الحرب الأهلية الأمريكية جاري الاندلاع!/ هل تنفصل تكزاس عن أمريكا؟
الحرب الأهلية الأمريكية على وشك الاندلاع من ولاية تكزاس ولكن علينا أن نتعرف على هذه الولاية الأمريكية التي تتفوق على روسيا وكندا وايطاليا بحجم اقتصاد يصل الى 2 ف4 تريليون دولار و تتمتع بأفضل بيئة لإنشاء الأعمال وتنتج يوميا أكثر من 5 ملايين برميل من النفط وهي الأكثر تصديرا للرقائق الإلكترونية والأكثر إنتاجا للسلع التكنولوجية.
يوجد فيها 1450 مطارا بين عام وخاص و1 ميناء بحريا. لا أحد يمكن أن يتخيل أننا نتحدث هنا عن ولاية أمريكية، نعم هي ولاية أمريكية وليست دولة عظمى تتحكم في اقتصاد العالم.
- 1. هل كانت ولاية تكساس محلاً لتوترات خلال الحرب الأهلية الأمريكية؟
- 2. هل كان لخلاف ولاية تكساس دور في إشعال نيران الحرب الأهلية الأمريكية؟
- 3. هل تعود جذور النزاع بين ولاية تكساس والحكومة المركزية إلى الحرب الأهلية الأمريكية؟
- 4. هل شهدت ولاية تكساس أحداث بارزة خلال الفترة التي اندلعت فيها الحرب الأهلية الأمريكية؟
- 5. هل كانت الحرب الأهلية الأمريكية السبب في تصاعد الخلافات بين ولاية تكساس والحكومة المركزية؟
ولو كانت دولة لاحتلت المرتبة الثامنة على مستوى العالم. وهنا يمكنك عزيزي المشاهد أن تتخيل ماذا ستخسر الولايات المتحدة لو خسرت تكساس، تلك الولاية التي كانت مكسيكية واليوم تحارب المكسيك والمكسيكي، المدينة التي اشتعلت وانتفضت بوجه بايدن والمحكمة العليا.
وبات شبح الحرب الأهلية يخيم عليها وذلك بعد أن تحدى حاكم الولاية جريك أبوت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورفض إزالة الأسلاك الشائكة التي تحد من تقدم المهاجرين في الحدود الجنوبية مع المكسيك. دعمه في توجهه هذا عدد من حكام الولايات الأخرى وكذلك الرئيس السابق دونالد ترامب.
فكيف أصبحت تكساس أم الولايات المتحدة والمدينة المولدة للثروات والأموال؟
في الأيام الأولى للاستكشاف والاستيطان من قبل الإسبان قبل قرون، كانت تكساس تمثل منطقة شاسعة وغير آمنة وقليلة السكان ذات قيمة اقتصادية منخفضة. وخلال العقدين الأوليين من القرن التاسع عشر كان سكان الإقليم فقراء للغاية.
حتى بالمعايير الحدودية كانت المنطقة شاسعة جدا وقليلة السكان. وازدهار التجارة في المنطقة المقفرة يبدو ضربا من ضروب الخيال. بعد عرفت المدينة زراعة القطن وتوسعت تلك الزراعة حتى أصبح اقتصاد المدينة قائما على ذلك.
الحرب الأهلية الأمريكية
بعد نهاية الحرب الأهلية الأمريكية استمر إنتاج القطن في الزيادة بشكل كبير مع مد خطوط السكك الحديدية واختراع حلج القطن وتحسين ضغط القطن إلى جانب السكك الحديدية لتسهيل الشحن. أصبح القطن هو الملك في اقتصاد تكساس، حيث جذب قدرا كبيرا من رأس المال وقوة العمل والتطور التكنولوجي.
كما نمت الصناعات الأخرى ضمن القطاع الزراعي الأوسع بما في ذلك تربية الماشية وتجارة الأخشاب وزراعة الذرة في العشرينيات من القرن الماضي، بدأت أهمية القطن بالتراجع بسبب انخفاض الطلب خلال فترة الكساد الكبير. وفقد القوى العاملة خلال الحرب العالمية الثانية. في الوقت نفسه، بدأ النفط في اكتساب أهمية متزايدة، وبعد الاكتشافات المتزايدة من النفط، بدأت الصناعة في التبلور، بما في ذلك خطوط الأنابيب ومصافي النفط على سواحل الخليج.
ساعد نجاح صناعة النفط والغاز الطبيعي في تنويع اقتصاد تكساس، التي كانت الزراعة تهيمن عليها، مما أعطى للمدينة أهمية اقتصادية جديدة. أعتمدت الدولة على إنتاج ما يسمى السلع الأولية. وبعد الحرب الثانية، ظهرت تكساس كقاعدة مهمة وواعدة للإنتاج الصناعي، وأُنشئت فيها العديد من مراكز النقل في صناعة السفر الجوي الجديدة.
وتأسست المدينة كمركز للأبحاث التكنولوجية المتقدمة. تمتعت هذه الصناعات جزئياً بتشجيع كبير وأموال من الحكومة الفيدرالية، خاصة في صناعة الطيران. وخلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، أدت سباقات التسلح والفضاء إلى إنشاء مؤسسة “ناسا” بالقرب من هيوستن.
وفي المقابل، أنتجت صناعة الطيران نموًا في الصناعات ذات الصلة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصناعة الطيران وصناعات الحجوزات. السفر ليست ولاية، إنما دولة تكساس، من صناعة البتروكيماويات وتربية الماشية والزراعة، إلى تحفيز الابتكار في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والهندسة والفضاء. بهذا الشكل، تألقت تكساس وتفوقت على دول باكملها. 30 مليون نسمة يعيشون هنا في هذه الولاية، التي تعد ثاني أكبر ولاية في أمريكا.
الأمر الذي أكسبها أهمية كبيرة في المشهد السياسي الأمريكي، وهي ثاني أكبر قوة عمل مدنية على الأرض حيث يعمل فيها أكثر من 14 مليون نسمة من الأشخاص الذين يمتلكون مهارات عالية. وامتد تفوقها إلى عالم الموسيقى، حيث تحمل عاصمتها أوستن لقب عاصمة الموسيقى الحية في العالم.
على مستوى الطاقة، تنتج تكساس حوالي ربع الغاز الطبيعي للولايات المتحدة، وبسبب المناخ المريح في الأعمال وانعدام ضريبة الدخل، أصبحت الولاية تجذب الشركات ورجال الأعمال من أمريكا وجميع دول العالم، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على اقتصاد الولاية ويزيد من نموها عاماً بعد عام.
وتُعتبر الولاية مركزًا رائدًا لإنتاج الطاقة النظيفة، حيث تجاوز إنتاجها من طاقة الرياح الطاقة المولدة بالمفاعلات النووية وكذلك طاقة الفحم. وتتمتع الولاية بأكبر مزارع للرياح في العالم على مستوى الفضاء والطيران.
برزت تكساس كقاعدة رائدة في مجال الفضاء والطيران، حيث يعمل فيها ما يقرب من 150 ألف شخص، وهو أعلى رقم على مستوى الولايات المتحدة. ويوجد فيها حوالي 1400 شركة تعمل في هذه المجالات، وتضم 1450 مطارًا، وهو العدد الأعلى بين الولايات الأمريكية.
ولدى الولاية مركز تابع لوكالة ناسا، حيث تقوم بالتحكم بالممتاز الفضائي وتدريب رواد الفضاء. وتحتل تكساس المرتبة الرابعة من حيث المناخ الاقتصادي الحالي والأولى من حيث آفاق النمو، بفعل التوقعات القوية لنمو العمالة والدخل على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وهناك أكثر من 100 من أكبر ألف شركة عامة وخاصة في الولايات المتحدة مقرها في تكساس، بما في ذلك شركات عملاقة مثل AT&T وExxonMobil وDell وشركة صناعة الرقائق Texas Instruments. وتنتج الولاية أكثر من 99% من السلع التي تصنعها أمريكا، وتقوم بتصدير نحو 2% من إجمالي الصادرات الأمريكية.
بهذا الاقتصاد الضخم وهذه الأهمية التكنولوجية والصناعية، اكتسبت تكساس أهميتها وتحولت من ولاية معزولة وفقيرة إلى أم الولايات المتحدة الأمريكية. فهل تتطور الأمور في تكساس إلى حد الانفصال عن أمريكا؟