- لا كبير مهما كان منصبه بوجه العدالة والإنصاف.. ومراجعة الشهادات منذ عام 2000
آلاء خليفة
أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د.محمد الصباح أن مكافحة الفساد وحماية المال العام على رأس الأولويات.
جاء ذلك خلال اللقاء مع طلبة كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت بمدينة صباح السالم الجامعية.
ونوه سمو رئيس الوزراء بتقديم أكبر قضية فساد، وهي صندوق الجيش، كما قدمت الحكومة بلاغا جديدا حول ما جرى في المكاتب العسكرية الكويتية بالخارج، ولم نقف عند هذا الحد، فالخطوات والإجراءات تتواصل لمكافحة الفساد وحماية المال العام.
وأضاف أنه ليس المهم أن نعاقب من اعتدى على المال العام فحسب، لكن يجب استرداد كل الأموال التي تم الاعتداء عليها، وذلك برفع قضايا في مجموعة من الدول لاسترداد الأموال العامة.
وقال رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د.محمد الصباح إن التحدي الأول للحكومة بعد صدور مرسوم تشكيلها كان إعادة الثقة والطمأنينة لدى المواطنين بمؤسسات الدولة وقدرة الدولة بسواعد أبنائها وشعبها على إصلاح أي انحراف أو اعوجاج وتطبيق القانون.
وأضاف: «الرسالة التي نود توجيهها هي أننا جادون في مكافحة الفساد وأنه لا كبير مهما كان منصبه في وجه العدالة والإنصاف الذي بنيت عليه قيم المجتمع الكويتي عبر الزمن وما رسخه دستور الكويت الذي نفتخر جميعا به».
وعلى صعيد آخر متصل بملف الفساد، قال سمو رئيس مجلس الوزراء إن «مدير جامعة الكويت بالإنابة د.مشاري الحربي يعكف الآن على مراجعة الشهادات الدراسية منذ عام 2000 حتى الآن، والتأكد أن هذه الشهادات التي تم تقديمها للسلطات الرسمية، وبعضها تمت الموافقة عليها، حقيقية وليست شهادات مزورة».
سموه زار مدينة صباح السالم الجامعية وأكد أن مكافحة الفساد وحماية المال العام على رأس الأولويات
رئيس الوزراء: جادون في مكافحة الفساد ولا كبير مهما كان منصبه بوجه العدالة.. ومراجعة الشهادات الجامعية من عام 2000 حتى الآن
- رؤية 2035 تعتمد على بناء اقتصاد موازٍ وإعادة الثقة والطمأنينة للشعب أول تحدٍ واجه الحكومة
- شمال جون الكويت سيكون مركزاً لوجستياً متميزاً يقدم خدمات لوجستية ضرورية لدول الجوار
- اتخذنا إجراءات ملموسة فيما جرى بالمكاتب العسكرية من اعتداء على الأموال العامة
- مشروع السكك الحديدية والربط السككي يهدف إلى تعظيم الفائدة من الموقع الجغرافي للكويت
- لا بد من الاعتماد على الطاقات البشرية والقدرة على الإبداع وليس الاعتماد فقط على النفط لاسيما أنه مورد ناضب
- ندرس حالياً تطبيق قطارات سريعة تتعدى سرعتها 300 كيلومتر في الساعة مع الأشقاء في دول الخليج لحمل الركاب والبضائع
آلاء خليفة
قام رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د.محمد الصباح بزيارة إلى جامعة الكويت في مدينة صباح السالم الجامعية.
رافق سموه خلال الزيارة وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د.عادل العدواني ومدير جامعة الكويت بالإنابة د.مشاري الحربي.
واطلع سموه خلال زيارته التي شملت كليات العلوم الإدارية والعلوم الحياتية والعلوم والهندسة والبترول على عدد من مرافق المدينة الجامعية بما فيها القاعات الدراسية وورش العمل والخدمات والبرامج التي تقدمها الإدارة الجامعية للطلبة.
وخلال لقائه مع طلبة كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت بمدينة صباح السالم الجامعية، أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د.محمد الصباح أن مكافحة الفساد وحماية المال العام على رأس الأولويات.
وأوضح ان أول تحد للحكومة بعد تشريفه برئاسة الوزراء كان إعادة الثقة بمؤسسات الدولة وقدرتها على إصلاح الانحرافات وان تكون قادرة بأبنائها وشعبها على إصلاح كل اعوجاج بالمسيرة، لافتا إلى ان الحكومة أخذت على عاتقها تحديها الأول بإعادة الطمأنينة للشعب الكويتي ضاربا المثل بملف الفساد وبقضية صندوق الجيش، مبينا ان الحكومة قدمت بلاغا في هذا الملف بشأن استخدام المكاتب العسكرية في الخارج بالاعتداء على الأموال العامة، قائلا: «لم نقف عند هذا الحد فليس المهم ان نعاقب من اعتدى على المال العام فقط، لكن الأهم استرداد كل الأموال التي تم الاعتداء عليها، وذلك بتكليف فريق من العناصر الوطنية برفع قضايا بمجموعة من الدول لاسترداد الأموال العامة، مؤكدا ان ذلك يؤكد الجدية بمحاربة الفساد ولا كبير بوجه العدالة والإنصاف الذي بني عليه قيم المجتمع الكويتي وتم تأطيره في الدستور. وأضاف سمو الشيخ د.محمد الصباح ان موقع الكويت بمؤشر مدركات الفساد ارتفع 17 نقطة ما يسجل لهيئة مكافحة الفساد ويعد تطورا نفتخر جميعا به، حيث كنا في وضع وانتقلنا في وضع آخر بحيث اصبحنا في سلم المؤشر الدولي لمكافحة الفساد.
