بعد تصريحه الأول بأنه “لا يطلب أشياء مجنونة” من إدارة ليفربول، حتى تجديد عقده بالراتب الأغلى في تاريخ النادي، تحدث صلاح حول المسألة في أكثر من 6 مناسبات سابقة، منذ أن أعلن مدربه الألماني يورغن كلوب بدء التفاوض معه في أغسطس 2021، وسط تكهنات صحافية عديدة حول وجهته المقبلة وشروطه وتصرفات مثيرة للجدل من وكيله.
وأعلن ليفربول يوم الجمعة، أن صلاح مدد عقده لفترة طويلة مع النادي، وأشارت التقارير إلى أن قائد منتخب مصر سيبقى داخل أسوار “الريدز” حتى 2025 بـ350 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا.
وأبلغ كلوب موقع ليفربول على الإنترنت في أغسطس 2021: أنا منخرط في كل شيء تقريبا في النادي. ربما تحدث بعض المفاوضات بدوني، هذا من الممكن حدوثه، لكن بصرف النظر عن ذلك أعرف كل ما يتم في هذا الشأن. من الواضح أن صلاح يمر بلحظة جيدة حقا في مسيرته من حيث الأداء والحالة المزاجية، مع تبقي عامين على نهاية عقده، يمكنك أن تتخيل أنه توجد مفاوضات.. هذا كل شيء.
وقال صلاح البالغ 30 عامًا لشبكة سكاي سبورتس في أكتوبر الماضي خلال بداية الحديث عن عقده الجديد: أود البقاء حتى اليوم الأخير من مسيرتي الكروية لكن لا يمكنني قول الكثير عن ذلك. الأمر ليس بيدي. يعتمد الأمر على ما يريده النادي، وليس علي. في الوقت الحالي لا أستطيع أن أرى نفسي ألعب ضد ليفربول على الإطلاق. سيصيبني هذا بالحزن. الأمر صعب، لا أريد التحدث عنه، لكنه سيجعلني حزينا للغاية.. دعونا نر ما سيحدث في المستقبل.
وألقى صلاح الكرة في ملعب إدارة فريقه خلال مقابلة مع مجلة “جي.كيو” في يناير قائلًا: أريد أن أبقى، لكن هذا ليس في يدي. الأمر في يد النادي. يعرفون ما أريد. أنا لا أطلب أشياء مجنونة. عندما تطلب شيئا ويظهرون لك أن بإمكانهم إعطاءك هذا الشيء، يجب عليهم أن يفعلوا ذلك لأنهم يقدرون ما فعلته للنادي، أنا في عامي الخامس هنا الآن. أعرف النادي جيدا. أحب الجماهير والجماهير تحبني. لكن مع الإدارة، تم إبلاغهم بالموقف. الأمر في أيديهم.
وأكد هداف الدوري الإنجليزي بالموسم المنقضي أن الخلاف حول عقده الجديد مع إدارة الفريق ليس مسألة أموال فقط، وقال في تصريحات لمجلة “فور فور تو” في أبريل: لا أدري، يتبقى عام واحد على نهاية عقدي. أعتقد أن الجماهير تعرف ماذا أريد، لكن في العقد لا يتعلق الأمر بالمال على الإطلاق. لذلك لا أدري ولا أستطيع أن أخبرك ما الأمر بالضبط. لا أشعر بالقلق، لا أترك نفسي للقلق بشأن شيء ما. الموسم لم ينته بعد، لذلك دعونا ننهه بأفضل طريقة ممكنة، هذا أهم شيء ثم في العام الأخير سنرى ما سيحدث.
ثم عاد صلاح للإشارة إلى أهمية التركيز على الفريق خلال تلك الفترة الحرجة والحاسمة من موسم ليفربول أنه يفضل ألا يتحدث عن عقده الجديد الآن، مصرحًا لـ “سكاي سبورتس”: إنه موقف حساس، وأنا لست أنانيًا لأتحدث الآن عن عقدي في مرحلة حاسمة للفريق، أنا أركز الآن مع ليفربول على الفوز بجميع البطولات الممكنة وهذا هو الشيء الأهم.
وتابع: هناك العديد من الأشياء التي لا يعرفها الناس، لا يمكنني القول إنني سأجدد، ولا يمكنني أن أقول لا لن أجدد، تحدثت كثيرًا من قبل عما أريده، لكن مجددًا لا أريد الخوض في التفاصيل.
وقبل نهائي دوري أبطال أوروبا، أكد صلاح دفاعه عن ألوان ليفربول حتى نهاية عقده في مؤتمر صحافي: لا أريد التحدث عن العقد وتمديده الآن، أمامنا وقت طويل، بالتأكيد سأبقى في ليفربول الموسم المقبل، وسنرى ما يحدث بعد ذلك.
ليختتم الفائز بكأسي الرابطة والاتحاد عام 2022 تصريحاته عن العقد الجديد بعدما وضع الحبر على الورق يوم الجمعة معلنًا بقاءه رسميًا: الأمر استغرق وقتًا طويلًا لكن كل شيء انتهى الآن وحان الوقت للتركيز على ما هو قادم.
وانشغلت الصحافة العالمية بمتابعة أخبار عقد صلاح الجديد، مؤكدة أن العائق الأساسي هو رغبة صلاح في الحصول على 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا وهو ما لن تستطيع إدارة ليفربول دفعه بسبب هيكل الأجور بالنادي، ثم أشارت تقارير أخرى إلى أن صلاح اتفق مع برشلونة على الانتقال مجانًا إليهم عقب نهاية عقده.
وكشفت مصادر أخرى أن صلاح لا يريد الانتقال خارج حدود إنجلترا، وأنه لا يمانع اللعب لخصوم ليفربول إذا لم يصل مع النادي إلى صيغة تعاقدية جديدة، وحسم البعض وجهة صلاح المقبلة مؤكدين أن اللاعب سينتقل إلى ريال مدريد مقابل انتقال أسينسيو لليفربول، وأن النادي لن يتمسك به إذا وصل إليهم عرض يوازي 70 مليون يورو، فيما علّقت صحف أخرى أن ليفربول دخل مرحلة “اليأس” وبات مقتنعًا بأنه لن يستفيد ماديًا من صلاح بعد رحيله بالمجان في نهاية الموسم المقبل.
أما مدربه كلوب فقد بدا حديثه علنًا عن عقد صلاح الجديد بإبداء أمله ببقاء لاعبه: أنا سعيد بذلك لأنه لا يوجد شيء جديد يمكن قوله. هذا شيء جيد. الأطراف المعنيّة تتحدث مع بعضها بعضا وهذا كل ما أحتاجه، آمل أن يجدد قريبًا، وبعدها كشف عن صعوبة المفاوضات بين الطرفين وقال: ندرك تماما موقفه ونجري محادثات، تمديد عقد لاعب مثل صلاح ليس بالشيء الذي يمكن إنجازه خلال جلسة احتساء قدح من الشاي في فترة الظهيرة والتوصل لاتفاق بشأنه.
وبدا أن اليأس قد تسلل للمدرب الألماني ولم يعد واثقًا من بقاء هداف فريقه بعدما أبلغ الصحافيين قائلًا: يمكننا فعل المزيد، فعلنا كل ما بوسعنا من أجله، إنه قراره. كل شيء على ما يرام من جانبي. لم يحدث أي شيء بعد، لا يوجد توقيع أو رفض. يجب علينا الانتظار فقط ولا يوجد عجلة في الأمر. قبل أن تتغير نبرة كلوب اليائسة إلى مهاجمة نوع ما حينما أكد: لا يمكننا الانتظار لعشرة أعوام حتى يجدد اللاعبون تعاقدهم. علينا أن نفعل ذلك الآن. هذا ليس تهديداً، بل بصراحة هذه فقط البداية. هذه هي الخطة التي نسعى بجهد لتطبيقها.
وأشاد كلوب بصلاح عقب إعلان بقاء الأخير رسميًا مؤكدًا أن ما قدمه لليفربول حتى الآن “أسطوريّ” وأن أفضل لاعب إفريقي مرتين سابقًا “ينتمي لنا وليفربول ناديه”.
وكان للكولومبي رامي عباس وكيل صلاح دور مؤثر في إثارة الجدل حول موكله بعدما قام بنشر تغريدة تحتوي على العديد من الرموز التعبيرية الضاحكة بعد حديث يورغن كلوب بأن ليفربول “فعل كل شيء من أجل صلاح”، وذلك بعد تغريدته للإيطالي فابريزيو رونامو الصحافي المختص بأخبار الانتقالات والتي قال بها إنه يشعر ببعض الملل.
وبعد 11 شهرًا على بداية زوبعة العقد الجديد، توصلت جميع الأطراف لحل يرضيها ويُبقي صلاح باللون الأحمر لحين إشعار آخر.
