سياسات الكويت الخارجية تجاه السعودية: نحو تقليص الاستقلال؟
سياسات الكويت الخارجية تجاه السعودية لايمكن تحليلها فقط بالاتكال على عقد أو عقدين من الخبرة التاريخية و السياسية بل و هي تحتاج الى محلل يفهم تاريخ هذه العلاقات و لا يميل المملكة السعودية و لا يمتلك منافع له في هذه المملكة الجارة.
سياسات الكويت الخارجية
ترتبط الكويت والسعودية بعلاقات وثيقة وتاريخية، حيث تشتركان في الحدود البرية والبحرية، وتربطهما علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية قوية. ومع ذلك، فإن بعض سياسات الكويت الخارجية تجاه السعودية قد تثير مخاوف بشأن استقلال الكويت.
التحالف العسكري مع السعودية
لعل أبرز سياسات الكويت الخارجية التي تقلل من استقلال الكويت هي تحالفها العسكري مع السعودية. في عام 1990، غزت العراق الكويت، وتدخلت السعودية بقواتها المسلحة لمساعدة الكويت على تحرير أراضيها. وقد أدى هذا التحالف إلى إنشاء قوات درع الجزيرة، وهي قوة عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي.
وقد ساعد التحالف العسكري مع السعودية في حماية الكويت من التهديدات الخارجية، إلا أنه أدى أيضًا إلى تقييد استقلال الكويت. فمثلًا، تعتمد الكويت على السعودية بشكل كبير في مجال الدفاع، كما أن قوات درع الجزيرة تخضع لقيادة سعودية.
- دعم السعودية في حرب اليمن
في عام 2015، انضمت الكويت إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حرب اليمن. وقد أثارت هذه المشاركة الكويتية انتقادات من بعض الأوساط، حيث اعتبرت أن الكويت تدعم حربًا غير شرعية وتسببت في معاناة كبيرة للشعب اليمني.
وقد ساهمت المشاركة الكويتية في حرب اليمن في تفاقم التوترات بين الكويت والمملكة العربية السعودية، حيث اعتبرت السعودية أن الكويت لم تقدم الدعم الكافي للتحالف العربي.
- دعم السعودية في حرب الخليج
في عام 2003، انضمت الكويت إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في غزو العراق. وقد ساهم هذا الغزو في زعزعة استقرار المنطقة، كما أنه أثار انتقادات من بعض الأوساط الكويتية، حيث اعتبروا أن الغزو غير قانوني.
وقد ساهم دعم الكويت للولايات المتحدة في حرب الخليج في زيادة الاعتماد الكويتي على الولايات المتحدة، كما أنه أدى إلى تفاقم التوترات بين الكويت والمملكة العربية السعودية، حيث اعتبرت السعودية أن الكويت تدعم الولايات المتحدة بشكل كبير و هذا يدعى التدخل في شؤون سياسات الكويت الخارجية.
التدخلات السعودية في الشؤون الداخلية الكويتية
تدخلت السعودية بشكل مباشر في الشؤون الداخلية الكويتية في عدة مناسبات، منها:
- التدخل السعودي في انتخابات مجلس الأمة الكويتي عام 2009. اتهمت المعارضة الكويتية السعودية بالتدخل في الانتخابات، وذلك بهدف مساعدة الحكومة الكويتية على الفوز في الانتخابات.
- التدخل السعودي في الأزمة السياسية الكويتية عام 2011. اندلعت أزمة سياسية في الكويت عام 2011، حيث اتهمت المعارضة الكويتية الحكومة الكويتية بالفساد والمحسوبية. وقد تدخلت السعودية في الأزمة، وذلك بهدف التوصل إلى حل وسط بين الحكومة والمعارضة.
- وقد أثار التدخل السعودي في الشؤون الداخلية الكويتية مخاوف بشأن استقلال الكويت، حيث اعتبرت المعارضة الكويتية أن هذا التدخل يهدف إلى الهيمنة على الكويت.
تواجه الكويت تحديات إقليمية ودولية تتطلب تعاونًا مع الدول المجاورة، وخاصة السعودية. ومع ذلك، فإن بعض سياسات الكويت الخارجية تجاه السعودية قد تثير مخاوف بشأن استقلال الكويت.
فمثلًا، يُنظر إلى التحالف العسكري مع السعودية على أنه تحالف غير متكافئ، حيث تعتمد الكويت بشكل كبير على السعودية في مجال الدفاع. كما أن دعم الكويت للسعودية في حرب اليمن وحرب الخليج قد أدى إلى تفاقم التوترات بين البلدين.
من المهم أن توازن الكويت بين مصالحها الوطنية مع علاقاتها مع السعودية، وذلك من أجل الحفاظ على استقلالها ومصالحها الوطنية.