رسالة الحرب في غزة للغرب/ نظام الشرق الأوسط يتشكل عكس مصالح الغرب!
رسالة الحرب في غزة للغربيين هي أن نظام الشرق الأوسط يتشكل بصورة مختلفة عن مصالح الولايات المتحدة وأوروبا، وإذا لم تكن الحروب في العراق لمدة عشر سنوات وفي أفغانستان لمدة عشرين عامًا، بتكلفة تُقدَّر بملايين المليارات، ولم يكن الانسحاب المُذل لهم من كابول درسًا لهم، يجب عليهم الآن أن يدركوا أن الشرق الأوسط لن يُهزم بواسطة الحرب باستخدام قواتهم الموالية محليًا.
رسالة الحرب في غزة موجهة للغربيين و على رأسهم الأمريكيين
في 7 أكتوبر، تجاوزت قوات حماس الحصارات الصهيونية المسلحة بالحديد والخرسانة لتنتقم من عقود الحياة تحت الحصار وتحت الاعتقالات والتعذيب في أرضها و تجعل رسالة الحرب في غزة موجعة أكثر و أكثر للصهاينة. وعلى الرغم من مرور أسبوعين على فتح جراح جديدة في الشرق الأوسط، لا يُسمع أي صوت بخصوص هدنة مؤقتة أو نهاية للحرب من قبل المؤسسات الدولية، بل تم خلال هذه الفترة نقل أكثر من ألف شخص من المعدات بشكل رئيسي من الدول الغربية إلى الكيان الإسرائيلي.
موت حقوق الانسان!
وذلك في الوقت الذي لم يكن فيه الفلسطينيون قادرين على الوصول إلى الدواء والطعام والكهرباء والمياه النقية أو حتى الأمان لاستخراج جثث قتلى أحبتهم من تحت الأنقاض.
في الجهة الأخرى من ساحة الحرب، نرى دعمًا مستمرًا وكاملاً من أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا لجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأبرياء، حيث يُعارضون جميع المساعي لوقف إطلاق النار ويُحتجبون خلف القرارات التي تم طرحها حتى الآن لإنهاء النزاع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويعملون بعدها على دعمها من خلال مواصلة دعمهم للتسليح. و لهذا السبب رسالة الحرب في غزة لاتكن لصالح الذين يرتكبون المجازر.
أحلام بعيدة عن الواقع
وهم يأملون في أن يضربوا بقوة الجماعات الفلسطينية ويجبروهم على التخلي عن سلاحهم. ولكن ما لا يسأله الغربيون هو كيف يمكن أن يتوقعوا من الجانب الفلسطيني التخلي عن سلاحه والتوجه إلى المفاوضات والحوار عندما يتم تقديم حلاً سياسيًا دون مراعاة أحد أطراف النزاع؟
الغرب يقف تماما ضد الابرياء
و هنا يجب أن نتكلم عن بعد اخر بـ رسالة الحرب في غزة الموجهة لكل الناس الاحرار في العالم و هي موقف المضاد للابرياء من قبل الغرب. في وسط جميع تنقلات المسؤولين الغربيين من رئيس وزراء ألمانيا أولاف شولتس إلى ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا، وفون دير لاين رئيس اللجنة الأوروبية، وجو بايدن رئيس الولايات المتحدة، وقائد سنتكوم إلى إسرائيل، لم يُقدم أي دعم لتحقيق وقف لإطلاق النار أو حتى إعلان الحياد .
يمكن القول بثقة أن رسالة الحرب في غزة تشير إلى معيار مزدوج يقوم على فصل الإنسان عن غيره، إذ يُفوض البشر غير الإنسانيين برخصة لارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، ومع ذلك، في الجهة الأخرى من رسالة الحرب في غزة يوجد بشر ليس لديهم الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية ولا حتى الحق في الاعتراض من خلال المؤسسات الدولية، وحتى الحق في اللجوء مرة أخرى، حيث يُخرجون من تحت الأنقاض بفعل القصف المتواصل في المسار الذي حدده نفاذون الكيان الصهيوني. إنهم لا يمكنهم الهروب حتى عبر معبر رفح، وعليهم مشاهدة متى سيحظون بالنجاة من هذا الرعب والمجازر الوحشية.
ماهو دور الصين؟
من ناحية أخرى، يواجه العالم الآن تحديات مع قرب حروب غزة وأوكرانيا والجدية في مواجهة الغرب للصيانة في الصين. وقد تم استخدام المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمحافظة على الحروب المستمرة، بالإضافة إلى تعزيز تحالف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للحفاظ على النظام الأمريكي الحالي الذي تم فيه تحديد انتصار إسرائيل في حرب غزة وهزيمة روسيا في حرب أوكرانيا واحتواء الصين في جنوب شرق آسيا.
بالواقع، تستند هذه السياسة إلى استراتيجية مركبة في الخطوة الأولى لتكوين صورة عن التقسيم بين البشر وغير البشر. في الخطوات التالية، يجب تحقيق الفوز على بوتين في الجبهة الشرقية لأوروبا واحتواء الصين في جنوب شرق آسيا. إنها استراتيجية تهدف إلى تحقيق حفظ النظام الأحادي القطبي وإنقاذ النظام الليبرالي المتدهور من خلال مواصلة الحروب وإيجاد نهج جديد للحفاظ على النظام.
السلام في المنطقة ليس في اتجاه مصالح الغرب!
الوضع الحالي يعتمد على نموذج مشترك بين أوروبا والولايات المتحدة، وهو أن السلام ليس في اتجاه مصالح الولايات المتحدة وأوروبا بشكل خاص في الشرق الأوسط أو في مناطق أخرى في العالم، وأن التحالف الغربي كحليف لإسرائيل ليسوا مستعدين لإيجاد حلاً لوقف إطلاق النار أو تحقيق سلام دائم في حروب غزة وأوكرانيا. في الواقع، السلام هو كلمة ممنوعة في استراتيجية الحروب المستهدفة للغرب، وهي سياسة مبنية على الشر المطلق، أو تسمية الاستراتيجية الأمريكية لتعزيز النظام المسلح بهدف القضاء على المنافسين.
للأسف، في اجتماع القاهرة، لم يُعرض أي حلاً عمليًا لأزمة فلسطين، بينما واشنطن في الوقت نفسه نشرت حاملات الطائرات الخاصة بها لدعم سلوكيات إسرائيل الرهيبة في البحر الأبيض المتوسط وبحر الأحمر وعادةً ما تدعمها ليس بتقديم دعم لتعزيز عملية السلام، بل بتعزيز الحضور العسكري ورفع شعار الحرب المفتوحة بشكل علني.
مما لا شك فيه أن رسالة الحرب في غزة للغرب بغض النظر عن نتيجتها، هذه الرسالة تقول إن نظام الشرق الأوسط يتشكل بصورة مختلفة عن مصالح الولايات المتحدة وأوروبا، وإذا لم تكن الحروب في العراق لمدة عشر سنوات وفي أفغانستان لمدة عشرين عامًا، بتكلفة تُقدَّر بملايين المليارات، ولم يكن الانسحاب المُذل لهم من كابول درسًا لهم، يجب عليهم الآن أن يدركوا أن الشرق الأوسط لن يُهزَّم بواسطة الحرب باستخدام قواتهم الموالية محليًا.