وعرج على قضايا فساد أخرى، كالتزوير بالوثائق الرسمية وكذلك الشهادات المزورة قائلا: الآن مدير جامعة الكويت بالإنابة د.مشاري الحربي يعكف على مراجعة الشهادات منذ عام 2000 إلى الآن والتأكد من صحتها وانها حقيقية وليست مزورة، وهو إجراء فعلي في تطبيق القانون ومكافحة الفساد الإداري وليس الفساد المالي فقط.
واستطرد قائلا ان هناك سؤالا يتكرر باستمرار، وهو «وين احنا رايحين؟»، مجيبا بالقول: بكل ثقة أقولها رايحين لأفق أرحب وأجمل وأكثر أمن وسلام، فلدينا رؤية صاحب السمو الأمير بنقل الكويت لحال أفضل، رؤية تم تجسيدها في رؤية 2035.
وتحدث سمو الشيخ د.محمد الصباح عن التوجه لبناء اقتصاد مواز للاقتصاد النفطي قائلا: «نعتمد على مورد ناضب ويجب ان نأخذ العبر من تجارب الدول الأخرى»، مضيفا ان شعب الكويت واع لضرورة بناء اقتصاد جديد لا يعتمد على النفط بل يعتمد على الطاقات البشرية والقدرة على الإبداع، مشيرا إلى ان التاريخ يثبت ان أهل الكويت مبدعون فقد كانت أرض جرداء وشعبا مبدعا (قبل النفط) واستطاع ان يبني اقتصادا ونريد ان نعيد هذا المجد.
وبين ان المثلث الذي كان بين الكويت والهند وشمال أفريقيا الخاص بالطرق التجارية هو الذي حمى الكويت من المجاعات، كما ان هناك العديد من الهجرات التي وصلت إلى الكويت نتيجة المجاعات في نصف الجزيرة العربية ونجد، بحيث لم تمر الكويت بمجاعة بنفس ما مرت به الدول الأخرى نتيجة ذلك بفضل التجارة التي كان يبدع فيها أهل الكويت.
وبين سمو الشيخ د.محمد الصباح ان الكويت تمتلك موقعا جغرافيا مميزا وهناك نية لتعظيم الفائدة من هذا الموقع، حيث ان الكويت قريبة من مراكز ثقل بشرية واقتصادية بالعراق وايران بينما هي جزء من المنظومة الخليجية والحضن الذي يوفر لنا الطمأنينة اننا جزء من مجموعة الخليج، مشيرا إلى ان الكويت تستطيع ان تكون حلقة وصل بين المجموعة الخليجية والرحب الأوسع في شمال مجلس التعاون.
وتكلم عن مشروع السكك الحديدية سواء الربط السككي بين دول مجلس التعاون، حيث ان السكك ستنطلق من الكويت إلى دول شرق أسيا مرورا بدول كازاخستان وأوزبكستان وتربط جميع الطرق إلى الهند، كما ان هذا الطريق هو الحرير ويكون على سكك حديد، مشيرا إلى من المحتمل ايضا ان ينطلق شمالا من العراق مرورا بتركيا ومن ثم إلى دول أوروبا.
وقال ان الهدف من هذا الربط تعظيم الفائدة من الموقع الجغرافي للكويت، كما ان جميع هذا الربط سيكون في المناطق الشمالية والجنوبية في الكويت مما يسفر عنها «كويت جديدة».
وأضاف ان شمال جون الكويت سيكون مركزا لوجستيا متميزا يقدم خدمات لوجستية ضرورية لدول الجوار والمحيط الجغرافي للكويت، إلى جانب تقديم خدمات مالية ومصرفية وأسواق رأس المال، إلى جانب خدمات التعليم باستقطاب أفرع للجامعات العالمية المرموقة، وخدمات صحية بافتتاح افرع للمستشفيات العالمية، مما يجعل الكويت والشمال خصوصا منطقة جاذبة لاستخدام هذه الخدمات فتصبح الكويت منطقة جاذبة خصوصا منطقة الشمال.
