أزمة قديمة عادت بالعراق بشكل جديد و عادت المشاكل في حياة الشعب العراقي. أعلنت وسائل الاعلام العراقية بأن التوتر أدى الى 20قتيلا و 350 جريحا.
أزمة قديمة عادت بالعراق بـشكل جديد
بعد ما واجه الصدر المخالفة من قبل عدة من الأحزاب الشيعية فيما يدعى الاطار التنسيقي، بدأ أولا بتمهيل خصومه بساعات تتراوح من 24 الى72 لعودتهم الى البرلمان ليشاركوا في عملية انتخاب رئيس الوزراء الذي لم يأت بنتيجة و بعد ذلك كسبت التطورات زخما متصاعدا في هذا المجال بنشر مقاطع صوتية من قبل علي فاضل.
تسريبات المالكي
جائت المفاجأة في 2022/7 مع نشر ناشط عراقي مقيم في أميركا، علي فاضل تسريبات صوتية التي نسبه لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي التي أججت شعلة فتيل التوتر و من بعده تصاعد حد التوتر.
- استغل التيار الصدري الفرصة و غير الملعب السياسي لصالحه. في أول خطوة له طالب الزعيم الصدري بحل البرلمان و اجراء انتخابات مبكرة مشروطة بشروطه.
- و كتب في تغريدته: “ربما يقول قائلا ان حل البرلمان يحتاج الى عقد جلسة برلمان ليحل نفسه كلا، فان فيه كتلا متمسكة بالمحاصصة و الاستمرا على الفساد ولن يرضخوا لمطالبة الشعب بحل البرلمان.”
- و تابع الزعيم الصدري أن: “حل البرلمان غير منحصر بذلك.
- و بعد ذلك وجه كلامه الى الجهات القضائية المختصة و بالأخص رئيس مجلس القضاء الأعلى قائلا: “آملا منهم تصحيح المسار و خصوصا بعد إنتهاء المهل الدستورية الوجيزة وغيرها للبرلمان باختيار رئيس الجمهورية و تكليف رئيس الوزراء بتشكيل حكومة محاصصاتية فضلا عن الأغلبية الوطنية أو المستقلة و بعيدا عن الوجوه القديمة الكاحلة التي يأس منها الشعب و التي ان لم تك فاسدة فهي اما قاصرة أو مقصرة.”
- وأردف مقتدى الصدر أن “على القضاء العراقي أن يقوم بحل البرلمان بعد تلك المخالفات الدستورية أعلاه…خلال مدة لا تتجاوز نهاية الأسبوع القادم و تكليف رئيس الجمهورية مشكورا بتحديد موعد انتخابات مبكرة مشروطة بعدة شروط” الذي قال أن يعلنها لاحقا.
- و في النهاية طالب جميع الثوار بما في ذلك الصدريين و “نواب آخرون و كل محبي الوطن تقديم دعاوى رسمية للمحكمة الاتحادية وبطرق قانونية ومن خلال مركزية اللجنة المشرفة على الاعتصامات لتقوم بتقديمها إلى الجهات القضائية المختصة.”
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) August 10, 2022
و كما كان من المتوقع، الاطار التنسيقي رفض ما قاله الصدر و طالب “الحل في اطار القانون” حسب ما نقلته وسائل الاعلام. و هذا كان نقطة انطلاق ما كتبناه في العنوان: أزمة قديمة عادت بالعراق بـشكل جديد.
رد المالكي على الصدر
- قال رئيس ائتلاف دولة القانون في تصريح أنه يرفض اجراء انتخابات مبكرة قبل أن يعود مجلس النواب للانعقاد و أردف أن “العراق بلد المكونات، و لايمكن أن تفرض ارادة عليه الا ارادة كامل الشعب و عبر مؤسساته الدستورية التي يمثلها مجلس النواب المنتخب”.
- و أضاف: “لاحل للبرلمان و لا تغيير للنظام ولا انتخابات مبكرة الا بعودة المجلس للانعقاد وهو من يناقش هذه المطالب، وما يقرره نمضي به”.
- و رأى بعض المحللون السياسيون أن التسريبات نشرت و “هي في اطار تخطيط مسبق لاثارة الأزمه السياسية في عراق” كما عبرو عنه. مهما كان جذور التسريبات، الا و أنها أثارت ضجيجا و توترا كبيرا في مشهد السياسي العراقي و أزمة قديمة عادت بالعراق بـشكل جديد.
الشارع يدخل في الصراع…
بعيد ما خاب أمل صدر من الحل السياسي أجرى مرحلة الثانية من خطته و دعا أنصاره الى الشوارع و شدد ببقائهم في حتى الحصول الى ما كان يتمناه بما في ذلك عدم ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة.
1.اقتحام منطقة الخضراء ببغداد
أول ما قام أنصار تيار الصدري باقتحامها هي منطقة الخضراء التي كانت تتعرض باقتحامات كثيرة منذ تشكيلها و دخل المتظاهرين البوابة الرئيسية التي لم يدخلها المتظاهرين من قبل و هذا هو أحد أسباب الذي قلنا أزمة قديمة عادت بالعراق بـشكل جديد لأن اقتحام منطقة الخضراء تعد من امور التقليدية لتعبير الشعب عن قلقهم ولكن الدخول من البوابة الرئيسية لم يحدث ذلك حتى الآن.
البوابة الرئيسية تؤدىي الى المناطق الحساسة في هذه المنطقة المحصنة بما في ذلك مجلس الوزراء، و مجلس القضاء الأعلى.
2.اقتحام البرلمان
- دخلوا الآلاف من أنصار تيار الصدري قاعة البرلمان العراقي بعد ما اقتحموا المنطقة الخضراء الشديدة التحصين و عبروا عن فعلهم هذا أنهم يرفضون ترشيح محمد شياع السوداني كرئيسا للوزراء.
- و وفقا لوسائل الإعلام وقعت هناك مواجهات بين المتظاهرين و قوى الأمنية المعنية بحماية منطقة الخضراء. التي أستفيدت اثرها قنابل الغاز المسيلة للدموع.
- و بعد ذلك وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بيانا الذي كان يشير الى تعطيل الدوام الرسمي في كافة المؤسسات الرسمية.
اقتحام البرلمان العراقي
3.اقتحام مجلس القضاء الأعلى
- بعد ما دخلوا المتظاهرين قاعة مجلس القضاء الأعلى و ناموا فيه، رد عليه رئيس مجلس النواب العراقي في تغريدة على أنه يؤيد “إجراء التظاهرات وفق الاجرائات القانونية وبما يتوافق مع الدستور حفاظا على البلاد و مؤسساتها و لا يجب الخلط بيننا و بين النظام القضائي الذي نلجأ اليه جميعا”.
- و أردف حلبوسي “نأسف لما وصلنا اليوم، البرلمان مغلق، مجلس القضاء الأعلى مغلق، الحكومة تعمل على دفع الأمور الى الأمام”.
- و أضاف” يجب علينا جميعا الالتزام بالدستور و إنقاذ البلاد من هذه الأزمة الشديدة بالمسؤولية”.
المرحلة النهائية لثورة الصدرية
1.اعتزال المرجع الديني سيدكاظم الحائري عن المرجعية
- في 28 أغسطس/آب 2022 نشر مكتب المرجع الديني بيان أعلن فيه اعتزال سيد الحائري عن العمل المرجعي و هذا العمل أثار غضب مقتدى الصدر في العراق الذي أدى باعتزاله كما نأتي به.
- و نص البيان التي أنشرته موقع التابع لمكتب سيد الحائري فيما يلي:
- بسم الله الرحيم الرّحيمالحمد لله زنة عرشه ومداد كلماته وما أحصاه كتابه وأحاط به علمه، والحمد لله حمداً يليق بكرم وجهه وعزّ جلاله. والصلاة والسلام على نبيّ الله الذي أرسله رحمة للعالمين محمّد بن عبد الله وعلى أهل بيته الطاهرين.
- قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَها﴾ سورة البقرة: الآية: ٢٨٦. صدق الله العليّ العظيم.
- لا شكّ في أنّ من أهمّ المسؤوليات وأعظم الأمانات في عصر غيبة الإمام الحجّة (عجّل الله تعالى فرجه) تولّي الفقهاء الجامعين للشرائط شؤون الاُمّة وحماية مصالحها عامّة وخاصّة، من خلال الإفتاء وبيان الأحكام الشرعيّة، وإعطاء الإرشادات والتوجيهات، وكلّ ما من شأنه حفظ كيانها وعزّتها ودرء المخاطر عنها.
- وبعدما وفّقني الله تعالى للتتلمذ على يد اُستاذي آية الله العظمى السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) تحمّلت هذه المسؤوليّة وبذلت قصارى جهدي لتحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها بحدود استطاعتي، ورعاية العمل الإسلاميّ في عراق الحسين (عليه السلام) ونصرة الإسلام الأصيل، وحماية المؤمنين وخصوصاً المجتمع العراقيّ من مكائد المستعمرين الأجانب.
- ومن الواضح أنّ من ضروريّات القيام بهذه المسؤوليّة العظيمة هو توفّر الصحّة البدنية والقدرة على متابعة شؤون الاُمّة، ولكن اليوم إذ تتداعى صحّتي وقواي البدنية بسبب المرض والتقدّم بالعمر، صرت أشعر بأنّها تحول بيني وبين أداء الواجبات الملقاة على كاهلي -كما اعتدت على النهوض بها سابقاً- بما لا يحقّق الكمال والرضى.
- لذا اُعلن عدم الاستمرار في التصدّي لهذه المسؤوليّة الثقيلة والكبيرة، وإسقاط جميع الوكالات والاُذونات الصادرة من قبلنا أو من قبل مكاتبنا وعدم استلام أيّة حقوق شرعيّة من قبل وكلائنا وممثّلينا نيابة عنّا اعتباراً من تاريخ إعلاننا هذا.
- ولابدّ ليّ من كلمات أخيرة اُوصي بها أبنائي المؤمنين:
- أوّلاً: على جميع المؤمنين إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة سماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي (دام ظلّه)، فإنّ سماحته هو الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف التي تكالبت فيها قوى الكفر والشرّ ضدّ الإسلام المحمّدي الأصيل.
- ثانياً: اُوصي أبنائي في عراقنا الحبيب بما يلي:
- أ- الحفاظ على الوحدة والانسجام فيما بينهم وعدم التفرقة، وأن لا يفسحوا المجال للاستعمار والصهيونيّة وعملائهم بإشعال نار الفتنة والتناحر بين المؤمنين، وأن يعلموا أنّ عدوّهم المشترك هو أمريكا والصهيونيّة وأذنابهم، فليكونوا أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم.
- ب- تحرير العراق من أيّ احتلال أجنبي ومن أيّ تواجد لأيّة قوّة أمنية أو عسكريّة، وخصوصاً القوّات الأمريكية التي جثمت على صدر عراقنا الجريح بحجج مختلفة، وعدم السماح ببقائها في العراق بلد المقدّسات، وإنّ إبقاءهم يعتبر من أكبر المحرّمات عند الله تعالى، كما بيّنا ذلك في بيانات سابقة.
- ج- أدعو المتصدّين للمناصب والمسؤوليّات للقيام بوظائفهم الشرعيّة والتي عاهدوا الشعب على تحقيقها، والابتعاد عن المصالح الشخصيّة والفئوية الضيّقة، التي جرّت الويلات على أبناء الشعب العراقيّ المظلوم. ففي ذلك أمان لهم وعزّة للشعب واستقرار للبلاد.
- د- على العلماء وطلبة الحوزة الدينيّة والنخب الثقافية والكتّاب الواعين والمخلصين العمل على توعية أبناء الشعب، حتّى يميّزوا بين العدوّ والصديق ويدركوا حقيقة مصالحهم ولكي لا يتمّ استغفالهم والاستخفاف بهم ونزع الطاعة منهم فيما لا يعرفونه ولا ينفعهم، وحتّى يتعرّفوا على مكائد الأعداء ومؤامراتهم فيستأصلونها، أو على الأقل لا يقعون فريسة لأهدافهم المغرضة والضالّة.
- ھ- على أبناء الشهيدين الصدرين (قدّس الله سرّهما) أن يعرفوا أنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب، ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين (رضوان الله تعالى عليهما)، أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعيّة فهو -في الحقيقة- ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب.
- و- اُوصي جميع المؤمنين بحشدنا المقدّس ولابدّ من دعمه وتأييده كقوّة مستقلّة غير مدمجة في سائر القوى، فإنّه الحصن الحصين واليد الضاربة والقوّة القاهرة للمتربّصين بأمن البلاد ومصالح أهلها إلى جانب باقي القوّات المسلّحة العراقيّة، كما بيّنّا ذلك وأكّدناه مراراً”.
2.اعتزال مقتدى الصدر عن العمل السياسي
- بعدما أعلن سيد كاظم الحائري اعتزاله عن العمل المرجعي، أعلن زعيم الصدري في تغريدة عن أعتزاله من العمل السياسي و بعد ذلك دخلت الأزمة في مرحلتها النهائية و هي صراع البندقيات التي أدت الى كثير من القتلى و الجرحى.
- و كتب في تغريدته: “يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا، إن ذلك بفضل ربي أولا ومن فيوضات السيد الوالد قدس سره الذي لم يتخل عن العراق وشعبه”.
- و أضاف:” على الرغم من استقالته، فإن النجف الأشرف هي المقر الأكبر للمرجعية كما هو الحال دوما.. وإنني لم أدع يوما العصمة أو الإجتهاد ولا حتى (القيادة) إنما أنا آمر بالمعروف وناو عن المنكر ولله عاقبة الأمور”.
- و تابع الصدر:” ما أردت إلا أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم الى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته عسى أن يكون بابا لرضا الله عنهم.. وأنى لهم هذا”.
- و أكمل أنه “على الرغم من تصوري أن اعتزال المرجع لم يكن من محض إرادته.. وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضا.. إلا إنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الإعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام.. والكل في حل مني.. وإن مت أو قتلت فأسالكم الفاتحة والدعاء”.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) August 29, 2022
3.صراع البندقيات
أزمة قديمة عادت بالعراق بـشكل جديد و هذا لما نشرته المواقع و منصات التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو التي كانت تشير الى أن العراق على وشك الحرب الأهلية الشاملة و هي سبب آخر لما قلناه من أزمة قديمة عادت بالعراق بـشكل جديد.
4.انتقاد مقتدى الصدر أنصاره/”القاتل و المقتول في النار”
أعرب مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي عن ادانته مما جرى من قتال و حرب أهلية يوم أمس و قام بإدانته و أمهل أنصاره ساعة واحدة للانسحاب من أمام البرلمان و منطقة الخضراء و شدد أن المتضرر الوحيد هو شعب العراقي.
و أشاد مقتدى الصدر موقف القوى الأمنية و حشد الشعبي من ما سماه “الثورة” و أكد أنه كان من مدعمي الثورة السلمية ولكن بعد ما جرى من قتال و عنف لا يدعم أي حركة سليمة كانت أو غير سلمية.
من أعظم أسباب التي دفعتنا لأن نقول هذه الأزمة هي أزمة قديمة عادت بالعراق بـشكل جديد، هي ما قالها مقتدى من اعتذار من الجمهور و ادانة أنصاره.
