الحفل، أثنى السفير البناي على الجهود المميزة والحرفية العالية والتنسيق المتواصل والتفاني والإخلاص في العمل لكل أعضاء الوفد المشارك من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي كان برئاسة الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل.
وأوضح أن تلك الجهود ساهمت في إنجاح هذه الاحتفالية ونقل الصورة الحضارية المشرقة للكويت وشعبها إلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة والسلك الديبلوماسي في نيويورك، الأمر الذي حظي بإعجاب كبير من قبل الحضور.
بدوره، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي في كلمة مماثلة إن «الكويت ومنذ انضمامها إلى الأمم المتحدة عام 1963 كانت نشيطة في إطار العمل الدولي متعدد الأطراف ومتمسكة بقيم الميثاق».
وأضاف كوروشي أن «الكويت على الرغم من صغر مساحتها لكنها تفكر بشكل كبير وتظهر تصميما والتزاما قويا للتحول إلى المستقبل من خلال رؤيتها التنموية لعام 2035 وهي معروفة في المجال الديبلوماسي، لأنها وسيط متخصص محايد وموثوق به».
وبين أن المجتمع الدولي يعتمد على الكويت كصوت للعقل في نزع فتيل التوترات الإقليمية والدولية من خلال الحوار الصبور، إذ ساهمت في جعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقرارا.
وأكد أن الدور الذي تؤديه الكويت يثبت أنها على دراية بما هو مطلوب للتغلب على المحن، إذ تمكنت من النهوض لتصبح منارة للاستقرار، فهي تفهم جيدا معنى المصالحة وإعادة البناء، ولعل هذا هو ما يجعل للكويت حضورا ثابتا في المجال الإنساني.
ولفت إلى أن «تضامن الكويت مع الدول التي تمر بأزمات أمر مقدر في جميع أنحاء العالم، مما يقدم دليلا على القول المأثور إن «الشدائد تولد الإنسانية»، فالأمم المتحدة تحتاج إلى شركاء موثوق بهم أكثر من أي وقت مضى لتعزيز السلام والحوار، فلكل دولة دور تؤديه وللكويت دور خاص جدا وهو محوري ومهم جدا».
وشدد كوروشي على أن «الكويت ستبقى وطن النهار وأرض الصداقة والسلام على مر الأزمان».
وتخلل الحفل الذي حضرته سفيرتنا لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخة الزين الصباح والقنصل العام لدى الولايات المتحدة في مدينة نيويورك عزام العصفور أمسية فنية قدمتها الفرقة الوطنية الكويتية بقيادة المايسترو د.أيوب خضر، تضمنت مجموعة من الأغاني الخالدة والفنون التراثية الكويتية.
وتضمن الحفل إقامة معرض لصور فوتوغرافية ولوحات فنية تشكيلية وكتب وطوابع ومجلدات وخرائط وصحف ومجلات نادرة عكست ثقافة وحضارة وتاريخ الكويت.
زيادة مشاركة الكويت الثقافية والفنية في المحافل الدولية
نيويورك – «كونا»: دعا الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل إلى زيادة مشاركة الكويت الثقافية والفنية في المحافل الدولية، لاسيما التي تنظمها الأمم المتحدة حتى تلتقي الروح الفنية والثقافية مع الروح الديبلوماسية، مشكلة إطارا متكاملا للعلاقات الدولية والشعبية.
وقال الزامل في تصريح لـ «كونا» على هامش احتفال بعثة الكويت الدائمة لدى الأمم المتحدة بمقر الجمعية العامة في نيويورك بمناسبة مرور 60 عاما على انضمام الكويت للأمم المتحدة «تشرفت بأن أكون رئيس وفد الكويت كأمين مساعد لقطاع الفنون بالمجلس في هذا الحدث التاريخي والمهم».
وأضاف «لقد تم عمل سيناريو معين للاحتفالية يتضمن إقامة معرض فن تشكيلي ومعرض للمقتنيات الخاصة يحتوي على لوحات متميزة لأجمل الفنانين الرائدين في الفن التشكيلي والتعبيري بالكويت».
وأشار إلى مشاركة أستاذ الأنثربولوجيا وعلم الآثار في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية د.حسن أشكناني بالمقتنيات القيمة الخاصة به والتي تعتبر من الكنوز الثمينة لبعض الصور والكتب والطوابع والأحداث المهمة الأصلية من الأوراق والمجالات والصور لتاريخ الكويت، وخصوصا ما يتعلق بعضوية الكويت للأمم المتحدة.
وأوضح الزامل أن المعرض تضمن إصدارات كثيرة لقطاع الثقافة بالمجلس من كتب ومجلة العربي، وكان بمنزلة الاستقبال الأول لجميع الوفود الديبلوماسية المدعوة من قبل وفد الكويت بالأمم المتحدة للاحتفال بهذا اليوم، إذ كان الحضور لافتا وكبيرا من قبل الضيوف الذين استحسنوا المعرض.
وأكد أن الاحتفال تضمن أيضا فيلما تسجيليا وحفلا موسيقيا بقيادة المايسترو د.أيوب خضر إلى جانب فرقة متعددة من العازفين الأكاديميين من المعهد العالي للفنون الموسيقية وتشكيلة معينة من فرقة الفنون الشعبية وفرقة بن حسين وفرقة الماص، إذ أدوا بعض الفنون للموروث الشعبي الكويتي من الفنون البحرية والبرية.
وذكر الزامل أن الحفل شهد نجاحا كبيرا ولقي استحسانا من الحضور، مؤكدا أن الكويت تستحق هذا التكريم.
حضر الحفل سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخة الزين الصباح، وقنصل عام الكويت لدى الولايات المتحدة في مدينة نيويورك عزام العصفور، إلى جانب حشد كبير من المسؤولين الأمميين والسفراء والديبلوماسيين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية.