اسرائيل في الخليج/هل الدول الخليجية تربح من وجود الإسرائيلي في المنطقة؟
حينما نتكلم عن وجود اسرائيل في الخليج لا نقصد الحضور بعنف و كراهية بل نعني تطبيع الدول الخليجية مع اسرائيل باختيار و تراض. في هذه المقالة سننقاش الاجابة عن السوال الذي طرحناه أعلاه.
اسرائيل في الخليج، عرض سلمي للنظام الصهيوني
سعى هذا النظام، من خلال التظاهر بأنه مسالم، إلى خلق فجوة بين صفوف العرب والمسلمين بسبب اتجاهاتهم المختلفة، وخلق خلافات بين الجماعات الإسلامية والفلسطينية من خلال التظاهر بأنه مسالم.
لكن لا يخفى على أي مراقب عادل أن النية الرئيسية للنظام الصهيوني خلال نصف القرن الماضي هي فقط مواصلة الاحتلال غير الشرعي للأرض الفلسطينية وفي نفس الوقت كسب هيبة على المستوى العالمي وتقديم خطط سلام لإزالة الصورة التي لا تليق بالرأي العام في العالم.
من خلال تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، فإن هذا النظام يحاول فقط كسب الوقت لقمع حركته، وفي غضون ذلك، فإن الشيء الأكثر استخدامًا للتستر على جرائم هذا النظام هو تقديم عرض من مظاهر السلم والسلام و المسالمة من جانب إسرائيل.
لسوء الحظ، انخدعت مجموعات من الفلسطينيين وبعض الحكومات العربية بظهور هذا النظام الإجرامي ووقعوا في فخ التفاوض والتسوية و منحو دخول اسرائيل في الخليج.
لماذا اختار الكيان الصهيوني نهج تطبيع العلاقات مع العرب
رداً على هذا السؤال يمكن القول إن النظام الصهيوني أقام علاقات غير رسمية مع الدول العربية منذ سنوات عديدة، فقد جعلت أحداث السنوات الأخيرة علاقات النظام مع العرب أكثر بروزا و حضور اسرائيل في الخليج لیس جديدا.
من بين هذه الأحداث العلاقات الباردة بين إيران ودول الخليجية، والتي تمكنت إسرائيل والولايات المتحدة من استغلال هذه الفرصة. ليس من المستبعد أن تريد دول عربية أخرى أن تحذو حذو الإمارات. كما تؤكد زيارة نتنياهو إلى مسقط قبل عامین هذا الادعاء.
من ناحية أخرى، فتح المكتب التجاري للنظام الصهيوني في قطر وتدفق صادرات البضائع الإسرائيلية إلى الدول العربية، وكذلك الرحلات المتبادلة السرية لمسؤولين ووفود الدول العربية إلى الأراضي المحتلة ووفود ومسؤولين من دولة الإمارات العربية المتحدة أزال قبح العلاقة مع النظام الصهيوني للدول العربية.
يمكن القول بأن نجاح إسرائيل مرهون بإضعاف الدول العربية.
استراتيجيات الكيان الصهيوني لتطبيع العلاقات مع العرب
مبدأ التحالف المحيطي من خلال تحويل عقيدة المحيطات لعام 1950 من تطويق الدول العربية عبر دول غير عربية في المنطقة إلى تطويق إيران عبر الدول العربية في منطقة الخليج،
يحاول النظام الصهيوني تعميم سياسة التطبيع العلاقات مع الدول العربية في المنطقة لعزل إيران ودول المحور المقاومة لإكمال لغز التحالف المحيط.
يسعى هذا النظام إلى تطوير استراتيجية أمنية من شامات إلى منطقة الخليج لاستخدام دول الخليج العربي كدرع أمني ضد إيران و هذا هو من أهم أسباب التي تمنح حضور اسرائيل في الخليج.
في هذا الإطار، تطوير المحطات والقواعد الاستخباراتية والأمنية، وتطوير الشبكات السرية للنظام الصهيوني في الإمارات والبحرين، وفي دبي، بسبب تحركات الإيرانيين، وتعزيز شبكات التجسس من بين أعمال هذا النظام.
مع الأسف الباغ يبدو أن الدول العربية التي تتبع سياسات الغرب لا تملك إرادة واستقلالية التصويت وتستمع لأوامر الولايات المتحدة الأمريكية.
في البحرين والإمارات، هناك أسرة معينة تحكم هناك منذ مائة عام، والقرارات المتعلقة بقضايا البلاد والعلاقات الخارجية عائلية وفردية، وليس للشعب دور في اتخاذ القرارات.
نسيان القضية الفلسطينية
من أهم أهداف النظام الصهيوني لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين نسيان القضية الفلسطينية. إنهم يستغلون كل فرصة لتحقيق الاستقرار في إسرائيل في المنطقة وينسون حقوق الفلسطينيين. بالتأكيد، كشف تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية عن الفجوة الطويلة الأمد في منطقة غرب آسيا.
وهكذا، خلال العقود، هاجمت العديد من الدول العربية إسرائيل في الكلام والدعاية، لكنها في الواقع اتبعت نهجًا ثنائيًا فرديًا في علاقاتها مع هذا البلد التي أدى الى تواجد اسرائيل في الخليج.
يمكن القول الآن إن انقسام العالم العربي والإسلامي بشكل عام حول مشاكل فلسطين وإسرائيل اتخذ شكلاً رسمياً. يهتم عدد متزايد من الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بها. يمكن لمثل هذا الاتجاه تغيير صورة هذه المنطقة بشكل أساسي.
بالطبع سيظهر المستقبل صورة سلبية أو إيجابية.
اسرائيل في الخليج و ردة فعل ايران
سيصبح أمن المنطقة أكثر هشاشة مع دخول الكيان الصهيوني إلى الخليج، وستزداد احتمالية نشوب حرب وصراع بين إيران وقوات النظام الصهيوني حتى في شكل عرضي.
بينما أدى وجود الكيان الصهيوني في الإمارات العربية المتحدة إلى توسع النظام الصهيوني بمياه الخليج العربي، إلا أنه خلق تهديدًا أمنيًا، لكنه لا يستطيع تغيير التوازن الأمني لصالح النظام الصهيوني.
محاولة الكيان الصهيوني تضخيم وجوده في الخليج أمام الرأي العام. في حين أن فتح موطئ قدم لإسرائيل في دول الخليج العربي وفي محيط إيران لا يمكن أن يكون مقابل وجود محور المقاومة بجوار الأراضي المحتلة.
لأن إسرائيل تخضع لحصار أمني كامل من قبل المقاومة الفلسطينية وحزب الله وقوات المقاومة الأخرى في سوريا.
إذا لم يكن من الممكن فتح قدم النظام الصهيوني في دول الخليج، فيمكن اعتبار ذلك محاولة لتطويق أمن إيران أو تغيير التوازن الأمني. بالإضافة إلى ذلك ، فإن القوة العسكرية والأمنية لإيران واضحة لجميع الأصدقاء والأعداء. لذلك، لا يرغب الإماراتيون في خلق تحدٍ مع إيران من خلال التطبيع.
دول الخليجية ساحة حرب الايرانية الإسرائيلية
أكثر من مرة أعلنت ايران سياستها تجاه اسرائيل و أن كل بلد يجعل أرضه محل انطلاق أى حرب على ايران سيتكبد الردود الباهضة الثمن و البلد يحول الى ساحة الحرب.
تحول مياه الخليج الى ساحة حرب الناقلات هي من أهم العلامات التي تشير الى أن ايران لا تساوم في تنفيذ ما تخططها للحفاظ على أمنها القومي.
موقع كويت24 الإخباري + رصد