ان هدف توزيع لحم الاضاحي “أضاحي العيد” ايجاد نوع من التواصل الحميم بين المسلمين وبناء جسر من المودة والتراحم فيما بينهم، وازالة الفروق والطبقات بين ابناء الشعب الواحد.
جاءت التسمية لنسبته الى الاضحية حيث ان الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم، حيث يُقدم المسلمون الأضحيات من الأنعام، ويُوزعون لُحومها على الفقراء والمحتاجين، ويسمى أيضًا بيومِ النحر ؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه، وفيه إحياءٌ لسنة إبراهيم – عليه السلام -، بعد أنْ ذَبح الكبش الذي افتدى الله سبحانه وتعالى به سيدنا إسماعيل، فقال تعالى: إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. صدق الله العظيم “سورة الصافات”، لِيصبح ذبح الأضحيات فيما بعد من أساسيات عيد الأضحى المبارك، التي يَقوم بها المسلمون في شتى بقاعِ الأرض لِينالوا الأجر العظيم.
فمن أهم الأعمال في هذا اليوم “عيد الأضحى” توزيع لحومها على المستفيدين الذين بتعرضون لظروف إنسانية صعبة وقاسية، فهناك يجب توزيع لحوم الأضاحي على المستفيدين الذين بتعرضون لظروف إنسانية صعبة وقاسية، ويجب توفير أكبر قدر ممكن من لحم الأضاحي لهم. وتوزيعها في مختلف المناطق لمساعدة الشرائح المحتاجة من الأسر الفقيرة، والأرامل، والمطلقات، والأيتام، والمعاقين.ويأتي ذلك ضمن إدخال الفرحة في نفوس هؤلاء المحتاجين ولزرع الفرح الكبير في قلوب المستفيدين من الأسر الفقيرة.
والهدف الأهم والاكبر الذي يسعى المسلمون اليه من وراء توزيع لحوم كبش العيد إلى إيجاد نوع من التواصل الحميم بين أبناء شعب المملكة المعطاء والفئات المحتاجة، وبناء جسر من المودة والتراحم، وترسيخ مبدأ التكافل والتضامن بين الأغنياء والفقراء، وإدخال الفرحة والسرور وسط هذه الأسر وأطفالهم، كما أمر به ديننا الحنيف.
فما نشاهده ونسمعه في أول أيام عيد الأضحى المبارك في مكة أنهار من الدماء ورؤوس الخرفان المذبوحة على أرصفة الشوارع، وجماهير من البشر احتشدت هنا وهناك لمشاهدة عملية ذبح الاضاحي.
وهنا يجب على المسلمين وعلى المملكة العربية السعودية أن تقوم بتوزيع وتسهيل عمليه توزيع لحم الاضاحي الى الدول العربية والمسلمة الفقيرة والى الشعوب المحتاجة أيضا من النازحين واللاجئين والفئات الأشد احتياجا في 33 دولة، عبر توزيع اللحوم عليهم وعلى أسرهم خلال أيام العيد. لتنعكس داخلهم مشاعر السعادة وتغمرهم وتغمرت أسرهم، ليكون للعيد عندهم مذاقا آخر وطعما مختلفا.
** كيفية التوزيع على المحتاجين عبر المنظمات الخيرية
هناك جمعيات خيرية كثيرة وظيفتها توزيع لحوم الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى المبارك. حيث تتكفل هذه المنظمات بعملية ذبح الأضاحي نيابة عن المتبرعين في المقاصب المعتمدة. حتى يستفيد منها الآلاف من ذوي الحاجة. فتفرح بها الأسر ذات الدخل المحدود والأرامل والأيتام. حيث يتم منحهم كوبونات تسمح لهم باستلام لحوم الأضاحي من المقاصب. بالإضافة إلى الإشراف على التوزيع في الكثير من الدول الفقيرة. حيث تصل إلى مئات الآلاف من الناس التي تعاني من العوز والحاجة بسبب الفقر أو الكوارث أو الحروب، مثل مناطق النزوح واللجوء.
وقد أصبح بالإمكان التبرع بمبالغ الأضاحي باستخدام أساليب حديثة. إذ تتم خلال مواقع إلكترونية أو تطبيقات الجوال أو الرسائل النصية. ناهيك عن فروع التحصيل المنتشرة عبر مناطق مختلفة في الدول العربية والاسلامية.
لذلك نتمنى من المملكة العربية السعودية أن تبذل جهدا أكبر لهذه السنة للتواصل مع هذه المنظمات الخيرية لمساعدة أكبر قدر ممكن من المحتاجين في العالم العربي والاسلامي. وتعتبر قطر الخيرية من المؤسسات الإنسانية والخيرية النشطة والمؤثرة على المستويين المحلي والدولي. حيث دأبت على تنفيذ مشروع توزيع لحوم الأضاحي بصورة سنوية. نظـراً لأهميتـه فـي تحقيـق معانـي التكافـل والتراحم بيـن المسـلمين بصـورة عمليـة. بالإضافة إلى إتاحـة الفرصـة للمقتدريـن مـن أهل الخير كي يشــاركوا ذوي الحاجــة والمحروميــن فرحــة عيــد الأضحــى المبــارك. وتعمـل قطـر الخيريـة مـن خـلال حملـة الأضاحـي علـى توفيـر الخدمـات والدعـم والإســناد مــن خـلال مكاتبهــا عبــر العالــم وفــرق عملهــا فــي الميـدان. لتصــل مسـاعدات المتبرعيـن الكـرام إلـى أكثـر الفئـات احتياجـا، فـي وقتهـا المحـدد، ّ بجـودة عاليــة، ومهنيـة متميـزة.
** المبادرة التركية ومنظمات الإغاثة اليمنية
تعتزم هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “İHH”، توزيع لحوم أضاحي على 14 ألفا و700 أسرة في السودان خلال عيد الأضحى.
وقالت الهيئة في بيان صدر عنها، انها تواصل تحضيراتها من أجل نحر الأضاحي وتوزيع لحومها على أيتام وعائلات فقيرة في 60 دولة. وأضافت أنها تخطط لنحر 700 أضحية في السودان، وتوزيع لحومها على 14 ألفا و700 عائلة. ووزعت ألبسة العيد على 500 طفل في العاصمة الخرطوم، وشمال كردفان.
في حين بدأت منظمة إغاثة يمنية بتوزيع لحوم الأضاحي على آلاف الفقراء في المحافظات اليمنية، بتمويل من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH). وقال رئيس “منظمة الوصول الإنساني” (يمنية/ خاصة) يحيى الدباء، في بيان، أن المنظمة نفذت مشروع توزيع لحوم الأضاحي الممول من “IHH”، من خلال ذبح وتوزيع لحوم الأضحي من الخراف. وتقدم تركيا عبر المنظمات ووكالات الإغاثة مشروعات وبرامج إغاثية وتنموية في مختلف المحافظات اليمنية، التي تعيش أوضاعاً إنسانية صعبة جراء الحرب الدائرة في البلاد.
** الأشد احتياجاً من المستحقين للأضحية
معايير وأسس احترافية ومنهجية يقوم بتنفيذها مختصون وذوو الخبرة المعتمدون لانتخاب المستحقين لاستلام لحوم الإضاحي، وذلك امتثالاً لقيم الإغاثة الإسلامية كالأمانة والعدل والإحسان لنضمن استفادة الأشد احتياجاً. تعرّف على أهم معايير اختيار مستفيدي مشاريع الأضاحي.
– العائلات التي لا معيل لها أو ترعاها امرأة أو كبار السن
– عائلات اللاجئين والنازحين
– العائلات التي بها أكبر عدد من الأيتام
– العائلات التي تعيش تحت خط الفقر الوطني
– الأسر التي فقدت مصدر دخلها في آخر 30 يوم جراء وباء الكورونا
– الأسر الأشد تضرراً من الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة
– الأسر التي تعاني من تهميش بسبب العرق أو اللون
– الأسر التي بها امرأة مرضعة وطفل رضيع
– الأسر التي ليس لها مصدر للغذاء يكفيها أكثر من أسبوع ثم أسبوعين ثم ثلاثة أسابيع
** ما أثر اضحية العيد على الأسر والمجتمعات؟
الاضحية ليست فقط وجبة طعام يأكلها المحتاجون، بل يتجاوز أثر نفعها أكثر مما نتصور. ومن هذه الآثار والفوائد:
- سعادة للأيتام والأرامل
- مصدر غذاء لمن يعانون من النقص الحاد للغذاء
- مظهر للتكافل الاجتماعي والتراحم بين أفراد المجتمع، خاصةً بين النازحين واللاجئين
- مصدر للدخل لأصحاب المواشي
- إعلاء لقيم العطاء والتطوع
- جمع لشمل الأسر الفقيرة في صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك
