انهيار اسرائيل الداخلي/ هل الكيان الصهيوني يعيش لحظاته الأخيرة؟

بالإضافة إلى العوامل الخارجية التي تهدد بقاء الكيان الصهيوني، فإن الإسرائيليين أنفسهم يعترفون بأن عملية انهيار اسرائيل الداخلي قد بدأت.

انهيار اسرائيل الداخلي | كيف و متى؟

الأزمة الداخلية، الانهيار من الداخل، انعدام الثقة بالجيش، الخوف من حرب شاملة مع المقاومة، إلخ  هي التحديات التي ظل الصهاينة يواجهونها على مدى العقود الماضية، وهذه التحديات خاصة في العقدين الماضيين و خاصا بعد الهزيمة التي عانت منها إسرائيل في حرب تموز (يوليو) 2006، تم تسليط الضوء بشكل كبير على هذه التحديات التي من المحتمل أن تؤدي الى انهيار اسرائيل الداخلي.

من الواضح أن تدمير إسرائيل وتحرير فلسطين من احتلال هذا النظام هو الهدف الأكبر والمثل الأعلى للمقاومة الإسلامية في المنطقة ولكل شعوب العالم الأحرار، ومنذ سبعة عقود مضت منذ أن كانت فلسطين محتلة بيد الصهاينة، و اسرائيل شنت حملات واسعة ضد الغزاة بأشكال مختلفة، لكن بالإضافة إلى استراتيجية المقاومة لتدمير الصهيونية والوعد بالحرية الفلسطينية، أقر الإسرائيليون أنفسهم بهذه الحقيقة أيضًا، وبعيدًا عن الخبراء والمحللين، اعترف المسؤولون الصهاينة مرارًا وتكرارًا بأن وجود انهيار اسرائيل الداخلي قد بدأ بالإزدهار.

رغم أن النظام الصهيوني بذل الكثير من الجهود لتثبيت موقعه في المنطقة وبتوقيعه لاتفاقيات التطبيع مع عدة أنظمة عربية مدعومة من الولايات المتحدة، إلا أنه يحاول تشكيل تحالف عسكري ضد المقاومة، لكن المؤشرات تدل على أن جهد الإسرائيليين على المستوى المحلي والأجنبي لم يسفر عن أي نتائج. على وجه الخصوص، لم يتمكن الصهاينة أبدًا من التعرف على أنفسهم ليس فقط بين الدول العربية، ولكن أيضًا بين شعوب العالم كله و هذا هو من أهم أسباب انهيار اسرائيل الداخلي.

بمعنى آخر، إسرائيل، كنظام مزيف بنى أساس وجودها في أرض مغتصبة، تفتقر دائمًا إلى الخصائص الطبيعية للحكومات الأخرى في العالم، وهذا دفع الصهاينة إلى استخدام أساليب غير طبيعية من أجل بقائهم، وأبرزها العنف والجريمة بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين الحقيقيين و فعلوا كل هذه الجرائم و العالم كان يراقبهم و الذين هاجروا الى الأراضي المحتلة قد يأسوا من عيشة في هدنة و سلام و انعدام الثقة بالكيان الصهيوني يعتبر أحد أسباب انهيار اسرائيل الداخلي.

لكن بما أن الفلسطينيين وجميع الدول العربية لم يعترفوا بسيادة الكيان الصهيوني على فلسطين، ولأن اليهود الذين يعيشون في الأراضي المحتلة لم يكونوا أبدًا أمة واحدة وهاجروا إلى فلسطين بمعتقدات وأعراق مختلفة من جميع أنحاء العالم و هم الذين سيكونوا محطة انطلاق انهيار اسرائيل الداخلي. ولهذا لا يستطيع الإسرائيليون أن يعيشون في العالم في سلام  لأنهم يعانون من انعدام الأمن والخوف من الحرب  كأكبر مخاوفهم. ولهذا يعترف الصهاينة بأن الخطر الرئيسي الذي يهدد إسرائيل هو الأزمات الداخلية، وهذه الأزمات تضع الصهيونية على حافة الهاوية قبل الأخطار الخارجية.

