النادي العلمي الكويتي في يوبيله الذهبي.. جهود حثيثة لاحتضان الشباب وإطلاق ابداعاتهم
على مدار 50 عاما أثبت النادي العلمي الكويتي صواب الرؤية التي انطلق منها عند تأسيسه المتمثلة في نشر الثقافة العلمية في المجتمع وتعزيز المستوى المعرفي لأعضائه وتهيئة البيئة المناسبة لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم المتنوعة.
ومع احتفال النادي العلمي غدا باليوبيل الذهبي لإنشائه يخطو ذلك الصرح الثقافي خطوة جديدة في تحقيق أهدافه الرامية إلى احتضان طاقات الشباب وتحفيزهم على العطاء المعرفي والبحث العلمي والابتكار ودفع عملية التنمية الشاملة في البلاد.
وشهد يوم 11 أغسطس العام 1974 تأسيس النادي الذي مثل حينها مبادرة كويتية رائدة في مجال الثقافة العلمية أطلقها عدد من الرواد الكويتيين الذين آمنوا بأهمية العلم في بناء المجتمع ودور المعرفة في تعزيز ثقافة الشباب وضرورة وجود مراكز علمية تحتضن الفتيان والشباب وتهيئ لهم البيئة المناسبة لإطلاق طاقاتهم الإبداعية.
ومنذ تأسيس النادي العلمي وهو يتبع وزارة الشؤون الاجتماعية ويعتبر إحدى جمعيات النفع العام ويديره مجلس إدارة مستقل مكون من تسعة أشخاص يتم انتخابهم دوريا.
ولدى انطلاق النادي أعلن أهدافه المتمثلة في المساهمة بنشر الثقافة العلمية بين فئات المجتمع والعمل على زيادة المستوى العلمي والكفاءة العلمية لدى المنتسبين في التخصصات المختلفة وتهيئة ورعاية البيئة العلمية المناسبة لهم وتوثيق وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية والتربوية والوطنية لديهم.
ومن أهداف النادي أيضا المساهمة في اكتشاف ميول المنتسبين وتوجيهها التوجيه السليم وتوثيق العلاقة بين النادي والأندية والمؤسسات العلمية الأخرى المحلية والعربية والعالمية وتنمية الاتجاه العلمي بين أعضائه وملء وقت فراغهم بأمور مفيدة.
ويؤدي النادي العلمي دورا بارزا في تدريب الشباب على ممارسة الهوايات العلمية والتعلق بها ويقدم لمنتسبيه العديد من الأنشطة كإقامة المعسكرات والملتقيات والندوات والمحاضرات والمسابقات والمعارض والرحلات العلمية.
ويساهم النادي في تدريب الشباب على التعايش مع الوسائل والآلات والأدوات ضمن ورش عمل تركز على الأعمال والمهارات والفنون العلمية في الأقسام والفروع القائمة فيه وإعداد وتنفيذ النشاطات العلمية المختلفة التي تساعد في التدريب على البحث العلمي والتجارب والأبحاث والمشاريع العلمية.
وإيمانا من النادي بأهمية دور الفتاة الكويتية وضرورة رعايتها من الجوانب العلمية والمعرفية فقد أسس العام 1986 إدارة خاصة للفتيات تلبية لحاجة ورغبة الفتاة الكويتية في وجود صرح تمارس فيه هواياتها وتستثمر وقت فراغها بما يعود عليها بالنفع ويفتح لها آفاقا جديدة للإبداع والابتكار.
وخلال العقود الخمسة الماضية تطورت أهداف النادي ونشاطاته انطلاقا من حرص إداراته المتتابعة على تعزيز دوره في المجتمع وتنويع مساهماته محليا وإقليميا وعالميا ومواكبة التطورات العلمية والتقنية الحاصلة في مجال المؤسسات العلمية النظيرة.
ومن أهم النشاطات الحالية للنادي (المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط) الذي أطلق النادي نسخته الأولى العام 2007 وبات يتبوأ مكانة رفيعة على خريطة معارض الاختراعات الدولية بما يعكس الدور الريادي للكويت في مجال دعم العلماء والعلوم على مستوى الشرق الأوسط.
وينظم النادي منذ العام 2012 مسابقة الكويت للعلوم والهندسة التي تعتبر أكبر مسابقة علمية في الكويت لفئة الطلبة قبل المرحلة الجامعية وتأتي تتويجا لرؤية واستراتيجية النادي في تفعيل البرنامج الوطني لرعاية ودعم الباحثين والمبتكرين الشباب.
وتعتبر هذه المسابقة تأهيلا لمسابقة (انتل) الدولية للعلوم والهندسة التي تقام سنويا في الولايات المتحدة وتستهدف الطلاب والطالبات من الصف التاسع إلى الثاني عشر من الفئة العمرية الواقعة بين 14 و18 عاما.
وفي أغسطس 2013 افتتح النادي (متحف العجيري الفلكي) الذي يحوي نحو 400 قطعة فلكية بجهود تطوعية من أعضاء إدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي تأكيدا على توجهاته بدعم الشباب الكويتي في هذا المجال وشغل أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة.
ووقع النادي خلال العقود الماضية اتفاقيات مع العديد من الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام والمنظمات الإقليمية والدولية لفتح آفاق جديدة من التعاون في المجالات التي يعمل فيها النادي وبما يحقق الأهداف المشتركة مع تلك الجهات ويسهم في تعزيز مكانة النادي وريادته محليا وإقليميا.
وحقق أعضاء النادي خلال السنوات الماضية إنجازات عديدة في مجال الاختراعات وحصلوا على مراكز متقدمة في المسابقات الاقليمية والعالمية ورفعوا راية الكويت عاليا في عدد من المحافل العلمية التي شاركوا فيها.
ويعكف النادي على وضع خطط مستقبلية مبنية على أسس علمية لتطوير نشاطاته المتنوعة واستخدام مناهج جديدة معتمدة دوليا والتعاون مع عدد من المؤسسات العلمية والشركات المرموقة لتطوير ورشه ومناهجه واجهزته التقنية.
ويحرص النادي على وضع استراتيجية متميزة وفق أسس مدروسة تلبي كل الطموحات واستحداث أقسام وإدارات جديدة تخدم جميع الفئات العمرية إضافة إلى وضع المخططات اللازمة لبناء صرح يليق بأبناء الكويت ويضم كل قطاعات النادي ويكون مؤهلا لإقامة فعالياته المختلفة.