نظام دفاع روسي غير مرئي يربك حسابات الغرب. ويوجه ضربة قاتلة للنظام المالي العالمي بحسب خبراء روس. الروبل الروسي الرقمي ياخذ شكله الثالث العابر للقارات ليكون خارج حسابات النظام العالمي المالي سويفت وداخل منظومة تجارية معقدة تجمع روسيا مع حلفائها لكسر هيمنة الدولار واليورو الاوروبي.
- الروبل الروسي الرقمي كيف يغير مسار الحرب الروسي الاوكراني؟
- ماهي تداعيات استخدام الروبل الروسي الرقمي؟
- هل الروبل الروسي الرقمي يغطي كل ما تحتاجه روسيا في حربها مع أوكرانيا؟
- ما هو الرد المحتمل الأمريكي اتجاه استخدام الروبل الروسي الرقمي؟
- هل الدول الست المتأرجحة تستخدم الروبل الروسي الرقمي؟
- هل الروبل الروسي الرقمي ينجح بجر الدولار و اليورو الغربي الى وادي الهلاك؟
- الروبل الروسي الرقمي هو عملة رقمية. على سبيل المثال لا الحصر وهو عملة مشفرة.
هذا و عدة معلومات أخر سنخبركم به في هذه المقالة ونجيب عن السؤال الاهم ان يكون الروبل الروسي الرقمي ورقة موسكو الرابحة.
الروبل الروسي الرقمي
وفقا لصندوق النقد الدولي ان اكثر من نصف البنوك المركزية في العالم تدرس حاليا او تطور العملات الرقمية. ويعمل اكثر من عشرين بنكا مركزيا بما في ذلك الهند واليابان والصين على برامج تجريبية للعملات الرقمية.
يتم اختبار مشروع الصين وحده بواسطة مائتين وستين مليون شخص. ويتم تطبيقه في مجالات مثل النقل العامي والتجارة الالكترونية. في عام ٢٠٢٠ كانت جزر الباهاما اول دولة تطلق عملة رقمية وطنية ثم لحقتها نيجيريا في العام التالي واطلقت عملة رقمية تستخدم للمدفوعات داخل المتاجر وتحويلات الاموال.
وفي نفس العام اطلق البنك المركزي الاوروبي مشروعا لدراسة اطلاق اليورو الرقمي.وتخطط الهند ايضا لاطلاق الروبية الرقمية بحلول هذا العام. اما روسيا فقد اظهرت لاول مرة اهتمامها بالعملات الرقمية الخاصة بالبنك المركزي في عام الفين وسبعة عشر.
وبعد اكثر من خمس سنوات اطلق البنك المركزي رسميا. الروبلا الرقمي سي بي ليسي ليكون جاهزا بحلول عام الفين واربعة وعشرين. لكن بعد اندلاع الحرب الروسية نمت الحاجة الملحة لتطوير الروبلا الرقمي.
وقامت روسيا بتسريع ابحاثها. ليحصل مؤخرا قانون الروبلا الرقمي على التوقيع الاخير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ان حصل القانون على موافقة مجلسي البرلمان في البلاد ومجلس الدوما ومجلس الاتحاد.
فاصبح لدى روسيا ثلاثة اشكال للروبل. الاول نقدي والثاني غير نقدي. والاخير هو الروبل الرقمي. اما عن الفرق بين العملات المشفرة مثل البيتكوين والعملات الرقمية.
فهناك فرق جوهري بين الاثنين. يكمن في ان العملات المشفرة تعتمد على دفع لا مركزية مستقلة عن الحكومات. بينما تصدر العملات الرقمية وتنظم من قبل البنوك المركزية.
ويكون البنك المركزي هو المسؤول الوحيد عن اصدار العملات الرقمية والحسابات المدعومة من قبل الحكومة. وتتيح العملات الرقمية للبلدان الحصول على افضل ما في التقنيات الحديثة من العملات المشفرة دون التخلي عن السيطرة على النظام المالي.
الروبل الرقمي الوطني
بعد اطلاق الروبل الرقمي رسميا اطلق بنك روسيا مشروعا تجريبيا يضم خمسة عشر بنكا محليا. تهدف المرحلة الاولى من الاختبار التجريبي الى التحقق من جميع المعاملات الاساسية. بما في ذلك فتح حسابات الروبل الرقمية.
اي المحافظ الرقمية واختبار التحويلات الرقمية الى المحفظة ومن شخص لاخر. ودفع الفواتير البسيطة القائمة على رمز الاستجابة السريعة. ستكون المعاملات باستخدام الروبل الرقمي مجانية للافراد.
بينما ستتحمل الشركات رسوما بنسبة صفر فاصل ثلاثة بالمائة وتتوقع الحكومة ان تزداد شعبية الروبل الرقمي. بحلول عام الفين وسبع وعشرين. خاصة ان الروس لديهم احتكاك واسع بالعملات المشفرة. فبحسب تقارير روسية يمتلك الافراد الروس في محفظاتهم المالية نحو مائتي مليار يورو من العملات المشفرة.
وبمجرد ان يصبح الرقمي متاحا في جميع انحاء البلاد ستصبح روسيا اكبر دولة بين احدى عشر دولة اخرى انشأت بالفعل عملة رقمية للبنك المركزي. يقول البنك المركزي ان الروبل الرقمي سيقلل من تكاليف المعاملات للشركات ويساعد في مكافحة الفساد اضافة لجعل المعاملات المالية اكثر امانا بالنسبة للمستهلكين.
يعد باحداث ثورة في المعاملات المالية واعادة تشكيل المالي في روسيا. الا ان هناك مخاوف عدة ظهرت متعلقة بالخصوصية ومخاطر الامن السيبراني.
لكن يبقى ان نجيبكم عن السؤال الاهم كيف سيتجاوز الروبل الروسي العقوبات الغربية وهل سينجح بذلك؟
الروبل العابر للقارات
ادت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الى عزل روسيا وبنوكها عن النظام المالي العالمي. كما فرضت البنوك الاجنبية سياسات تقييدية على المدفوعات من روسيا وتم حظر بعض البنوك الروسية من نظام سويفت للضغط على نظام بوتين بهدف انهاء العمليات العسكرية في اوكرانيا.
ارهقت هذه العقوبات سلاسل التوريد العالمية لان روسيا هي مصدر رئيسي للنفط الخامي والقمح والكوبات. مما تسبب جنوني للاسعار على مستوى العالم. ونجحت ايضا بتجميد اصول تزيد قيمتها عن خمسمائة وستين مليار يورو لروسيا في الخارج.
لتأتي روسيا بالروبل الرقمي ليحل جزءا من هذه المشكلة. والذي سيسمح لروسيا بمواصلة سداد المدفوعات المحلية والدولية. على الرغم من العقوبات التي تمنع البلاد حاليا. من الوصول الى النظام المصرفي الدولي. ونظرا لان روسيا والهند والصين وجنوب افريقيا تطور عملات رقمية اساسية خاصة بها فان قابلية التشغيل على مستوى مجموعة بركس قد تكون محتملة.
يمكن ان يؤدي تبني العملات الرقمية الى تعزيز التجارة الدولية وتعزيز استخدام بديل خارج النظام المالي الذي يهيمن عليه الغرب والمتمحور حول الدولار الامريكي.
وكان قد اقترح الكسندر باباكوف نائب رئيس مجلس الدوما عملة رقمية موحدة والصين والهند. الهدف الاساسي هو تعزيز التجارة بالامتثال للوائح كل بلد مع تقليل الاعتماد على الدولار الامريكي او اليورو.
مما يقلل من تعرض روسيا للعقوبات الدولية. يقول الخبراء الاقتصاديون ان الرقمي لن ينجح في مساعدة روسيا على تجنب العقوبات الغربية في المستقبل المنظور. اما المسؤولون الروس فيقولون ان العملة الجديدة يمكن ان تواجه للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. وبين هذا وذاك لا يسعنا سوى ان ننتظر ونشاهد اي الرأيين سيكون هو الاقرب للواقع؟
