كأن العشوائية عادت!
منذ نهاية كأس العالم 2002 وحتى تم التعاقد مع المدرب فان مارفيك في العام 2015، وكرتنا السعودية تئن تحت وطأت العشوائية الإدارية والاضطراب الفني، ما أضر بكرة القدم السعودية، حيث غابت المنتخبات والأندية السعودية عن الإنجازات الدولية طوال تلك الفترة، إذا ما استثنينا بطولة أو بطولتين على صعيد الفئات السنية للمنتخبات السعودية والتأهل لكأس العالم 2006.
وقد كنتُ وما زلتُ عبر هذه الزاوية أقول: إن العمل الإداري وما ينتج عنه من قرارات هو أساس كل نتيجة، فبعد أن كنا نعاني من الضعف الإداري الكبير في منظومة كرة القدم السعودية الذي صاحبه نتائج مخيبة للآمال، تغير الوضع في السبع سنوات الأخيرة، حيث أصبح العمل أكثر تنظيمًا، والنتائج أفضل بكثير من السابق بعودة منتخباتنا السنية وأنديتنا لتتسيد المشهد الآسيوي كأبطال للقارة، والمنتخب الأول تأهل لكأس العالم مرتين متتاليتين بسبب العمل الإداري المميز لاتحاد كرة القدم السعودي.
وبحكم أن كرة القدم السعودية تسير في الطريق الصحيح، ومتفائل بأنها ستستمر في التقد م والتطور، إلا أن توقف الدوري السعودي لمدة شهرين صدمني؛ لأن القرار لا يمت لهذه المرحلة بأي صلة، بل يذكرني بالقرارات العشوائية القديمة التي لا تبنى دائماً على استراتيجية واضحة، حتى لو كان المدرب هو من طلب هذا الشيء!.
كنت في البداية أتوقع أن الفيفا هي من فرض هذا الشيء على جميع الاتحادات، فإذا بي أتفاجأ بأن الدوريات العالمية ستستمر في اللعب إلى ما قبل كأس العالم بعشرة أيام، بينما الدوري السعودي سيتوقف لمدة شهرين كاملين! بسبب معسكر سيلعب المنتخب السعودي فيه مباريات ودية مع منتخبات ستلعب بدون نجومها الذين سيكونون مع أنديتهم يلعبون في الدوريات المختلفة.
هل تعلمون ماذا يعني التوقف لشهرين؟ يعني أن الدوري السعودي كمنتج سيتضرر كثيراً على الصعيدين الفني والتجاري، والجدولة سيتم ضغطها بعد كأس العالم، والإصابات ستنتشر بين اللاعبين بشكل كبير، والملل سيتسلل للاعبي المنتخب بسبب طول المعسكر، بينما لو استمر الدوري فإن اللاعبين سيستمرون في لعب مباريات رسمية فيها تنافس عالٍ ضد فرق تمتلك لاعبين دوليين في منتخبات بعضها سيلعب في كأس العالم.
والغريب أن أغلب الإعلام الرياضي لم يناقش هذه النقطة، بل تفرغ كالعادة لأمور جانبية غير مهمة، كمناقشة انضمام اللاعب الفلاني وعدم ضم اللاعب العلاني!!
ختاماً:
هذه الملاحظة لا تلغي أن الاتحاد السعودي لكرة القدم كان وما زال يبدع في كثير من مشاريعه وناجح في تحقيق الإنجازات، وسيستمر بإذن الله، وقد ينجح بهذه الخطوة في كأس العالم، لكن ما معيار النجاح الذي نطمح له؟، هل هو تحقيق كأس العالم أو الوصول لنصف أو ربع النهائي؟ أو أن الطموح الذي توقف الدوري لأجله هو تقديم مستوى مميز والتأهل للدور الثاني فقط؟.
*نقلا عن الرياض السعودية