وذكر الصباح ان هذه الرؤية لصاحب السمو، حيث كلف هذه الحكومة بأن تترجم هذه الرؤية، ولذلك أتينا ببرنامج عمل وهو الانطلاقة عبر سفينة الكويت المنطلقة إلى هذا الواقع ربما من خلال قائدها صاحب السمو وهو من بدأ هذه الانطلاقة خلال زيارته لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث بدأ الزيارة الأولى للمملكة العربية السعودية وبعدها إلى سلطنة عمان وبعدها إلى مملكة البحرين وبعدها إلى دولة قطر ودولة الإمارات، مؤكدا انه في كل محطة من هذه الزيارات كان الملف الاقتصادي ملفا رئيسيا في الحوارات وهو الموضوع الأساسي في حوار صاحب السمو الأمير مع قادة تلك الدول للتأكيد على تعزيز شبكة الروابط ليس سياسيا فحسب بل اقتصاديا أيضا.
وقال الشيخ د.محمد الصباح ان برنامج عمل الحكومة جاء ترجمة لرؤية القيادة السياسية ونريد طمأنة الناس بأن هناك رؤية وبرنامجا عمليا وواقعيا وعادلا ويقدم نموذجا من الاستدامة الاقتصادية التي نتحدث عنها وهو برنامج مصمم لاستيعاب القوى الشبابية.
وعلى صعيد متصل، قال الشيخ د.محمد الصباح: اننا ندرس حاليا تطبيق القطارات السريعة التي تتعدى سرعتها 300 كيلومتر في الساعة مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحمل الركاب من الرياض إلى الكويت واخرى للبضائع لربط الاقتصاد بين البلدين بشكل عالٍ من الكفاءة وبتكلفة معقولة وبسرعة لنقل البضائع وبهذه الطرق تكون اقل كلفة وأفضل للبيئة وتصل بالسرعة الممكنة.
وبين انه خلال زيارتنا إلى سلطنة عمان تم افتتاح مشروع كويتي ـ عماني يعد من اهم مصفافي التكرير المطلة على بحر العرب وخليج عمان وهو من المشاريع الرائدة على مستوى العالم ويشكل ارتباطا أماميا لاستخدام النفط الكويتي من خلال إصدار مواد متطورة من البتروكيماوية.
ولفت الشيخ د.محمد الصباح إلى انه تم كذلك مع الاخوة في البحرين وفي قطر وفي الإمارات لتعزيز هذه الشبكة من الروابط ليست فقط على المستوى السياسي بل يشمل الأمني والاقتصادي في كافة المجالات وهذه رؤية صاحب السمو.
وختم بالقول ان الكويت تملك الطاقات والفكر والإصرار والإرادة الجادة والمال، لتحقق التطور والازدهار، معربا عن تفاؤله بذلك.
التطور التكنولوجي
وتحدث الشيخ د.محمد الصباح عن اثر التطور التكنولوجي على طريقة إدارة الأعمال، وأبرزها مؤخرا أن الكثير لا يعلم أن موقع شركة «غوغل» وقع بأن يكون مركزها الرئيسي في الكويت، مما يساهم في توفير تكنولوجيا الاتصالات والتواصل، وهذا الأمر سوف يساهم بإلغاء الاستخدامات الورقية واستخدام العملة الإلكترونية، فضلا عن ان التكنولوجيا أصبحت عاملا محفزا ومطورا على المجتمعات وخاصة في ظل نقص العمالة الذي تساهم في سده، بالتالي فإن التكنولوجيا مهمة لتصبح حافزا ومطورا للأداء الاقتصادي الكويتي.
العلوم الإدارية
ذكر الشيخ د.محمد الصباح ان كلية العلوم الإدارية هي المكان الذي ارتبط به أكاديميا بعد عودته من الدراسة، لافتا الى ان الجامعة مرت بفترات صعبة خاصة بعد التحرير، الا انها نهضت وعادت للحياة، مشيرا الى ان ريادة جامعة الكويت في العالم العربي والشرق الأوسط لأنها تضم أعضاء هيئة تدريس مميزين.
تجربة ناورو
بمعرض تعليقه على تجربة جزيرة ناورو التي تحولت من دولة غنية إلى دولة فقيرة، بين أن في هذه التجربة يجب ان نأخذ العبر، قائلا: فقد كانت دولة غنية جدا في مورد ناضب ولكن سوء استغلال هذا المورد الناضب أدى إلى انتقال هذه الدولة من أعلى مستوى للدخل للفرد في العالم في عام 1991 – 1992 والآن تؤجر ارضها سجونا للاجئين حول العالم، فلهذه الدرجة انحدر فيها الوضع الاقتصادي.
هذه ليست مقارنة مع دولة الكويت لله الحمد، ولكن لابد ان نأخذ العبر من المآسي التي تمر بها الدول والمجتمعات، ولكن كما قال الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت بعد الكساد الذي حصل في عام 1929 كانت عنده جملة مشهورة «لا شيء يخوفنا سوى الخوف نفسه»، لذا فنحن لسنا خائفين لكن يجب ان نأخذ العبر من منطلق تفاؤل بتفادي الأخطاء التي وقعت بها دول أخرى.