من هو الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، اخصائي المقاومة في غزة؟/ أفضل الموت بالأباتشي!+ صور و فيديو
“الدكتور عبد العزيز الرنتيسي”، القائد الثاني وأحد مؤسسي حركة “حماس” والشهيد البارز في المقاومة والجهاد الإسلامي في العالم.
الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، طبيب و اخصائي في المقاومة!
حمل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي معه سجلًا حافلًا بالنضال والهجرة والجهاد؛ سجلًا أضاءته العديد من حالات الاعتقال والتعذيب والنفي.
حياة هذا المجاهد الذي لا يعرف الكلل، والذي تولى قيادة حركة حماس في قطاع غزة بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين الجبان، هي مرآة تعكس تاريخًا يزيد عن نصف قرن من المقاومة ضد الاحتلال والعدوان الذي مارسه النظام الصهيوني الإجرامي.
في المنفى منذ أن كان عمره ستة أشهر؛ مثل جميع أبناء شعبه. وُلد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في 23 أكتوبر 1947 في قرية بينا. هذه القرية، التي أصبحت الآن خالية من السكان بعد أن تم تهجير أهلها إلى مناطق أخرى، تقع بين عسقلان ويافا.
تربى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في أسرة متدينة ومتمسكة بالمبادئ الإسلامية، وفي عمر لا يتجاوز الستة أشهر، تم تهجيره مع عائلته من هذه القرية واستقروا في مخيم خان يونس للاجئين. لم يمنعه طفولته أو صغر سنه من تقديم المساعدة لعائلته.
الطبيب الذي أدرك جرح أرضه التاريخي
حصل هذا الشخص القيّم على درجة الدكتوراه في طب الأطفال من جامعة الإسكندرية. بدأ الرنتيسي عمله في عام 1976 في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس.
منذ عام 1978، مع تأسيس الجامعة الإسلامية في غزة، بدأ الدكتور الرنتيسي التدريس في هذه الجامعة وغيرها من الجامعات. وفي عام 1984، تم فصله من عمله في المستشفى.
كتب الضابط الصهيوني المسؤول عن قضيته حينذاك: “هذا الشخص لا يُسمح له بالعودة إلى المستشفى بأي حال من الأحوال، إلا بأمر مكتوب من وزير الدفاع الإسرائيلي.”
في عام 1987، بدأ الرنتيسي تدريس مواد العلوم الأساسية، علم الوراثة، وعلم الطفيليات في الجامعة الإسلامية في غزة.
الدكتور عبد العزيز الرنتيسي؛ أسد غزة، شهيد المقاومة
بداية “الانتفاضة” وتأسيس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية
في أعقاب حادثة المقطورة والمسيرة الكبيرة التي نُظمت في جباليا احتجاجًا على الحادث، والتي أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين، اجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة برئاسة الدكتور الرنتيسي لبحث القضية، وقرروا إطلاق الانتفاضة في قطاع غزة.
وفي الليلة التاسعة من ديسمبر عام 1987، أصدرت الحركة الإسلامية الفلسطينية بيانًا أعلنت فيه عن تأسيس حركة المقاومة الإسلامية.
أول بيان أصدرته الحركة أعلن بداية الانتفاضة. ومع صدور هذا البيان، بدأت الأنشطة النضالية من المساجد وامتدت لتشمل جميع الناس، وبهذا دخل الشعب الفلسطيني مرحلة جديدة من نضاله.
في منتصف ليل الجمعة 15 يناير 1988، وبعد 37 يومًا فقط من بدء الانتفاضة، حاصر الجنود الصهاينة منزل هذا الطبيب المجاهد، واقتحموا المنزل، مما أرعب أطفال الدكتور باستخدام مكبرات الصوت.
انتهت العملية باعتقال الدكتور الرنتيسي، ومنذ ذلك الوقت، بدأت سلسلة من الاعتقالات والنضال والنفي في حياته. كانت سجون المناطق المحتلة تعرف خطواته جيدًا.
كان الدكتور الرنتيسي أول عضو في حركة المقاومة الإسلامية يتم أسره من قبل الجنود الصهاينة في 15 يناير 1988.
النفي، الاعتقال… والسجن مرة أخرى
لم يمضِ شهر على اعتقاله حتى أعيد إلى السجن في 4 مارس 1988، حيث قضى هذه المرة سنتين ونصف بتهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حركة حماس.
أطلق سراحه في 4 سبتمبر 1990 بناءً على قانون يسمى تامير، وبعد 100 يوم فقط من الإفراج عنه، أعيد إلى السجن مرة أخرى في 14 ديسمبر 1990، حيث أمضى عامًا في الاعتقال المؤقت.
وفي 17 ديسمبر 1992، نُفي مع 416 من النشطاء السياسيين من حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث قضى عامًا مع رفاقه في هذا المنفى.
الشهادة هي الطريق الوحيد للخلاص
بعد عودته من المنفى وعودته إلى فلسطين، اعتقل الرنتيسي مرة أخرى، وحكمت عليه محكمة عسكرية صهيونية بالسجن حتى منتصف عام 1997. قبل حوالي عام من استشهاده، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل العدو الصهيوني، لكنه نجا منها.
وقال بعد الحادثة: “أطلب من شارون وأعوانه أن يتخلوا عن هذا الوهم الباطل، وأن يعلموا أن طريق المقاومة مستمر رغم كل الصعوبات، وأن الشهادة هي الطريق الوحيد للخلاص، ولهذا السبب لا مجال للضعف أو التخاذل في قلوبنا.”
يا الله! كل أمنيتي هي الشهادة…
في 17 أبريل 2004، لم يمضِ شهر على اختيار الرنتيسي كقائد لحركة حماس، وعندما كان يغادر منزله قبيل أذان المغرب مع ابنه أحمد الذي كان يقود السيارة، أخذ أحمد والده إلى موقع محدد في غزة.
وبعد بضع دقائق، جاء أكرم منسي نصار بسيارة أخرى إلى المكان المحدد، وصعد الدكتور الرنتيسي إلى السيارة. وأثناء توجّه السيارة بسرعة لإيصاله إلى مأواه، استُهدفت بصواريخ من طائرة أباتشي.
يقول ابنه محمد: “في يوم استشهاده، عندما أراد مغادرة المنزل، فتح كتاب أشعار إسلامية ووجد بيتًا يقول: (يا الله، كل أمنيتي هي الشهادة). التفت والدي إلى والدتي وقال: (هذا أفضل وأعظم بيت شعر أحببته في حياتي).”
بعد سنوات من الجهاد والنضال في سبيل رفع راية الحق وحرية فلسطين من براثن الصهيونية، نال عبد العزيز الرنتيسي شرف الشهادة.
ورغم الدعاية المغرضة من الاستعمار العالمي والصهيونية، أدانت أكثر من 114 شخصية ومنظمة دولية اغتياله. وباستشهاده، تدفقت دماء جديدة في عروق حركة حماس.
المصدر: كويت24