قالت البحرية الأمريكية، الثلاثاء، إنها عثرت على 70 طناً من وقود الصواريخ الايرانية مخبأة بين أكياس الأسمدة على متن سفينة متجهة إلى اليمن قادمة من إيران، وهي أول عملية ضبط من هذا النوع في الحرب المستمرة منذ سنوات في ذلك البلد مع انهيار وقف إطلاق النار هناك.
ما هو وقود الصواريخ الايرانية؟
وفق ما نقلته قناة abc الاخبارية قالت البحرية إن كمية فوق كلورات الأمونيوم التي تم اكتشافها يمكن أن يستخدم كـ وقود الصواريخ الايرانية لاكثر من عشرة صواريخ باليستية متوسطة المدى، وهي نفس الأسلحة التي استخدمها الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران لاستهداف كل من القوات المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في البلاد والتحالف الذي تقوده السعودية.
تأتي جهود إعادة التسلح على ما يبدو في الوقت الذي هددت فيه إيران المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ودول أخرى على مدى أشهر الاحتجاجات التي دعت إلى الإطاحة بالنظام الديني في الجمهورية الإسلامية. وتلقي طهران باللوم على القوى الأجنبية في إثارة الاحتجاجات ولم ترد بعثة الحوثيين وإيران لدى الأمم المتحدة على طلبات للتعليق لكنهم أدانوا احتجاز أسطول بقيادة السعودية لناقلة نفط الديزل التي ترفع علم بنما، ريد روبي، قبالة ميناء الحديدة اليمني، ووصفوه بأنه “عمل من أعمال القرصنة”.
“هذا النوع من الشحنات والكم الهائل من المواد المتفجرة و وقود الصواريخ الايرانية هو مصدر قلق خطير لأنه يزعزع الاستقرار”، قال القائد. قال تيموثي هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية في الشرق الأوسط ، لوكالة أسوشيتيد برس. “النقل غير القانوني للأسلحة من إيران إلى اليمن يؤدي إلى عدم الاستقرار والعنف.”
قالت البحرية الأمريكية إن سفينة خفر السواحل الأمريكية USCGC John Scheuerman ومدمرة الصواريخ الموجهة USS The Sullivans أوقفت سفينة شراعية خشبية تقليدية تُعرف باسم مركب شراعي في خليج عمان يوم 8 نوفمبر. خلال عملية بحث استمرت أسبوعًا، اكتشف البحارة أكياسًا من فوق كلورات الأمونيوم مخبأة داخل ما بدا في البداية أنه شحنة من 100 طن من اليوريا. كما يمكن استخدام اليوريا، وهو سماد، في تصنيع المتفجرات و كـ وقود الصواريخ الايرانية لدى الحوثيون.
تم وزن المركب الشراعي بسبب الشحنة لدرجة أنها شكلت خطرًا على الشحن القريب في خليج عمان، وهو طريق يؤدي من مضيق هرمز، المصب الضيق للخليج الفارسي، إلى المحيط الهندي. قال هوكينز إن البحرية انتهى بها الأمر بإغراق السفينة مع وجود الكثير من المواد على متنها بسبب الخطر.
وسلمت السفينة سوليفان الطاقم اليمني الأربعة إلى حكومة البلاد المعترف بها دوليًا يوم الثلاثاء.
كيف تم اكتشاف هذه السفينة؟
وردا على سؤال حول كيفية علم البحرية بإيقاف السفينة التي كانت تحمل وقود الصواريخ الايرانية، قال هوكينز فقط إن البحرية عرفت من خلال “وسائل متعددة” أن السفينة تحمل الوقود وأنها جاءت من إيران متجهة إلى اليمن. ورفض الخوض في التفاصيل.
قال هوكينز: “بالنظر إلى حقيقة أنه كان على طريق يستخدم عادة لتهريب أسلحة ومخدرات غير مشروعة من إيران إلى اليمن، فإنه يخبرك حقًا بما تحتاج إلى معرفته”. “من الواضح أنه لم يكن المقصود به الخير.” و نفعل كل ما بوسعنا لمنع ايران بتزويد الحوثيون بالـ وقود الصواريخ الايرانية.
وهل توقف هذه السفينة يعرقل عملية دعم إيران بالسلاح لليمن؟
وأضاف إن السفينة التي تم ضبطها كان بها طاقم من أربعة يمنيين وكانت تحمل 100 طن من سماد اليوريا و هذه ليست المرة الأولى التي تصادر فيها السفن الحربية الأمريكية مادة اليوريا المهربة.
- في 18 يناير، صادرت المدمرة التي تعمل بالصواريخ الموجهة كول وسفينة دورية شينوك الساحلية 40 طناً من الأسمدة من قارب صيد في خليج عمان كان قد تم ضبطه في السابق وهو يهرب أسلحة إلى الصومال.
- كما قارب الصيد الذي صعد على متنه في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر)، لفتت انتباه سفينة دورية ساحلية للإعصار وفنيي التخلص من الذخائر المتفجرة التابعة للبحرية من فرقة المهام 56 التابعة للأسطول الخامس. وقال مسؤولو البحرية إنه بعد تصنيف المواد المتفجرة لمدة خمسة أيام، أغرقت القوات الأمريكية قارب الصيد لأنه أصبح “خطرًا على الملاحة للشحن التجاري”.
كما هو من الواضح أن ضبط هذه السفينة لا يعرقل عملية دعم إيران بالسلاح لليمن و ايران خبيرة في الالتفاف على العقوبات الغربية الشديدة و كسبت هذه الخبرة من ما يقارب من 45 سنة من العقوبات.
حصل الحوثيون في سبتمبر2014 على الحكم في اليمن بعد ثورة شعبية ولكن المملكة العربية السعودية رفضت الاعتراف بالحوثيون كدولة في اليمن و هذا كان مبرر لشن حرب شاسع على اليمن من قبل السعودية و حلفائها بما في ذلك قطر و إمارات العربية المتحدة و بدعم استخباراتي و أيضا من حيث الأسلحة من قبل أمريكا و الدول الأوروبية.
وانتهى وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر في حرب اليمن، وهو الأطول في الصراع، في أكتوبر / تشرين الأول على الرغم من الجهود الدبلوماسية لتجديده. وقد أدى ذلك إلى مخاوف من أن الحرب قد تتصاعد مرة أخرى. وقتل أكثر من 150 ألف شخص في اليمن خلال القتال بينهم أكثر من 14500 مدني.
