أشاد القائد المنتهية ولايته لبعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق الفريق الإيطالي جيوفاني إيانوتشي أول من أمس بدور الكويت الإيجابي في الحفاظ على السلم والأمن في المنطقة. وقال الفريق إيانوتشي في مقابلة عبر الإنترنت من بغداد مع عدد من الصحافيين بمقر الحلف في بروكسل من بينهم «كونا» إن «لدى الكويت دورا مهما جدا تلعبه» مضيفا «أنني أرى من الكويت موقفا إيجابيا والرغبة في مساعدة العراق ليصبح أكثر قوة».
وأضاف إيانوتشي الذي تم تكليفه بتولي قيادة بعثة «ناتو» في العراق في مايو 2022 «إنني أرى ديناميكية إيجابية مستمرة، مشيرا إلى أن «الاتفاق الإيراني السعودي الأخير مهد الطريق إلى حد ما لبيئة أفضل»، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه الرياض وطهران ويتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.
وأشار إلى أنه «رغم توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران في بكين إلا أن العراق لعب دورا مهما للغاية في تيسير الحوار».
وذكر أن تركيز الحكومة العراقية الحالية بقيادة رئيس الوزراء محمد السوداني ينصب على تحسين العلاقات الإقليمية من خلال القيام بزيارات لدول الجوار.
وأضاف إيانوتشي أن السوداني «يحاول إعادة وضع العراق في قلب السياسة الخارجية الإقليمية لتسهيل العلاقات وتحسينها حتى مع بعض دول الجوار التي لديهم بعض الاختلافات معها».
ووصف قائد بعثة الـ «ناتو» في العراق رئيس الوزراء السوداني بأنه عملي للغاية ومستعد للغاية للتعامل مع القضايا وتوقيع اتفاقيات لحل مشكلات مهمة أو البدء في حلها ولإعادة تشغيل الاقتصاد.
وفي إشارة إلى قضية «الإرهاب»، قال إيانوتشي إن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» كما عرفناه منذ سنوات في هذا البلد لم يعد يشكل تهديدا.
ونبه في الوقت نفسه إلى أن «هذا لا يعني أن الإرهاب لم يعد حيا لوجود نوع مختلف من الإرهاب خلف الكواليس»، محذرا من أن «الصلة بين تزايد الإجرام وتهريب المخدرات والإرهاب يمكن أن تصبح مصدر قلق في العراق».
وأشار الفريق إيانوتشي في حديثه للصحافيين إلى «الدور المتنامي» للصين وروسيا في منطقة الشرق الأوسط، قائلا: إن بكين «ستواصل لعب دور رئيسي في المنطقة في البيئة العسكرية والأمنية». وأضاف: أن الأمر ينطبق كذلك على روسيا، مشيرا إلى أن «العراق في قلب المواجهة الجيوسياسية». وتعتبر بعثة الـ «ناتو» في العراق بعثة غير قتالية تعنى بتقديم الاستشارات والعمل على بناء القدرات التي تساعد العراق في بناء قوات مسلحة ومؤسسات أمنية أكثر استدامة وفعالية لتحقيق الاستقرار في الدولة ومكافحة «الإرهاب» ومنع عودة «داعش».
وجرى تعيين الفريق خوسيه أنطونيو أغويرو مارتينيز من إسبانيا قائدا جديدا لبعثة الـ «ناتو» في العراق خلفا لإيانوتشي.