بحسب ما أفادته وكالة بلومبرغ أخبرتها السلطات أن ناقلة النفط الإسرائيلية تعرضت للقصف بطائرة مسيرة تحمل قنابل قبالة سواحل عمان وسط تصاعد التوترات مع إيران. و في الوقت نفسه، قالت اليونان إن إيران أفرجت عن ناقلتي نفط يونانيتين تحتجزهما طهران منذ مايو أيار.
هجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية في الخليج
قال مسؤول دفاعي في الشرق الأوسط لوكالة بلومبرغ إن الهجوم بطائرة بدون طيار على ناقلة النفط الإسرائيلية التي ترفع علم ليبيريا باسيفيك زركون وقع ليلة الثلاثاء قبالة سواحل عمان. ولم يكن المسؤول مخولا بمناقشة الهجوم علنا وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
يتم تشغيل باسيفيك زركون من قبل شركة Eastern Pacific Shipping ومقرها سنغافورة، وهي شركة مملوكة للملياردير الإسرائيلي إيدان أوفر.
وقالت شركة ايسترن باسيفيك شيبينغ في بيان إن الزركون الباسيفيكي الذي يحمل زيت الغاز أصيب بقذيفة على بعد 150 ميلا (240 كيلومترا) قبالة سواحل عمان.
نحن على اتصال بـالـ ناقلة النفط الإسرائيلية ولا توجد تقارير عن إصابات أو تلوث. وقالت الشركة “جميع أفراد الطاقم بأمان ويتم محاسبتهم”. “هناك بعض الأضرار الطفيفة التي لحقت بدن السفينة ولكن لا يوجد انسكاب للبضائع أو دخول المياه.”
قال مسؤول إسرائيلي، تحدث إلى وكالة بلومبرغ شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التفاصيل غير المعلنة للهجوم، إنه يبدو أن إيران نفذت الهجوم بطائرة بدون طيار من طراز شاهد -136. وزودت إيران روسيا بهذه الطائرات بدون طيار، التي تستخدمها لاستهداف البنية التحتية في أوكرانيا.
وأضاف “إنه هجوم إيراني، هناك إجماع على ذلك في دوائر المخابرات والدفاع الإسرائيلية.”
موقف ايران من هذه الاتهامات
لم تعترف الحكومة الإيرانية بالهجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق.
و كما نقلت وكالة بلومبرغ أنها حصلت على معلومات من مصدر مطلع ايراني رفض ذكر اسمه بأن هذا الهجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية في بحر عمان هو خطة وبرنامج للتطبيع العربي الصهيوني لإثارة جدل إعلامي ضد إيران وقطر، وهذا الهجوم أيضا عرض إسرائيلي يتم تنفيذه بالتعاون مع بعض الحكومات العربية في المنطقة.
وبحسب هذا التقرير، فإن النظام الصهيوني، إلى جانب الدول التي قاطعت قطر، وخاصة السعودية والإمارات، ينتهج سياسة زعزعة الاستقرار وتعطيل أمن المنطقة، ويحاول الحفاظ على نهج عدائي ضد قطر.
جاءت الضربة بعد ساعات من إعلان البحرية الأمريكية أنها عثرت على 70 طناً من مكون وقود صاروخي مخبأة بين أكياس من الأسمدة على متن سفينة متجهة إلى اليمن من إيران.
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف مع انتشار أنباء الهجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية، مع تداول خام برنت فوق 94 دولارًا للبرميل.
الإفراج عن ناقلات النفط اليونانية
في وقت لاحق من يوم الأربعاء، قال مسؤولون يونانيون إن اثنتين من ناقلات النفط اليونانية – دلتا بوسيدون وبرودينت واريور – قد تم الإفراج عنها مع بحارتها.
وأظهرت بيانات التعقب من موقع MarineTraffic.com، السفن التي تبحر بعيدًا عن ميناء بندر عباس الإيراني حيث كانت محتجزة منذ مايو / أيار بعد أن تم الاستيلاء عليها في عملية تم تنفيذها عبر مروحية من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وجاء احتجازهم بعد أن ساعدت اليونان الولايات المتحدة في محاولة مصادرة النفط قبل أيام من الناقلة لانا التي ترفع العلم الإيراني لفرض العقوبات الأمريكية.
وقال وزير الشحن اليوناني جيانيس بلاكيوتاكيس في بيان “اليوم هو يوم ممتع للغاية للبحارة لدينا، ولكن أيضًا لليونان بشكل عام، حيث انتهت حالة غير سارة ومعقدة بشكل خاص، بعد جهود منهجية من قبل الحكومة اليونانية”.
واعترفت وزارة الخارجية الإيرانية لاحقًا بالإفراج عن الناقلتين اليونانيتين، قائلة إن السفن والسفينة الإيرانية التي احتجزتها اليونان سابقًا غادرت جميعها إلى وجهاتها. يبدو أن كلتا السفينتين اليونانيتين متوجهة إلى الإمارات العربية المتحدة.
بينما لم يعلن أحد مسؤوليته على الفور عن الهجوم قبالة سواحل عمان، سقطت الشكوك على الفور على إيران. انخرطت طهران وإسرائيل في حرب ظل استمرت سنوات في الشرق الأوسط الأوسع، حيث استهدفت بعض هجمات الطائرات بدون طيار السفن المرتبطة بإسرائيل التي تنتقل في جميع أنحاء المنطقة.
كما ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في سلسلة من الهجمات التي وقعت قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة في عام 2019 و لم تقدم أي سبب لإثبات ما ادعته آنذاك. وكانت طهران في ذلك الوقت قد بدأت في تصعيد برنامجها النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.
في عام 2021، ضربت غارة يشتبه في أنها إيرانية بطائرة مسيرة ناقلة النفط التابعة لإسرائيل قبالة عمان، مما أسفر عن مقتل شخصين على متنها.
ولم يتضح على الفور مكان ناقلة النفط الاسرائيلية يوم الأربعاء. وضعت بيانات تتبع الأقمار الصناعية من وقت متأخر يوم الثلاثاء والتي قدمتها MarineTraffic.com السفينة في أعماق بحر العرب بعد مغادرة ميناء صحار العماني.
منذ انهيار الاتفاق النووي الإيراني، يحذر خبراء حظر انتشار الأسلحة النووية من أن الجمهورية الإسلامية لديها الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع سلاح نووي واحد على الأقل إذا اختارت ذلك، رغم أن طهران تصر على أن برنامجها سلمي.
وقال بعض المحللين السياسيين أن “مخاطر الهجمات على البنية التحتية للشحن والطاقة في المنطقة الأوسع آخذة في الارتفاع بشكل أساسي بسبب عدم إحراز تقدم في الدبلوماسية النووية الأمريكية الإيرانية وقرار واشنطن بممارسة مزيد من ضغوط العقوبات على إيران”. منذ عام 2019 ، استجابت إيران باستمرار للعقوبات الأمريكية الجديدة بعمل عسكري سري في المنطقة.
وأضاف: “ليس هناك فقط خطر متزايد من الهجمات التخريبية ضد البنية التحتية للطاقة في المنطقة، ولكن هناك أيضًا خطر متزايد من مواجهة عسكرية أوسع مع عواقب أكثر خطورة على أسواق الطاقة العالمية”.
ويأتي الهجوم على ناقلة النفط الاسرائيلية قبل أيام فقط من انطلاق كأس العالم لكرة القدم في قطر. بينما تحافظ الدوحة على علاقات جيدة مع طهران، التي تشترك معها في حقل ضخم للغاز الطبيعي، سيحضر الإسرائيليون البطولة. كما سيواجه المنتخب الوطني الإيراني، منتخب البريطاني و الأميريكي في مباريات الجولة الأولى، وهما دولتان تتهمهما بإثارة الاضطرابات في إيران.
