آراء ومقالاتالعالمعاجل

بـ8 نقاط …. هل فشل حزب الله في مواجهة اسرائيل؟

هل فشل حزب الله؟/ لقد أثارت موجة الاغتيالات الأخيرة التي استهدفت شخصيات رئيسية داخل المقاومة اللبنانية مخاوف بين المؤيدين والمنتقدين على حد سواء.

ويزعم المنتقدون أن هذه الحوادث تشير إلى إضعاف أو فشل محتمل للمقاومة و حزب الله. ومع ذلك، في حين أن هذه الأحداث ربما أحدثت صدمة، فإن وصف المقاومة بالفشل بعيد كل البعد عن الدقة.

تتمتع المقاومة اللبنانية، بقيادة حزب الله في المقام الأول، بتاريخ طويل من البقاء والتكيف والازدهار في مواجهة تحديات أعظم بكثير. فيما يلي ثمانية أسباب في الاجابة على من يسئل هل فشل حزب الله؟ التي تجعل الهجمات الأخيرة لا تشير إلى الفشل، بل إلى المرونة.

هل فشل حزب الله؟

1. تاريخ التغلب على الاغتيالات

في الاجابة على سوال حول هل فشل حزب الله؟ يجب أن نذكر تاريخ الاغتيالات التي استهدفت حزب الله. لقد تحملت المقاومة اللبنانية حزب الله اغتيالات مستهدفة متعددة على مر السنين، يعود تاريخها إلى الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان في ثمانينيات القرن العشرين.

وعلى الرغم من هذه الضربات، استمرت المقاومة في النمو، وتطوير نفوذها العسكري والسياسي. والاغتيالات الأخيرة، على الرغم من كونها مأساوية، ليست غير مسبوقة ولا تشكل تهديدًا وجوديًا للمنظمة، التي تكيفت منذ فترة طويلة مع مثل هذه الظروف.

2. العمق الاستراتيجي والدعم الشعبي

إن إحدى نقاط القوة الأساسية للمقاومة اللبنانية هي الدعم الراسخ الذي تحظى به بين شرائح كبيرة من السكان اللبنانيين، وخاصة داخل المجتمع الشيعي و هذا هو من أهم الاجابات على من يسئل هل فشل حزب الله؟.

وقد وفر هذا الدعم الاجتماعي والسياسي للمقاومة القدرة على الصمود في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية، بما في ذلك خسائر القيادة.

ويضمن الدعم الشعبي أن الحركة لا تعتمد على زعيم أو شخصية واحدة، بل هي منظمة واسعة النطاق لها روابط عميقة مع الناس الذين تمثلهم.

3. الخبرة في إدارة الحرب والأزمات

النقطة الأخر التي يجب أن نشير اليها في الاجابة على هل فشل حزب الله؟ هي لقد واجهت المقاومة تحديات أكثر صعوبة، بما في ذلك المواجهات العسكرية المباشرة مع إسرائيل في عام 2006، والحرب الأهلية السورية، والضغوط الدولية من القوى الغربية.

وقد اختبرت هذه الأحداث قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، لكن المقاومة تمكنت من الخروج من كل صراع بخبرة أكبر في إدارة الأزمات والاستراتيجية. والاغتيالات الأخيرة مثل اغتيال القياديين فواد شكر و ابراهيم عقيل أو محمد حسين السرور أو انفجارات البيجر، على الرغم من كونها صادمة، إلا أنها طفيفة نسبيا مقارنة بالتهديدات الوجودية التي واجهتها في السابق.

اقرأ ايضاً
سياسة ايران الخارجية في 2022 / تداعيات عضوية ايران الدائمة في منظمة شنغهاي

4. القيادة والهيكل اللامركزيان

لا تقوم المقاومة اللبنانية على قائد واحد أو عدد قليل من الشخصيات الرئيسية. إن هيكلها اللامركزي يسمح لها بمواصلة العمل حتى عندما يتم استهداف شخصيات بارزة.

وعلى مدى عقود من الزمان، عملت المقاومة على تنمية نظام قيادي متعدد الطبقات، حيث يعمل القادة والفصائل المختلفة معًا بشكل متماسك.

وهذا يضمن بقاء المنظمة وظيفية وفعالة على الرغم من فقدان الأعضاء الرئيسيين.

5. الحلفاء الإقليميون والدوليون

لا تعمل المقاومة في عزلة. فهي تستفيد من التحالفات الاستراتيجية مع الجهات الفاعلة الإقليمية القوية مثل إيران وسوريا، فضلاً عن الفصائل الفلسطينية المختلفة.

توفر هذه التحالفات الدعم العسكري واللوجستي والمالي، مما ساعد المقاومة على تجاوز الأزمات المتعددة. وحتى بعد الخسائر البارزة، تضمن هذه التحالفات الحفاظ على قدرتها على العمل ومواصلة أهدافها.

6. القدرات العسكرية والدفاعية

لقد طورت المقاومة اللبنانية بنية تحتية عسكرية قوية، بما في ذلك ترسانة صواريخ متقدمة وميليشيا مدربة تدريبًا جيدًا. إن هذه القوة العسكرية تعمل كرادع ضد الهجمات الخارجية وتسمح للمقاومة بالرد بشكل حاسم عندما يتم استفزازها.

إن الاغتيالات الأخيرة، على الرغم من ضررها، لا تقلل من القدرات العسكرية التي أمضت المقاومة عقودًا في بنائها. إن قوتها لا تكمن في الأفراد، بل في قوتها القتالية الجماعية.

7. التكيف مع الحرب الهجينة

لقد تعلمت المقاومة القتال على جبهات متعددة، بما في ذلك الحرب العسكرية والسياسية والنفسية. وعلى مر السنين، تكيفت مع الطبيعة الهجينة للصراعات الحديثة، ومزجت بين التكتيكات العسكرية التقليدية وحرب العصابات والحملات الإعلامية. تعني هذه القدرة على التكيف أنه حتى عندما يتم استهداف قادتها، يمكنها تغيير التكتيكات والتحرك تحت الأرض ومواصلة عملياتها دون فقدان الزخم.

8. رؤية أيديولوجية طويلة الأمد

إن المقاومة اللبنانية مدفوعة بالتزام أيديولوجي طويل الأمد بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والإمبريالية. وتتجاوز هذه الأيديولوجية القادة الأفراد والنكسات قصيرة الأمد.

حتى في مواجهة الشدائد، تستمد المقاومة قوتها من أساسها الإيديولوجي، الذي يحفز أعضائها وأنصارها على الصمود في الأوقات الصعبة. قد تؤدي عمليات الاغتيال إلى تعطيل العمليات مؤقتًا، لكنها لا تغير الأهداف الأساسية وعزيمة المقاومة.

في النهاية يجب أن نقول أن على الرغم من أن الاغتيالات الأخيرة التي استهدفت المقاومة اللبنانية ربما أحدثت صدمة نفسية، فإنها لا تشير إلى الفشل.

فقد واجهت المقاومة تجارب أشد قسوة في تاريخها، وقدرتها على البقاء والازدهار تحت الضغوط موثقة جيداً.

وبفضل الدعم الشعبي العميق، والقيادة اللامركزية، والتحالفات القوية، والقدرات العسكرية الهائلة، تظل المقاومة اللبنانية قوة صامدة. ولا يتم تحديد قوتها بفقدان الأفراد، بل بمهمتها الراسخة وقدرتها على التكيف في مواجهة الشدائد.

المصدر: كويت24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى