- نحتاج إلى تعاون الجهات الرقابية للإسراع في إجراءات المحطات الجديدة أو عقود الصيانة
- المباحثات جارية حالياً مع شبكة الربط الخليجي لتبادل أو شراء لحدود 500 ميغاواط
- 7 مناقصات للصيانة بانتظار الترسية وأهمها صيانة التوربينات بـ«الزور الجنوبية» و«الصبية»
- لم نشترِ الطاقة خلال الصيف الماضي بل زودنا الشبكة الخليجية باحتياجات الدول المجاورة
- مبادرات عدة لمحطات دائمة ندرسها حالياً لتنفيذها مع «الخاص» ولن تستغرق أكثر من سنة
- بسبب الحرارة الأحمال في الصيف الماضي زادت على المتوقع بحمل أقصى 16940 ميغاواط
دارين العلي
في وقت تكثر فيه التكهنات والتساؤلات حول كيفية تعامل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في موسم الذروة المقبل مع ارتفاع الطلب على التيار، أكد الوكيل المساعد لمحطات القوى الكهربائية وتقطير المياه م.هيثم العلي أن القطع المبرمج ليس بديلا مطروحا بالمطلق ليس العام الحالي أو المقبل أو في أي وقت. وشدد العلي في لقاء خاص مع «الأنباء» على أن الوزارة تسعى إلى القيام بدورها في تأمين وتوفير الطاقة المطلوبة على أكمل وجه، ولتحقيق ذلك تحتاج الى تعاون جميع الجهات الرقابية للإسراع وتسهيل اجراءات الوزارة سواء فيما يتعلق بالمحطات الجديدة او عقود برامج الصيانة حرصا على عدم التأخير، مؤكدا انه عمل جماعي ووزارة الكهرباء ليست الطرف الوحيد فيه.
وأشار الى وجود سبع مناقصات بانتظار الترسية تختلف في الحجم وأنواع الصيانة وأهمها مناقصتا صيانة التوربينات الغازية في الزور الجنوبية والصبية، آملا أن تتم ترسيتها في أسرع وقت ممكن لكي يتسنى للوزارة البدء في صيانتهما خلال الموسم الجاري. وفيما يتعلق بتوقعات الصيف المقبل، اكد ان الوزارة تتأهب لتوفير جميع المتطلبات مبكرا وبالتالي يتم العمل على توفير كميات اضافية من الكهرباء، لافتا الى ان المباحثات جارية حاليا مع شبكة الربط الخليجي بشأن شراء أو تبادل الطاقة والتي قد تصل لحدود 500 ميغاواط يوميا خلال موسم الذروة.
ولفت الى ان هناك بدائل أخرى ولكن ليست مطروحة للموسم المقبل لأنها تحتاج الى وقت كاف، اذ تتم دراسة عدة مبادرات وهي عبارة عن محطات دائمة سيقوم بتنفيذها مبادرون من القطاع الخاص ولن يستغرق تنفيذها أكثر من سنة. في السطور التالية تفاصيل اللقاء.
بداية، ما أوضاع المحطات حاليا؟
٭ في الصيف الماضي كان لدينا تحد كبير في نسبة زيادة الأحمال، حيث كانت نسبة زيادة الاحمال أعلى من المتوقع، إلا انه وبجهود جميع العاملين في الوزارة وتوجيهات الوزير ومتابعته اللصيقة وكذلك وكيل الوزارة، استطعنا التغلب على هذه التحديات ومر الصيف بسلاسة وقمنا بالكثير من الامور الفنية التي استطعنا فيها التعامل مع زيادة الأحمال وتلبية الطلب على الاستهلاك باعتماد أساليب فنية مغايرة وقد نجحنا في ذلك.
ما الحمل الأقصى الذي بلغته الأحمال ولماذا بتقديركم كانت أعلى من المتوقع؟
٭ الحمل الاقصى بلغ 16940 ميغاواط في الثاني من أغسطس بنسبة 4.7% بنسبة أعلى من العام الماضي الذي بلغت فيه الزيادة 3.5%، وهذه الزيادة سنوية بفعل دخول مشاريع جديدة الى الخدمة سواء سكنية أو غيرها من المشاريع التنموية، كما أن درجات الحرارة لعبت دورا كبيرا هذا العام إذ بلغت الحرارة درجات قصوى وهذا ما رفع نسب معدل استهلاك الكهرباء في معظم دول الخليج.
بدأتم برامج الصيانة، فهل هناك تأخر في عقود الصيانة وترسية المناقصات الخاصة بها أم أن جميعها سارية وفق البرامج؟
٭ 80% من عقود الصيانة سارية بشكلها الطبيعي، حيث تتم صيانة المحطات المدرجة في العقود أما الـ20% المتبقية، فهي بانتظار الترسية لدى الجهات المعنية ونحن نعمل على الانتهاء منها في أسرع وقت لكي يتسنى لنا البدء بعمليات الصيانة قبل دخول الصيف المقبل.
وماذا عن عقود الصيانات للمحطات؟
كم عدد المناقصات التي تنتظر الترسية، وما المحطات التي لم توقع عقود صيانتها حتى اليوم؟
٭ لدينـا نحو سبع مناقصات بانتظار الترسية تختلف في الحجم وانواع الصيانة وأهمها مناقصتا صيانة التوربينات الغازية في الــزور الجنوبية والصبية وهــــما من أبرز المناقصات وكحجم للوحدات وبعضها مــــطروح منذ حوالي العام، وكلما أسرعنا بإنجازها فإنــنا ندعم الانتاج الكهربائي في البلاد بشكل أكبر لتغطية الطلب وهو ما نعمل على انجازه ضمن الجدول الـــزمني المعد.
هل هذا يعني أن محطتي الزور الجنوبية والصبية لن تخضعا للصيانة هذا العام؟
٭ لا، بالتأكيد فنحن في بداية موسم الصيانات ونحن ندفع باتجاه انتهاء هذه المناقصات لكي لا نتأخر في عملية صيانة هذه المحطات، والامور بحمد الله وبجهود الكفاءات من ابناء الكويت من مهندسين ومهندسات، فأمورنا تبشر بخير.
بديل غير مفضل
ما البديل في حال تأخرت هذه العقود في هذه المحطات هل سيقوم مهندسو الوزارة بأعمال الصيانة؟
٭ مهندسو الوزارة يقومون بعملهم على اكمل وجه ويتعاملون مع جميع الطوارئ في المحطات إلا أن هناك أنواعا من الصيانات لا يمكن إجراؤها إلا عبر الشركات المصنعة للتوربينات، وهذا الامر يحتم علينا انجاز عقود الصيانة معها للحفاظ على التشغيل الآمن لمحطاتنا، ولكن في حال تأخرت المناقصات لاسباب لها علاقة بالدورة المستندية أحيانا فهناك اجراءات قانونية بديلة ملخصها تأجيل الصيانة للعام المقبل، وهذا ما لا تفضله الوزارة لضمان عمل هذه المحطات بكامل قدرتها الموسم المقبل والذي يعتبر غاية في الأهمية والحساسية، ولكن مثل هذه الاجراءات عادة تأخذ فيها جملة من الاحتياطات الفنية بحيث لا تؤثر على تدفق الخدمة بشكل طبيعي وسلس.
التوقعات للصيف المقبل
وما توقعاتكم للصيف المقبل بالنسبة للاستهلاك وقدرة التشغيل الآمن للمحطات؟
٭ من المهم عندي أن يصل للرأي العام الكويتي أن لدينا طاقات من الشباب الكويتي رجالا ونساء مؤهلين فنيا بأعلى المعايير وهم متفانون في العمل بشكل يفوق غالبا ساعات العمل الرسمي بكثير، وهم للامانة حائط الصد والحماية الاول الذي نراهن من خلاله على نجاحنا كوزارة في تحقيق اهدافنا التشغيلية والاستراتيجية.
وبناء على ما سبق، فالصيف القادم نحن نتأهب له مبكرا وهناك تنسيق لصيق مع الوزير لتوفير جميع المتطلبات مبكرا، وبالتالي نحن نعمل على توفير كميات اضافية من الكهرباء إذ ان المباحثات جارية حاليا مع شبكة الربط الخليجي بشأن شراء أوتبادل الطاقة والتي قد تصل لحدود 500 ميغاواط يوميا خلال موسم الذروة.
كيف سيتم تبادل الطاقة مع الشبكة الخليجية وماهية الشراء؟
٭ نحـــن نعــمل وفقا لخطة تأهب مــبكرة للصيف القـــادم ولدينا عـــدة خيارات فالمطلوب تأمـــين 500 ميغاواط يوميا فســنقوم بالتفاوض مع دول الخـــليج للتـــبادل على كمية معينة والمتبقي للـ500 سنقوم بشرائه، وسبق أن تم التبادل مع دولة الامارات والبحرين كذلك، حيث قامت الوزارة بتزويدها بـ 200 ميغاواط أثناء الصيف في مواسم سابقة واستعادتها بـ250 ميغاواط في الشتاء أثناء موسم الصيانات.
كان شراء الطاقة مطروحا أيضا خلال الموسم الفائت فكم كان حجم الاستعانة بالشبكة الخليجية؟
٭ لم نقم بشراء الطاقة خلال الموسم الماضي بالمطلق بل على العكس قمنا بإمداد الشبكة الكهربائية الخليجية بكميات من الطاقة بعد خروج محطات في دول الخليج لتعويض النقص فيها.
هل هناك بدائل أخرى غير شراء الطاقة من دول التعاون؟
٭ نعم، هناك بدائل أخرى ولكن ليست مطروحة للموسم المقبل؛ لأنها تحتاج الى وقت كاف، فنحن اليوم ندرس عدة مبادرات وهي محطات دائمة سيقوم بتنفيذها مبادرون من القطاع الخاص، ولن يستغرق تنفيذها أكثر من سنة.
توسعة «الصبية»
وماذا عن توسعة محطة الصبية، متى سيتم توقيع العقود ومتى يتدخل الخدمة؟
٭ فيما يخص توسعة الصبية سواء مشروع الـ900 ميغاواط أو 250 ميغاواط تمت الموافقة عليها من الجهات الرقابية وسيتم التوقيع على عقودها خلال شهر وتنفيذها سيستغرق 3 سنوات.
هل من الممكن أن يتم اللجوء الى القطع المبرمج في الصيف المقبل في حال حصل نقص في الانتاج؟
٭ القطع المبرمج غير مطروح بالمطلق ليس العام الحالي أو المقبل أو في أي وقت، ودورنا في الوزارة تأمين وتوفير الطاقة المطلوبة، والطاقم الكويتي الفني التشغيلي والاستعدادات الفنية المسبقة تبعث على الاطمئنان.
تعاون الجهات الرقابية
برأيك ما الأمر الذي تحتاج اليه الوزارة خلال عملها لانجاز المطلوب منها في تغطية الطلب على الطاقة؟
٭ هذا الأمر تحكمه عمليتي الانتاج والاستهلاك، ففيما يتعلق بالانتاج نحن نحتاج الى تعاون جميع الجهات الرقابية للإسراع وتسهيل إجراءات الوزارة سواء فيما يتعلق بالمحطات الجديدة او عقود برامج الصيانة، وبالتالي نحتاج الى تيسير هذه الامور حرصا على عدم التأخير، وهو عمل جماعي، وزارة الكهرباء ليست الطرف الوحيد فيه.
أما الاستهلاك فنحن بحاجة إلى تعاون العملاء، فهي نعمة أنعم الله بها علينا يجب المحافظة عليها من الهدر والاسراف، وبالتالي ترشيد الاستهلاك من شأنه أن يوفر الكثير من الجهد على المحطات وعلى الشبكة الكهربائية لتعمل بكامل طاقتها أو حتى فيما يتعلق بالمياه وفي الوقت نفسه المحافظة على البيئة.
والوزارة تقوم بحملات توعية مستمرة كي نجعل من الترشيد ثقافة وسلوكا ونمط حياة، وهناك لجنة في الوزارة تضم فريقا يمثل عدة قطاعات في الوزارة ويتعاون مع الكثير من الجهات الرسمية والشعبية ومن القطاع الخاص كذلك يقوم بجهد كبير في صدد نشر وتكريس ثقافة الترشيد.
الطاقة المتجددة
ذكرتم الطاقة المتجددة وهناك توقيع اتفاقيات تعاون في هذا الشأن مع الجانب الصيني، فهل هناك توجه لبناء محطات جديدة للطاقة المتجددة غير التي يتم التحضير لإنشائها بـ«الشقايا»؟
٭ الحديث يتعلق بمحطة الشقايا وهي محطة ضخمة جدا ستكون أكبر محطة في الشرق الأوسط بقدرة 4500 ميغاواط، وبالتالي فإن هذه المحطة هي في مدار اهتمام الدولة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، إلا أننا ما زلنا في مرحلة تحديد الأطر التنفيذية للاتفاقية مع الصين وربما ستشمل أماكن اخرى غير الشقايا.
محطة النويصيبوماذا عن محطة النويصيب التي تعمل الوزارة على انشائها، أين أصبحت؟
٭ الوزارة تقوم بتنفيذ وإنشاء هذه المحطة وهي حاليا في طور اختيار المستشار العالمي، حيث تم الطرح وستكون من أكبر المحطات في البلاد بـ7200 ميغاواط، المرحلة الأولى منها 3500 ميغاواط والمخطط لها ان تبدأ بالدخول إلى الخدمة في 2027 حسب ما هو مجدول.
عدد من المحطات انتهى عمرها الافتراضي وتم تأجيل اعادة تجديدها لحاجة الوزارة الى انتاجها، فإلى متى سيستمر هذا التأجيل؟
٭ أولا يجب الانتباه لمصطلح انتهاء العمر الافتراضي، فهذا المصطلح لا يعني عدم القدرة على الاستفادة من المحطة، ومع ذلك نقول نعم لدينا محطتا الدوحة الشرقية والشعيبة الجنوبية انتهى عمرهما الافتراضي وكانت الخطة بإخراجها من الخدمة لتجديدها بالكامل ولكنها حاليا تعمل بكامل طاقتها، الا انها تكلف الوزارة الكثير في أعمال الصيانة عليها، وخضعت عملية إخراجها عن الخدمة للتأجيل مرتين حيث كان من المفترض عام 2013 وتم التأجيل الى عام 2017 وحاليا اجلت الى عام2027 في حال دخلت مشاريع جديدة الى الخدمة تعوض انتاجهما.
الوقود النظيف
تحدثتم عن المعايير البيئية، فأين أصبحت عملية تزويد المحطات بالوقود النظيف؟
٭ حتى الآن تم تشغيل محطة الزور الجنوبية منذ بداية الصيف العام الماضي وحاليا تم تشغيل محطة الدوحة الغربية على الوقود النظيف ستتبعها محطة الدوحة الشرقية وثم محطة الصبية اذ من المتوقع الانتهاء من تشغيل جميع المحطات بالوقود النظيف في نهاية الشهر الجاري.
وهل رصدتم أي تغيير في الانتاج، وهل تكلفة الوقود النظيف مرتفعة؟
٭ هذا الامر يعتبر نقلة نوعية للمحافظة على البيئة، وقد لاحظنا فارقا كبيرا في الانبعاثات بما يتوافق مع المعايير، وبالطبع تختلف أسعار الوقود النظيف عن الوقود التقليدي إلا أنه لا يؤثر بشكل يذكر على الميزانية والامر متعلق بالسوق العالمي، واليوم جميع دول العالم متجهة لاستخدام الوقود النظيف وكذلك الغاز الطبيعي وهو أنظف أنواع الوقود وخطتنا المستقبلية تحويل جميع محطاتنا للعمل على الغاز، فحاليا لدينا محطتا الشويخ والشعيبة تعملان على الغاز بكاملها وجزء من محطة الزور الجنوبية والصبية.