خروج أمريكا من العراق/ رئيس الوزراء العراقي، ردًا على الانتهاكات المتكررة من قبل التحالف الأمريكي لسيادة بلاده، أعلن عن عزم جاد و”لا رجوع” للحكومة في طرد القوات الأمريكية المحتلة، ودعا فصائل المقاومة إلى ضمان بغداد لتنفيذ هذا الوعد.
هل اقتربت المنطقة من خروج أمريكا من العراق؟
بعد الهجوم الأخير بواسطة طائرة بدون طيار أمريكية في بغداد يوم الجمعة الماضي، الذي أدى إلى استشهاد أحد القادة العسكريين العراقيين في منظمة الحشد الشعبي، تجددت الدعوات في العراق لـ خروج أمريكا من العراق والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، مرة أخرى في هذا البلد.
وفقًا لصحيفة “العربي الجديد” القطرية، أدت الهجوم بواسطة الطائرة بدون طيار يوم الجمعة في شرق بغداد إلى استشهاد “علي السعيدي” الملقب بـ “أبو تقوى” نائب قائد عمليات حزام بغداد ومساعده، وجرح 6 آخرين. وفي رد فعل له على هذا الانتهاك لسيادة العراق، وعد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بطرد القوات الأمريكية من البلاد، و خروج أمريكا من العراق بالكامل وطالبت المقاومة الإسلامية في العراق بضمانات لطرد الاحتلال الأمريكي.
أكد السوداني بوضوح يوم الجمعة أن تبريرات وجود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق قد انتهت، وأن حكومته تقوم حاليًا بتحديد تاريخ لبدء المحادثات من خلال لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات خروج أمريكا من العراق و أيضا التحالف، وهذا التعهد “لا رجوع عنه” لحكومة العراق. وهذه الحكومة لن تتهاون فيما يتعلق بالسيادة الوطنية العراقية على الأرض والسماء والمياه في هذا البلد.
المقاومة العراقية تطالب بضمانات من الحكومة
في هذا السياق، أعلن أحد السياسيين المقربين من منظمة الحشد الشعبي، في حديثه مع العربي الجديد، أن فصائل المقاومة لا تثق بوعود الحكومة وبتصريحات قادة الإطار التنسيقي الذين يطالبون بطرد القوات الأمريكية.
وقال المتحدث الذي رفض ذكر اسمه، إن الجناحات الداعمة للحكومة يعبرون عن شيء يخالف واقعيتهم الحقيقية، وطلبهم لطرد القوات الأمريكية غير واقعي. اتصل السوداني بفصائل المقاومة، لكنهم أكدوا عدم ثقتهم في وعوده، وأنهم يرغبون في ضمانات وجدول زمني لخروج القوات الأمريكية، وإلا فإنهم سيشددون هجماتهم على قواعد الجيش الأمريكي، لأنهم يعتقدون أن السوداني يتعامل بحذر مع الموضوع ويسعى إلى تحقيق الهدوء وحل الأزمة بأسرع وقت ممكن.
وقام محلل الشؤون السياسية العراقي بهاء خليل أيضًا بتساؤل عن جدية الحكومة في طرد القوات الأمريكية، وكتب في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي: “لماذا تحاول الحكومة التعبير عن رغبتها في خروج قوات التحالف من العراق باستخدام بيانات إعلامية، على الرغم من أن الموضوع بسيط جدًا ولا يتطلب كل هذا الجدل؟ إلغاء الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع الطرف الأمريكي وتنفيذ قرار البرلمان بخصوص انسحاب القوات.”
كتبت العربي الجديد: وهذا في حين تتصاعد التوترات بين الطرف الأمريكي والمقاومة الإسلامية في العراق، حيث يستمران في التأكيد على استهداف قواعد الاحتلال الأمريكي في سوريا والعراق، وهو ما يعقد المشهد السياسي في العراق ويتطلب التصدي بشكل جاد من الحكومة للسيطرة على الوضع الحالي.
فإن تحالف دولة القانون برئاسة نوري المالكي أيضًا يؤيد طرد القوات الأمريكية من البلاد ويشدد على أن الحكومة قادرة على تحقيق ذلك. وصرح رئيس كتلة هذا التحالف عطوان العطواني في بيان قائلاً: “نؤكد على قدرة واستعداد الحكومة لاتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على السيادة والأمان والاستقرار في العراق، ونقول إن موقفنا يتسق بشكل قاطع ومبدئي مع رفض وجود القوات الأجنبية في أراضينا وضرورة إنهاء وجودها بعد انتهاء مبررات وجودها”.
وفي استمراره، دعا إلى تحقيق وحدة الموقف والكلمة تجاه هذه التحديات ودعم إجراءات رئيس الوزراء لإنهاء الانتهاك الواضح لسيادة العراق واحترام أراضيه.
