آراء ومقالاتالعالم

تعرف على تفاصيل عملية طوفان الأقصى/ صفحة جديدة في تاريخ ملحمة المقاومة الفلسطينية

تفاصيل عملية طوفان الأقصى تشير الى أن المقاومين تسللوا و وصلوا إلى حيث لم يتوقع أكبر المتفائلين بالفلسطينيين وأشد المتشائمين بالإسرائيليين. ضربوا بكل قوة وبالمزدوجة. فالصواريخ دوت فوق رؤوس الإسرائيليين في جنوب ووسط الدولة العبرية. والمقاتلون فاجئوهم في عقر المستوطنات.

تفاصيل عملية طوفان الأقصى

حينما تبحث عن تفاصيل عملية طوفان الأقصى ستجد أن المقاومة قتلوا وأسروا واغتنموا وتركوا إسرائيل في صدمة تحاول أن تفهم. ما الذي حدث للتو؟ هل حقا كان الفلسطينيون هنا فوق رؤوسنا؟ هل حقا اقتادوا منا الأسرى وقتلوا منا الجنود وضربونا بالمقتل؟ وإن كانت الإجابة قد سبقت بالسيف العذب؟ عبر بيان أطلقت فيه الفصائل الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”.

المقاومة الفلسطينية و طوفان الاقصى

وفي سياق الحصول على تفاصيل عملية طوفان الأقصى ربما عثرت على الكثير من الاجوبة ولكن تبقى الأسئلة الأهم، كيف فعلها الفلسطينيون؟ وكيف وصلوا؟ وماذا بعد؟ ولنبدأ من الإجابة على أولى الأسئلة إثارة للدهشة.

 توقيت العملية

احدى تفاصيل عملية طوفان الأقصى هي ان حيث استفاقت إسرائيل في تمام الساعة السادسة والنصف صباحًا وفي يوم السبت الذي لا يعمل به اليهود، وبالتزامن مع ذكرى حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل، على واحدة من أكبر موجات الصواريخ التي تعرضت لها بتاريخها، قادمة من غزة.

الآلاف من الصواريخ انطلقت معًا، ليس فقط صوب مستوطنات الغلاف، بل لتثير الهلع والرعب في تل أبيب والقدس. المستوطنين المحتلين نُزِّهوا لأول مرة بتاريخهم. وتسقط القتلى والجرحى بين الإسرائيليين في حصيلة تتضارب الأنباء حولها، تفاصيل عملية طوفان الأقصى تشير الى أخبار عن سقوط شخصيات إسرائيلية رفيعة، بينهم رئيس المجلس الإقليمي في منطقة شعار هنيجف.

وأمام ما اعتقد الإسرائيليون أنها صواريخ هي نهاية المطاف كما العادة، انطلقت صفارات الإنذار حتى تل أبيب لتحذر الإسرائيليين من الموت القادم من السماء. بينما كان الموت والرعب الحقيقي قادمًا يزحف على الأرض، عبر تسلل أعداد كبيرة من مقاتلي المقاومة الفلسطينية إلى مستوطنات حول غزة.

المقاومة تدمر دبابات اسرائيلية

المقاومة تغير قواعد الاشتباك!

تفاصيل عملية طوفان الأقصى تشير الى هذا بالطبع ما لم تحسب له إسرائيل أي حساب، ليس فقط بوصول تنوع الاستهداف إلى فتح النيران الفلسطينية تجاه زوارق لسلاح البحرية الإسرائيلية قبالة شاطئ قطاع غزة، ولا باسترجاع جنود إسرائيليين وآلياتهم إلى غزة أو إلقاء باللوم على قواتهم العسكرية، ولا حتى باقتحام فصائل فلسطينية للمستوطنات.

بل بالطرق الصادمة والمبتكرة للاقتحام والدخول. تفاصيل عملية طوفان الأقصى توضح أن بينما كان مقاتلون فلسطينيون يغافلون جنود إسرائيل وينقضون عليهم زحفًا على الأرض، كانت مجموعات أخرى تداهمهم من السماء، وليس بطائرات مقاتلة متطورة، بل بطائرات شراعية صممت لغرض المستوطنات.

تفاصيل عملية طوفان الأقصى تقول أن حينما وصل مقاتلو المقاومة الفلسطينية لداخل مستوطنة سيدي روت أولا حتى هاجموا مركز شرطة وسيطروا عليه، ثم بدأت المشاهد التي لم يعتد أحد أن يراها. فالاشتباكات اندلعت أولًا على حدود القطاع مع إسرائيل، ثم انتقلت المعارك لتُحَوِّل حرب شوارع داخل ما اعتقدت إسرائيل أنها أراضيها الآمنة.

لحظة دخول مقاتلي المقاومة الى اراضي المحتلة

وما هو إلا وقت قصير حتى كان الفلسطينيون يسيطرون على شوارع وأحياء. وقواتهم تطوف شوارع اعتاد مستوطنوا إسرائيل أن يحكموها مع جيشهم. بينما كان المستوطنون الإسرائيليون يفرون ويركضون في كل مكان على غير هدى، ويتدافعون في الأحياء والشوارع وحتى في الأحراش والحقول، وكأنه يوم الحشد.

اقرأ ايضاً
العلاقات الايرانية السعودية في مرحلة جديدة/ افتتاح السفارات خلال شهرين

وهو ما حدا برئيس بلدية صفط عقد اجتماعًا طارئًا لاستقبال المستوطنين النازحين من جنوب البلاد. ما يشي وكأنها المرة الأولى التي يكون فيها النازحون من الإسرائيليين، لا من الفلسطينيين. ولم تتوقف المفاجآت هنا، بل بما عاد به مقاتلو الفصائل الفلسطينية من غنائم.

الغنائم

احدى تفاصيل عملية طوفان الأقصى هي مقادير الغنائم التي حصلت عليها المقاومة. فلم يكتفوا باعتبار الآليات العسكرية أو الاشتباك مع جنود إسرائيليين، بل عادوا مع أسرى ومدرعة اغتنموها من الإسرائيليين، إذ لم تستفق من الصدمة الا وكان الفلسطينيون ينشرون صورا تظهر أسرى عدد من الجنود الإسرائيليين بعد تسلل أفرادها داخل مستوطنات غلاف غزة.

كما نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صورًا لعمليتها الخاصة والمباغتة داخل المستوطنات، ولمقاتلين وهم يقودون دراجات نارية لاجتياز سياج حدودي، إضافة إلى عملية اقتحام قوات النخبة القسامية ثكنة إسرائيلية لتثبت أنها استطاعت قتل عدد من الإسرائيليين وخوض اشتباكات بداخلها.

نصر المقاومة الفلسطينية

وبالصور أيضًا أثبتت الفصائل الفلسطينية أسر أربعة جنود إسرائيليين جاثين على الأرض وبجانبهم مقاتلون من الفصائل. فكان رد الفعل الإسرائيلي الأول على كل هذا البداية من تفعيل إنذارات متتالية في تل أبيب الكبرى ومختلف المدن، وإعلان حالة تأهب الحرب مواجهة طوفان الأقصى، مع الاعتراف أن العملية الفلسطينية المزدوجة باطلاق الصواريخ والاقتحام على الأرض مفاجأة كبرى، قبل التأكيد أن ردة فعل تل أبيب ستجعل غزة تدفع ثمنًا باهظًا وغاليًا.

ومن أجل هذا وافق وزير الدفاع يواف جالانت على استدعاء جنود احتياط وفقا لاحتياجات الجيش، كما بدأ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إجراء تقييم فوري للموقف، ثم على خطط لتنفيذ عمليات للجيش بقصف يجب أن يكون جنونيا على قطاع غزة، خاصة في ظل معلومات نشرتها إسرائيل بأن الهدف الأهم لعملية التسلل أخذ أسرع.

تغيير قواعد الاشتباك في عملية طوفان الاقصى

وربما هو ما جعل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسرد يقول أن بلاده تعيش ساعات صعبة، منذ أعلنت الفصائل الفلسطينية إطلاق عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بحيث كانت الموجة الأولى خمسة صواريخ أطلقت في عشرين دقيقة، واستهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية بالدولة العبرية، بهدف وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بحسب البيان الفلسطيني.

ولأن الفصائل الفلسطينية تعلم جيدًا كيف سيكون الرد الإسرائيلي، أعلنت تعليق الدوام الدراسي في مدارس القطاع، فيما طالبت إسرائيل سكانها بالبقاء في منازلهم لأن القادم يبدو أكبر، إذ أعلنت إسرائيل حالة التأهب للحرب لأول مرة منذ سنوات، مع إعلان التعبئة الاحتياطية واسعة النطاق وحالة الطوارئ لها دلائل لا تخطئها عين وتسمع كل أذن من خلالها طبول حرب مدوية.

وهو ما لم يخفه وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي أخبر الجبهة الداخلية بالدولة العبرية بأن استعدوا لقتال طويل الأمد مع الفلسطينيين، لن ينتهي كما حروب قبله، فالأمر اليوم جلل. وبنادق الفلسطينيين وصلت فوق رؤوس الإسرائيليين، وهو ما تجلى في الإعلان الإسرائيلي عن إطلاق عملية “السيوف الحديدية” لكسر رهبة الضربة الأولى من طوفان الأقصى، الذي جاء طوفانًا عسكريًا كبيرًا، ربما أغرق إسرائيل بالصدمة والدهشة.

لكن الجميع يعلم أن ما ينتظره أهل غزة من حرب لا تبقي ولا تذر، هو الأكثر فزع، وهو ربما ما حدى بمحمد ضيف الناطق بأسم حماس التوجه لسكان غزة بالقول: “كل من عنده بندقية فليخرجها فقد أن أوانها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى