منتخبنا الراوي والحكاية (3)
أربع تجارب غير ناجحة غادر بعدها خليل الزياني سدة القيادة الفنية للمنتخب 86م، لكنه ظلَّ الاسم الكبير ولم يتزحزح من على عرش قلوب السعوديين إلى يومنا هذا، فقد كان “مفتاح الذهب” وعنوان مجد الكرة السعودية، بعد أن وضع فريقها الوطني على منصة إنجازين فريدين صنعهما، دفعت المدربين الذين تلوه، لجعلهما وقود ما تحقق بعد ذلك، ومن كل المشاركات التالية هدف واجب التحقيق.
كان المدربون الكبار يذبحون على مقصلة “دورة الخليج”، إلا أن الزياني قد فتح بابًا جديدًا للمحاسبة بعد تأهل الأولمبياد 84م والحصول على كأس أمم آسيا 84م، حيث أدخلهما ضمن قائمة الواجبات، ومعها اتسعت دائرة الإقصاء، ليتوالى ضحايا “دورة الخليج + أمم آسيا + الأولمبياد”، وزاد عليه تحدي “التأهل للمونديال”، ليصبح العمل كمدرب للمنتخب السعودي مغامرة حد المقامرة بالاسم والسمعة في سوق العمل.
صحيح أن البرازيلي مانيلي كان أول ضحايا فشل محاولة التأهل للمونديال “82م”، وهو تاريخ سبق به المقالين لذات السبب، إلا أن البرازيلي الآخر ماريو زاجالو كان أول من فشل في إنجاز مهمتي تجاوز التصفيات الأولية لأولمبياد لوس أنجليس 84م، وقص شريط إقالات “دورة الخليج” 84م، ليلحق به الزياني “خليجي 86م” والأوروجوياني عمر بوريس “خليجي 88م”، والبرازيلي نيلسينو “خليجي 92م”، إلا أن السعودي محمد الخراشي الذي ملأ فراغ كرسي القيادة غيّر في تاريخ “الأخضر”، بعد أن جعل من تحدي “دورة الخليج” ماض تولى، بحصوله على كأسها لأول مرة 94م.
أصبح للسعوديين رجلان يفخران بأنهما أنجزا “كأولوية”، ما لم يتحقق على يد غيرهما “كأس القارة وكأس الخليج” الزياني والخراشي، فيما تبدلت مع هذين الإنجازين النظرة إلى قدرة اللاعبين على صنع كل ما يمكن تحققه، حيث كان عام 94 م مكملًا للحصول على كل الإنجازات الواجب تحققها، وربما لا ينتظر غيرها إلى يومنا هذا “التأهل للمونديال وللأولمبياد، كأس آسيا وكأس الخليج”، لكن التضحية بالمدربين ظلت بذات النسق حتى مع توالي الحصول على كأس القارة والخليج والعرب والتأهل للأولمبياد وحتى المونديال.
الانتقال من مرحلة البحث عن الهوية إلى فرض السطوة على الكرة في القارة الآسيوية، كان مهره الحفاظ على اللقب دورتين متواليتين 88 م و96 م، ولوصافة 2000م والتأهل خمس مرات للمونديال بعد الـ 94م، وتقاسم حصص التفوق على صعيد المنتخبات السنية، وحصول الأندية على حصة الأسد من البطولات آسيويًّا، كل ذلك حام حوله في عقد الألفية الأولى “الشك” فما كانت الأسباب.. يتبع
*نقلا عن الرياضية السعودية