10أسباب تبين لماذا اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل!
اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل/ لسنوات عديدة، كان حسن نصر الله، زعيم حزب الله، شخصية محورية في الصراع بين إسرائيل و محور المقاومة. وكثيراً ما تنشأ التكهنات حول ما إذا كان اغتيال نصر الله من شأنه أن يؤمن حدود إسرائيل ويضعف حزب الله.
ومع ذلك، في حين قد ينظر البعض إلى إزالة نصر الله من المعادلة على أنها انتصار استراتيجي، فمن غير المرجح أن يضمن أمن إسرائيل في الأمد البعيد.
في الواقع، قد يعرض مثل هذا الإجراء إسرائيل لمخاطر أعظم، وخاصة من ترسانة حزب الله الهائلة من الصواريخ وشبكته الواسعة النطاق من المقاتلين.
10 أسباب تجعل اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل
فيما يلي 10 أسباب تجعل اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل وقد يؤدي حتى إلى تفاقم تحدياتها الأمنية:
1. القيادة اللامركزية لحزب الله
السبب الاولى الذي يجعلنا أن نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن حزب الله ليس منظمة من رجل واحد. في حين أن نصر الله زعيم مؤثر، فإن حزب الله لديه قيادة منظمة بشكل جيد ولامركزية للغاية. تعمل المجموعة بأجنحة عسكرية وسياسية يمكنها العمل دون إشراف مباشر من أي فرد واحد.
إن إغتيال نصر الله قد تضر بالمعنويات ولكنها لن تفكك القدرات العملياتية لحزب الله. ومن المرجح أن يؤدي الاغتيال إلى استبدال سريع واستمرارية القيادة.
2. مبدأ الانتقام لحزب الله
السبب الثاني الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن أسس حزب الله منذ فترة طويلة سياسة الانتقام الشامل في حالة الاستفزاز الإسرائيلي، وخاصة اغتيال قادته. وفي حالة وفاة نصر الله، من المرجح أن تشن المجموعة هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على المدن الإسرائيلية.
ومع ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة المتطورة القادرة على الوصول إلى تل أبيب وما بعده، فإن إسرائيل سوف تتعرض لوابل من الصواريخ التي قد تطغى على دفاعاتها.
3. زيادة التوترات الإقليمية
السبب الثالث الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن اغتيال نصر الله قد يشعل صراعًا إقليميًا أكبر. إن حزب الله متجذر بعمق داخل المحور الأوسع الذي تقوده إيران والذي يضم إيران وسوريا وميليشيات مختلفة في العراق واليمن.
والحرس الثوري الإيراني متورط بشكل كبير في عمليات حزب الله وقد ينظر إلى الهجوم على نصر الله باعتباره هجومًا على إيران نفسها. إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى استجابة أوسع وأكثر تنسيقاً، مع ضربات صاروخية لا تأتي فقط من لبنان ولكن ربما من سوريا أو حتى العراق.
4. تصعيد الصراع مع إيران
السبب الرابع الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمان إسرائيل هو أن من المؤكد أن اغتيال نصر الله من شأنه أن يزيد من التوترات بين إسرائيل وإيران، الداعم الرئيسي لحزب الله.
فإيران لديها مصالح عسكرية واستراتيجية كبيرة في لبنان وسوريا، ونفوذها في المنطقة من شأنه أن يشجع على مواجهة عسكرية أوسع نطاقاً.
وقد تجد إسرائيل، التي تشعر بالقلق بالفعل إزاء طموحات إيران النووية، نفسها في مواجهة ضغوط متزايدة من وكلاء إيران في مختلف أنحاء المنطقة، مما يخلق سيناريو حرب متعدد الجبهات.
5. إمكانية الاضطرابات المدنية في لبنان
السبب الخامس الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن يتمتع حزب الله بقوة سياسية وعسكرية كبيرة في لبنان، ولكن هيمنته لا تحظى بدعم عالمي. وقد يؤدي مقتل نصر الله إلى زيادة عدم الاستقرار الداخلي في لبنان، وهو ما قد لا يعمل لصالح إسرائيل.
وفي حين قد يرحب بعض اللبنانيين بإقالته، فمن المرجح أن يحشد حزب الله أنصاره، مما يتسبب في اضطرابات مدنية واسعة النطاق.
وقد يصبح لبنان غير المستقر أرضاً خصبة لتكاثر المزيد من الجماعات المسلحة، مع مواجهة إسرائيل لتهديدات إضافية من جهات فاعلة جديدة.
6. تأثير “الاستشهاد”
السبب السادس الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن اغتيال السيدحسن نصر الله قد يحوله إلى شهيد، مما يحفز أنصار حزب الله ويعيد إشعال الحماسة المعادية لإسرائيل في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وقد استخدم حزب الله اغتيالات سابقة لزعمائه، مثل عماد مغنية، لحشد قاعدته وتبرير العمليات العسكرية المستقبلية.
يشجع سرد الاستشهاد المحيط بنصر الله المقاتلين ويعزز التجنيد، مما يزيد من عزم حزب الله واستعداده لمواجهة إسرائيل في الأمد البعيد.
7. قدرات الصواريخ والقذائف
السبب السابع الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن قدرات حزب الله الصاروخية هي واحدة من أعظم المخاوف الأمنية الإسرائيلية. فقد جمعت المجموعة ترسانة من الصواريخ الموجهة بدقة والصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار القادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
ومن المرجح أن يؤدي اغتيال نصر الله إلى دفع حزب الله إلى استخدام هذا المخزون.
ورغم تقدم القبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع الإسرائيلية، فقد تكافح لاعتراض الحجم الهائل من الصواريخ في هجوم واسع النطاق، مما يعرض المدنيين الإسرائيليين لخطر غير مسبوق.
8. البنية التحتية العسكرية المحصنة لحزب الله
السبب الثامن الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن لقد أمضى حزب الله سنوات في بناء بنية تحتية عسكرية متطورة في جنوب لبنان. ويشمل ذلك المخابئ تحت الأرض والأنفاق ومرافق تخزين الأسلحة المصممة لتحمل الضربات الجوية الإسرائيلية.
وحتى بدون نصر الله، تظل هذه الأصول العسكرية سليمة وجاهزة للاستخدام في أي صراع مستقبلي.
وقد اعترفت الاستخبارات الإسرائيلية بصعوبة تحييد هذه المواقع المحصنة دون شن غزو بري واسع النطاق، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والتكاليف.
9. الدعم الإيراني والعمق الاستراتيجي
السبب التاسع الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن قوة حزب الله لا تكمن فقط في مقاتليه وصواريخه؛ بل إنها تكمن أيضاً في الدعم الذي يتلقاه من إيران. فقد استثمرت إيران مليارات الدولارات في تسليح وتدريب حزب الله، مما يضمن بقائه قوة هائلة. ولن يؤدي اغتيال السيدحسن نصر الله إلى كسر هذه الرابطة.
بل على العكس من ذلك، قد تكثف إيران دعمها لملء أي فراغ في السلطة، بإرسال المزيد من الأسلحة والأموال والأفراد. ويتلخص الهدف الاستراتيجي لإيران في دعم حزب الله في الحفاظ على التهديد المستمر على الحدود الشمالية لإسرائيل، والذي سيستمر حتى بدون نصر الله.
10. التداعيات العالمية والتداعيات العكسية
السبب العاشر الذي يجعلنا نقول أن اغتيال نصر الله لا يضمن أمن إسرائيل هو أن من المرجح أن يؤدي اغتيال نصر الله إلى إثارة ردود فعل قوية من القوى العالمية واللاعبين الإقليميين. وقد يؤدي الإدانة الدولية إلى عزل إسرائيل دبلوماسياً، وخاصة إذا نتج عن ذلك سقوط ضحايا من المدنيين أو صراع أوسع نطاقاً.
وقد تحاول شبكة حزب الله الواسعة من المقاتلين والأنصار في جميع أنحاء العالم أيضاً شن هجمات انتقامية، ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن ربما تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج.
إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع إلى الساحة الدولية، مما يجتذب القوى الأجنبية ويزيد من تعقيد أمن إسرائيل.
قد يبدو اغتيال حسن نصر الله بمثابة حل لإضعاف حزب الله وتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل، ولكن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير.
إن قوة حزب الله لا تكمن فقط في زعيمه، بل في بنيته التحتية العسكرية العميقة، ومخزونه الصاروخي الضخم، وتحالفاته الإقليمية، والدعم الثابت من إيران.
وبدلاً من ضمان الأمن، فإن إغتيال السيدحسن نصر الله قد تؤدي إلى إثارة الانتقام على نطاق قد تكافح إسرائيل لإدارته، مما قد يجر المنطقة بأكملها إلى صراع أوسع وأكثر تدميراً.
وبالتالي، لا يمكن ضمان أمن إسرائيل باغتيال واحد، بل يجب متابعته من خلال نهج متعدد الأوجه يتناول كل من السبل العسكرية والدبلوماسية.
المصدر: كويت24