آراء ومقالاتالعالم

مشروع نقل الغاز القطري و دور الصهيوني التركي في سوريا!

مشروع نقل الغاز القطري/ يُعتبر الغاز الطبيعي أحد المحركات الرئيسية للسياسات الإقليمية والعالمية، وتبرز منطقة الشرق الأوسط كأحد أهم مراكز إنتاج وتصدير الغاز.

في هذا السياق، يُعد مشروع نقل الغاز القطري أحد أبرز المشروعات التي تحمل أبعادًا استراتيجية وجيوسياسية. يرتبط هذا المشروع بشكل وثيق بالوضع في سوريا، حيث شكّل رغبة بعض الأطراف الإقليمية، مثل تركيا وإسرائيل، في الاستفادة منه، أحد الأسباب الخفية لإشعال الصراع في سوريا.

نقل الغاز القطري

مشروع نقل الغاز القطري؛ مفهومه وأبعاده الجيوسياسية

تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وتسعى منذ عقود إلى تعزيز صادراتها الغازية لتلبية الطلب العالمي المتزايد. وفي هذا الإطار، برز مشروع نقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر الأراضي السورية كحل جذاب لتوسيع الأسواق.

المسار المقترح للمشروع

  • المصدر: حقل الشمال القطري (أكبر حقل غاز طبيعي في العالم).
  • الوجهة: الدول الأوروبية التي تبحث عن تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
  • المرور: عبر السعودية، الأردن، وسوريا وصولاً إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا.

الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية

  • تعزيز مكانة قطر كمصدر رئيسي للغاز إلى أوروبا.
  • تقليص هيمنة روسيا على سوق الغاز الأوروبي.
  • زيادة النفوذ الجيوسياسي للدول التي يمر بها الخط، خاصة تركيا.

الغاز القطري و نقله عبر سوريا

رفض سوريا للمشروع

لعبت سوريا دورًا رئيسيًا في إحباط مشروع الغاز القطري، حيث رفض الرئيس بشار الأسد في عام 2009 السماح بمرور الخط عبر الأراضي السورية. بدلاً من ذلك، فضّلت دمشق تعزيز شراكتها مع إيران وروسيا، ما دفع قطر وحلفاءها للبحث عن بدائل. هذا الرفض أدى إلى تصاعد التوترات مع النظام السوري، وأصبح إسقاطه هدفًا استراتيجيًا بالنسبة لبعض الدول الإقليمية والدولية.

دور تركيا وإسرائيل في إشعال الحرب السورية

الدور التركي

تركيا كانت من أبرز الأطراف المستفيدة المحتملة من مشروع نقل الغاز القطري، حيث:

  1. تحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة: خط الأنابيب كان سيجعل تركيا مركزًا لنقل الطاقة إلى أوروبا، ما يعزز اقتصادها ونفوذها الجيوسياسي.
  2. تقوية نفوذها الإقليمي: التحالف مع قطر في مجال الطاقة كان سيمكن أنقرة من منافسة روسيا وإيران على النفوذ في الشرق الأوسط.

لهذا السبب، دعمت تركيا المعارضة السورية منذ بداية الأزمة في عام 2011، وفتحت حدودها أمام المقاتلين والأسلحة، وسعت للإطاحة بالأسد من خلال دعم الفصائل المسلحة.

دور تركيا في اطاحة نظام بشار الاسد في سوريا

الدور الإسرائيلي

إسرائيل أيضًا كانت لديها مصالح مباشرة وغير مباشرة في الأزمة السورية:

  1. مشروع الغاز القطري: كان يمكن لإسرائيل أن تستفيد من تمرير الغاز القطري عبر أراضيها أو عبر المنطقة المحيطة بسوريا، بما يعزز اقتصادها ويربطها بأوروبا كمركز للطاقة.
  2. إضعاف محور المقاومة: إسقاط النظام السوري كان سيؤدي إلى تقويض النفوذ الإيراني وحزب الله في المنطقة، مما يخفف الضغط على إسرائيل.
  3. السيطرة على الجولان: استغلت إسرائيل الفوضى لتعزيز احتلالها للجولان السوري والاستفادة من موارده الطبيعية.
اقرأ ايضاً
منافسة تويتر و ثريدز/ اليك التفاصيل

نتائج الحرب وتأثيرها على مشروع الغاز

فشل مشروع الغاز القطري

مع استمرار الحرب وتدخل روسيا عسكريًا لدعم الأسد، تعطل مشروع نقل الغاز القطري بشكل كبير. تمكنت روسيا من تعزيز نفوذها في سوريا، وأصبح استقرار النظام السوري عقبة أمام تنفيذ المشروع.

تأثير الحرب على سوريا وقطر

  • على سوريا: دُمرت البنية التحتية، وتراجعت قدراتها الاقتصادية، لكنها احتفظت بموقعها الاستراتيجي الرافض للمشروع.
  • على قطر: استمرت قطر في البحث عن بدائل لتوسيع صادراتها الغازية، لكنها واجهت تحديات جيوسياسية بسبب الأزمة الخليجية.

مشروع الغاز القطري و سوريا

الدور الروسي والإيراني في مواجهة المشروع

شكلت روسيا وإيران تحالفًا استراتيجيًا مع سوريا لإفشال المشروع القطري:

  • روسيا: باعتبارها المورد الرئيسي للغاز إلى أوروبا، كانت معنية بوقف أي مشروع يهدد حصتها في السوق الأوروبية.
  • إيران: دعمت سوريا لتعزيز محور المقاومة ولمنع أي تهديد لمصالحها الإقليمية.

تُظهر الأحداث في سوريا أن الحرب لم تكن مجرد صراع داخلي، بل كانت ميدانًا لصراعات إقليمية ودولية متشابكة، حيث لعب مشروع الغاز القطري دورًا محوريًا في إشعال الفوضى.

تركيا وإسرائيل كانتا من أبرز الأطراف التي سعت للإطاحة بالأسد لتحقيق مكاسب اقتصادية وجيوسياسية، إلا أن تدخل روسيا وإيران ساهم في إفشال المشروع.

الحرب السورية تمثل درسًا تاريخيًا حول كيفية تداخل المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لتشكيل مصير الدول والشعوب. ومع استمرار تداعيات الصراع، يبقى الغاز والطاقة محركين رئيسيين للصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط.

المصدر: كويت24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى