رد حماس على خطة ترامب؛ الكرة الآن في ملعب الصهاينة!

رد حماس على خطة ترامب؛ الكرة الآن في ملعب الصهاينة!

رد حماس على خطة ترامب/ في تطور دراماتيكي يعيد تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن ردّها الرسمي على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، وهي الخطة التي أثارت جدلاً واسعاً بين الأطراف المعنية.

رد حماس على خطة ترامب

وفقاً لبيان حماس الصادر يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، أجرت الحركة مشاورات معمقة داخلية وخارجية مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء العرب، لتصل إلى موقف يركز على وقف “العدوان وحرب الإبادة” التي يتعرض لها سكان غزة الصامدون.

هذا الرد، الذي يُعتبر إيجابياً جزئياً، يفتح الباب أمام مفاوضات فورية لمناقشة التفاصيل، لكنه يضع الكرة في ملعب الصهاينة، الذين يواجهون الآن ضغوطاً داخلية ودولية للالتزام بوقف النار دون شروط إضافية تُقوّض الحقوق الفلسطينية الأساسية.

خطة ترامب، التي كُشف عنها في 29 سبتمبر 2025 خلال لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، تتكون من 20 نقطة رئيسية تهدف إلى إنهاء الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي في الهجوم الأولي لحماس، وأكثر من 40 ألف فلسطيني في القصف الإسرائيلي اللاحق، وفق إحصاءات رسمية.

تشمل الخطة وقفاً فورياً لإطلاق النار، إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين (حوالي 48 رهينة، 20 منهم أحياء) مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين، نزع سلاح حماس، انسحاباً تدريجياً إسرائيلياً من غزة، وتشكيل هيئة دولية برئاسة ترامب نفسه لإدارة القطاع، بما في ذلك مشاركة البريطاني السابق توني بلير.

كما تمنع الخطة أي دور لحماس في الحكم المستقبلي لغزة، وتُشير إلى إمكانية دولة فلسطينية مستقبلية، لكن نتنياهو أكد رفضه لأي دولة فلسطينية، مما يثير تساؤلات حول مصداقية الخطة.

في رد حماس على خطة ترامب، أكدت الحركة موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في المقترح، شريطة توفير الظروف الميدانية الآمنة، وأعربت عن استعدادها للدخول فوراً في مفاوضات عبر الوسطاء (مصر وقطر) لمناقشة التفاصيل.

كما جددت موافقتها على تسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط يتم تشكيلها على أساس التوافق الوطني الفلسطيني، مدعومة بدعم عربي وإسلامي.

ومع ذلك، ربطت الحركة أي قضايا أخرى تتعلق بمستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني بموقف وطني جامع يستند إلى القوانين والقرارات الدولية، مؤكدة مشاركتها فيه بكل مسؤولية.

رد حماس على خطة ترامب، يتجنب صراحة بنود نزع السلاح أو الوصاية الدولية، مما يُعتبر رفضاً ضمنياً لها، حيث يرى محللون أن نزع السلاح يُقوّض هوية المقاومة الفلسطينية أمام الاحتلال.

يأتي هذا الرد في سياق ضغوط أمريكية متزايدة، حيث أمهل ترامب حماس ثلاثة إلى أربعة أيام للرد، محذراً من “جحيم لم ير أحد مثله” إذا رفضت، ووصف الخطة بأنها “خط أحمر” لإدارته.

 ومع ذلك، أشاد ترامب برد حماس، معتبراً إياه إشارة إلى استعدادها لـ”سلام دائم”، ودعا إسرائيل إلى “وقف قصف غزة فوراً”.

من جانبها، أعلنت مكتب نتنياهو استعداد إسرائيل لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة لإطلاق الرهائن، لكنها أكدت الالتزام بـ”المبادئ الإسرائيلية” التي تتوافق مع رؤية ترامب، دون التزام فوري بوقف القصف، مما يشير إلى توتر محتمل بين واشنطن وتل أبيب.

وفي يوم 728 من الحرب، استشهد 51 فلسطينياً جراء القصف، وسط مناشدات بلدية غزة لتوفير الغذاء والماء لنصف مليون شخص.

أضاف الوسطاء العرب، مثل مصر وقطر وتركيا، ضغطاً إيجابياً على حماس للرد إيجاباً، حيث حاولت القاهرة إقناع الحركة بقبول الخطة مع سد “ثغراتها” المتعلقة بالحكم والأمن.

وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برد حماس كـ”خطوة بناءة نحو السلام الدائم”

في الوقت نفسه، أعربت فصائل فلسطينية أخرى، مثل فتح والجهاد الإسلامي، عن تحفظات، معتبرة الخطة “برنامجاً للاستسلام” يخدم أهداف إسرائيل.

من الجانب الإسرائيلي، أثار الرد انقسامات داخلية، حيث يرى معارضون مثل يائير لبيد فيه “فرصة غير مسبوقة” لإطلاق الرهائن، بينما يُصر نتنياهو على “إنهاء المهمة” إذا فشلت حماس في الالتزام.

ومع تزايد الضغط الدولي، بما في ذلك ترحيب قادة أوروبيين مثل إيمانويل ماكرون وكير ستارمر، يبدو أن رد حماس على خطة ترامب قد يُنهي طوراً من الدمار، لكنه يعتمد على رد الصهاينة الفعلي.

بعد اليوم، الكرة في ملعب الصهاينة، الذين إذا رفضوا أو أحجموا عن الالتزام، سيتحملون مسؤولية استمرار الإبادة أمام العالم. وفي غزة، حيث يعاني السكان من مجاعة ودمار، يأمل الجميع في أن يؤدي هذا الرد إلى سلام حقيقي يحقق العدالة، لا مجرد هدنة مؤقتة تخدم الاحتلال.

المصدر: كويت٢٤