آراء ومقالاتثقافة وفنمنوعات

13 حقيقة ملهمة عن طه حسين/ من طفل عمى الى عميد الأدب العربي!

في عالمٍ يظن الكثيرون أن الإعاقة نهاية الأحلام، تبرز حقيقة ملهمة عن طه حسين: فقد بصره في طفولته، لكن بصيرته الفكرية أضاءت عوالم الأدب والفلسفة! فمن هو هذا الرجل الذي حوَّل الظلام إلى منارةٍ للعلم؟

حقيقة ملهمة عن طه حسين تُجيب: إنه الطفل الفقير الذي تسلق صخور التحديات ليصبح عميد الأدب العربي، ويُثبت أن الإرادة تصنع المستحيل.

13 حقيقة ملهمة عن طه حسين!

بين سطور هذه المقالة التي تجمع 13  حقيقة ملهمة عن طه حسين، سنكشف كيف حوَّل شكوكه إلى يقين، وصراعاته إلى إرثٍ خالد، ليظل اسمه علامةً على أن العقل أقوى من كل ظروف الزمن.

1. الدكتوراه من السوربون: لقاء ابن خلدون بدوركايم

أول حقيقة من 13حقيقة ملهمة عن طه حسين هي أن نال طه حسين درجة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1917 عن رسالته الثورية “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”، والتي أشرف عليها عالم الاجتماع الفرنسي الشهير إميل دوركايم، مؤسس علم الاجتماع الحديث. هذا اللقاء الفكري بين التراث العربي والفكر الغربي كان نواةً لرؤيته الإصلاحية.

حياة طه حسين المختصرة

2. التاريخ القديم: جسر بين الحضارات

الحقيقة الثانية من 13حقيقة ملهمة عن طه حسين هي أن عند عودته إلى مصر عام 1919، عُيّن أستاذاً للتاريخ القديم (اليوناني والروماني) في الجامعة المصرية. خلال هذه الفترة (1919-1925)، حوَّل منصبه إلى منصةٍ لربط الثقافة العربية بالحضارة اليونانية، مؤمناً أن فهم الحاضر يتطلب استيعاب الماضي.

3. ثلاثية اليونان: إحياء التراث في صيغة عصرية

أصدر بين عامي 1920 و1925 ثلاثة أعمال رائدة:

  • “صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان” (1920): أول ترجمة عربية لمسرحيات يونانية.
  • “نظام الأثينيين” (1921): دراسةٌ عن الديمقراطية اليونانية كمرآةٍ لتطلعات مصر الوطنية.
  • “قادة الفكر” (1925): تحليلٌ لفلسفة القيادة عبر العصور.

من هو طه حسين؟

4. الدكتوراه المصرية: أبو العلاء المعري برؤية سيكولوجية

حصل على درجة الدكتوراه الأولى من الجامعة المصرية عام 1915 عن رسالته “ذكرى أبي العلاء”، التي اعتُبرت أول دراسة عربية تطبق المنهج النفسي والاجتماعي في تحليل الأدب، مُثبتاً أن الشاعر الأعمى لم يكن مجرد ناقمٍ، بل فيلسوفاً يعكس أزمات عصره.

اقرأ ايضاً
15 حقيقة طبية عن الشتاء تجعلك مستعدا لمواجهة البرد!

5. حوار الحضارات: اليونان مفتاح أوروبا

آمن طه حسين بأن الثقافة العربية لا يمكن أن تنغلق، فدعا إلى حوارٍ جريء مع التراث اليوناني، معتبراً إياه جذر الحضارة الأوروبية. كتب: “لن يفهم العربي ملحمة “الفردوس المفقود” لميلتون دون أن يقرأ “الإلياذة” لهوميروس!”.

6. “نظام الأثينيين”: الديمقراطية كفكرةٍ حية

في كتابه “نظام الأثينيين”، لم يكتفِ بترجمة النص اليوناني، بل قدمه كدليلٍ عملي للإصلاح السياسي في مصر، مشيراً إلى أن الديمقراطية ليست شعاراً، بل عملية تطور مستمرة: “هذا الكتاب يُظهر كيف تنمو الحرية كالنبات، ببطءٍ وصبر”.

كيف نال طه حسين هذه الرتبة من النجاح؟

7. “قادة الفكر”: القيادة ابنة بيئتها

أكد في كتابه “قادة الفكر” أن العبقرية الفردية وليدة ظروفها التاريخية، فـسقراط وكانط وابن رشد لم يخلقوا من فراغ، بل هم ثمرة تفاعلٍ بين العقل والزمن.

8. رحلة الربيع: اليونان في روح العربية

في كتابه “رحلة الربيع” (1948)، مزج بين السرد الأدبي والتحليل الفلسفي، ليُظهر كيف يمكن للثقافة العربية أن تستلهم من اليونان دون أن تفقد هويتها، مُشيداً بـأفلاطون كـ”أستاذ للإنسانية جمعاء”.

9. الأسلوب الكلاسيكي: موسيقى العقل والعاطفة

تميز أسلوبه بـالتوازن بين المنطق والشعر، حيث الجملة الواحدة تجمع بين عمق الفكر ورشاقة اللغة. يقول النقاد إن هذا الاندماج نتج عن تلاقي المنهج اليوناني (المنطق) مع البيان العربي (البلاغة).

10. الشك طريقاً إلى اليقين: منهج ديكارت العربي

تبنى طه حسين الشك المنهجي الذي قال عنه: “الشك هو الباب الذي لا بد من دخوله للوصول إلى الحقيقة”، مُحاكياً فلسفة رينيه ديكارت، لكنه طبَّقه على التراث العربي، مما أثار عواصف جدلٍ، خاصة في كتابه “في الشعر الجاهلي“.

11. معاركه الفكرية: هجوم الأزهر ودفاع النخبة

واجه هجوماً عنيفاً من المؤسسة الدينية بسبب آرائه الجريئة، مثل تشكيكه في صحة بعض الشعر الجاهلي، لكنه حظي بدعم مثقفي عصره مثل عباس محمود العقاد، الذي وصفه بأنه “جسر بين عصرين”.

12. إصلاح التعليم: من الجامعة إلى القرية

عندما أصبح وزيراً للمعارف عام 1950، أطلق شعاره الشهير: “التعلم كالماء والهواء حق لكل مواطن”، فأنشأ مئات المدارس في القرى، ودعم تعليم الفتيات، وحوَّل الجامعة المصرية إلى جامعةٍ حكومية مجانية.

هل طه حسين مسلم؟

13. الإرث العالمي: ترجماتٌ تسبق عصره

تُرجمت أعماله إلى 15 لغة، منها الفرنسية والإنجليزية والصينية. في عام 1973، اختارته اليونسكو شخصيةً عالميةً في مجال الثقافة، تقديراً لدوره في بناء حوارٍ حضاريٍّ لا يزال صاخباً حتى اليوم.

الخلاصة: عقلٌ يتحدى الظلام

رغم فقدانه البصر في طفولته، استطاع طه حسين أن “يرى” بعين العقل ما عجز عنه المبصرون. لقد كان رائداً في زمنٍ لم يُرحب بالرواد، لكن إرثه يُثبت أن الأفكار لا تُقتل، بل تُولد من جديد كلما احتاجتها الإنسانية.

المصدر: كويت24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى