أزمة الفقر في أوروبا/ القارة العجوزة على أبواب الفوضى!
الكلام عن أزمة الفقر في أوروبا لايكون محال بعد. يقولونها بالفم الملآن نحن فقراء. انسوا حياتكم السابقة، رفاهيتكم، طعامكم الصحي وشرابكم الفاخر. نحن الان في طريقنا لنصبح افقر من اي وقت مضى. هكذا يصرح بعض مسؤولي القارة الاوروبية في حديثهم الموجه لنحو مئة مليون اوروبي.
أزمة الفقر في أوروبا
سبب أزمة الفقر في أوروبا بان يعيشون الفقر. ويكافحون لاجل الحصول على طعام مجاني. ولكي تعرفوا حجم الكارثة التي تنتظر مستقبلا. للحصول على عقلية تناسب واقع أزمة الفقر في أوروبا، تخيلوا ان متوسط الاجور في الاكوادور اربعمائة وخمسين دولار. اما في اليابان يصل الى نحو الفين وثلاثمائة وخمسين دولارا. هل لاحظتم الفرق الشاسع بينهما؟
و رغم أن أزمة الفقر في أوروبا في الشهور الماضية كان ليس لها أي واقع في الأرض الا و أن الان بات الأوروبيون يعيشونها. هذا هو نفس الفارق الذي سيحدث قريبا بين دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية. والان وقبل ان نخوض معكم بتفاصيل تقارير ازمة الغذاء والفقر الاوروبي. لا تنسوا ان تشاركونا بآرائكم.
بينما كانت القارة العجوز تكافح من اجل العثور على حلول للخروج من مأزق ازمة الشيخوخة. جاءت ضربة انتشار وباء فيروس كورونا. ثم اندلعت الحرب بين روسيا واوكرانيا. وتقلبت سلاسل التوريد العالمية وارتفعت اسعار الطاقة و هذا كله أجج أزمة الفقر في أوروبا التي كانت كالنار تحت الرماد.
واخيرا وليس اخيرا جاءت درجات الحرارة المرتفعة بشدة في الاونة الاخيرة والجفاف وندرة لتضرب مواسم اوروبا الزراعية خاصة في فرنسا وايطاليا واسبانيا. مما ادى الى تصاعد الازمات التي كانت تتفاقم منذ عقود و بما في ذلك أزمة الفقر في أوروبا. وبسبب التضخم انخفضت الاجور في المانيا بنسبة ثلاثة بالمائة.
أزمة الفقر في أوروبا لا تقتصر على بلد أو اثنان بل تمتد الى كل الدول الأروبية. وفي ايطاليا واسبانيا انخفضت بنحو ثلاثة ونصف بالمائة. اما اليونان فقد شهدت انخفاضا وصل الى ستة ادى ذلك الى جعل دول الاتحاد الاوروبي افقر من اي ولاية في الولايات المتحدة باستثناء وذلك وفقا لتقرير صدر هذا الشهر عن المركز الاوروبي للاقتصاد السياسي الدولي الذي اعتبر أزمة الفقر في أوروبا أقرب الى هذه القارة أكثر من أي وقت مضى.
الذي اكد على انه اذا استمر وضع اوروبا الحالي دون وجود تغيرات فان هناك فجوة كبيرة ستحدث عام الفين وخمسة وثلاثين. هذه الفجوة ستكون بين الناتج الاقتصادي للفرد بين دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وستكون مماثلة لتلك الموجودة بين الاكوادور واليابان اليوم.
الفقر الاوروبي. واحد وعشرون فاز ستة بالمائة من سكان الاتحاد الاوروبي معرضون لخطر الفقر. اي ما يعادل خمسة وتسعين مليونا وثلاثمائة الف شخص اوروبي. وذلك بناء على تقارير عام ٢٠٢٢.
الاوروبيون اصبحوا امام واقع اقتصادي جديد. واقع لم يشهدوه منذ عقود. نعم لقد اصبحوا اكثر فقرا. تفقد الحياة في القارة العجوز. حياة لطالما كانت موضع حسد لدى الاخرين. لكن هذا البريق يختفي شيئا فشيئا. مع تلاشي القوة الشرائية.
الفرنسيون اصبحوا يأكلون كميات اقل من طعامهم المفضل فطائر فواجرا. الاسبان وكانهم عادوا الى العصور الوسطى. وباتوا يقضون ايامهم على زيت الزيتون. فنلندا اسعد بلد في تحث مواطنيها على استخدام حمامات البخار في اوقات تكون فيها الطاقة اقل تكلفة.
اما في المانيا اقوى اقتصاد في اوروبا فحدث ولا حرج. فقد انخفض استهلاك اللحوم والحليب الى ادنى مستوى له منذ ثلاثة عقود. وانخفض سوق الاطعمة العضوية التي كانت من الاسواق المزدهرة في البلاد.
واصبحت محلات البقالة الفاخرة التي تعج بالناس شبه خالية. وبروكسيل التي تعد واحدة من اغنى مدن اوروبا. يصطف فيها المئات من الطبقات الوسطى بما في ذلك معلمون وممرضات في طابور للحصول على البقالة بنصف سعرها.
وعلى الجانب الاخر يعقد وزير التنمية الاقتصادية الايطالية. ودولفو اورسو اجتماعا لحل ازمة اسعار المعكرونة طعام الايطالي المفضل. بريطانيا التي كانت عظمى، قبل اشهر قال زعيم حزب العمال في بريطانيا السير كير ستارمر ان بريطانيا في طريقها لتصبح افقر دولة اوروبية.
وقال ان البريطانيين يمكن ان يكونوا افقر من اولئك الموجودين في بولندا والمجر ورومانيا. وحذر من ان بريطانيا معرضة لخطر هجرة الادمغة. اما كبير الاقتصاديين في بنك انجلترا هوبيل. فقد حذر مواطني مملكة في ابريل من انهم بحاجة الى قبول انهم افقر.
والتوقف عن طلب زيادة الاجور. قائلا ان السعي لتعويض لهيب الاسعار بمرتبات اعلى لن يؤدي الا الى زيادة التضخم. فوفقا للاحصاءات الرسمية الحكومية البريطانية. هناك اربعة عشر مليونا واربعمائة الف شخص في بريطانيا يعيشون في فقر.
هذا يعني ان في المملكة المتحدة واحد من كل خمسة اشخاص يعيشون تحت خط الفقر. وتكافح ملايين العائلات لتحمل الاساسيات للمعيشة. والاعتماد على بنوك الطعام للبقاء على قيد الحياة. بين ابريل الفين واثنين وعشرين ومارس الفين وثلاثة وعشرين.
اجبر اكثر من سبعمائة وستين الف شخص على اللجوء الى بنوك الطعام التابعة للمؤسسات الخيرية لمرة. ذكرت مؤسسة الغذاء ان تسعة ملايين وثلاثمائة الف بريطاني بالغ عانوا من انعدام الامن الغذائي في يناير الفين وثلاثة وعشرين.
وافاد حوالي ثلاثة ملايين ومائتي الف شخص منهم بعدم تناول الطعام ليوم كامل. لانهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الطعام. بعد هذه الارقام والاحصائيات الصادمة هل تتجه العجوز لان تصبح من بلدان العالم الفقيرة؟
شاركنا رأيك في التعليقات.