إن احتمال نشوب حرب أهلية هو أحد أكثر العوامل التي تثير قلق الإسرائيليين، ويعتقدون أنه بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين عام 1995، سيشعر الإسرائيليون بظلال حرب أهلية، وخلال كل ذلك سنوات لم يتمكن الصهاينة من تنظيم مؤسساتهم السياسية والعسكرية بانتظام.

الأزمات التي تهدد وجود كيان الصهيوني

وفي هذا الصدد، صنفت صحيفة “هآرتس” الصهيونية 20 أزمة يواجهها هذا النظام من أقل نسبة إلى أعلى نسبة عدديًا من 1 إلى 5 على النحو التالي:

• 1- الحرب مع حزب الله (4)
• 2- الحرب مع إيران (2.5)
• 3-الحرب مع قطاع غزة (5)
• 4- وقوع 3 أحداث غير متوقعة (2.5)
• 5- الانتفاضة الكبرى والطويلة للفلسطينيين في الضفة الغربية بمشاركة الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة عام 1948 (5)
• 6- انهيار السلطة الفلسطينية (3.5)
• 7- الحرب الأهلية بين اليهود العنصريين والفاشيين وفلسطينيي أراضي 1948 ، والتي ستؤدي إلى مذبحة كبرى (3)
• 8- عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة (4.5)
• 9- تصرفات نتنياهو المتطرفة في القضاء وإبطال محاكمته وفرض قوانين عنصرية أخرى بحق الفلسطينيين (4)
• 10- نجاح “إتمار بن جفير” عضو الكنيست المتطرف في فرض قوانين متطرفة ضد بعض المستوطنين وطردهم من إسرائيل (فلسطين المحتلة) (3)

و أضافت هذه الصحيفة، في إشارة إلى أزمات أخرى تواجه إسرائيل، تساؤلات على شكل استطلاع حول مستقبل دولة إسرائيل – ما إذا كان الوضع سيزداد سوءًا أم سيتحسن، وقد تم تحديد النسبة المئوية لاحتمالية حدوثها من 1 إلى 5:

• 11- تخفيض نفقات معيشة الإسرائيليين (1)
• 12- تنفيذ المواصلات العامة أيام السبت عدد (1)
• 13-تحقيق تحسينات جوهرية في إنجازات جهاز التعليم الإسرائيلي (1)
• 14- إغلاق وسائل الإعلام في زمن الحرب وسجن الصحفيين إذا تبنوا مواقف معادية لإسرائيل (2.5)
• 15- اتخاذ إجراء هام لمنع تشكيل حكومتين تكون فيهما الأقلية يهودية والأغلبية عربية (1)
• 16- يجب أن يكون نتنياهو رئيسا للوزراء للسنوات الخمس القادمة (3)
• 17- إزالة سياسات الفصل العنصري وتقليل أبعاد الاحتلال الإسرائيلي (1)
• في هذا الجزء من التقرير، يتم ذكر السنوات العشرين القادمة للإسرائيليين ويتم فحص إمكانية الأحداث التالية:
• 18- تصبح إسرائيل (فلسطين المحتلة) دولة مزدحمة شديدة التلوث وقذرة وتعاني من أزمة بيئية عميقة (5)
• 19- من بين كل 5 مستوطنين اسرائيليين هناك شخص واحد متطرف وعنصري (5)
• 20- يغادر الإسرائيليون أنفسهم أو أحد أحفادهم على الأقل هذه الأرض (فلسطين المحتلة) (4)

اعتراف رئيس الكيان الصهيوني: إسرائيل تواجه خطر الانهيار

أعلن إسحاق هرتسوغ في خطابه عن مبادرة من 5 نقاط لإنهاء الانقسامات والفصائل في إسرائيل.

وفي نفس الوقت أضاف هرتسوغ: نحن أمام خطر حقيقي الذي سيؤدي إلى انهيار اسرائيل الداخلي.

وشدد في خطابه للإسرائيليين: نحن على حافة الانهيار ويجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم.

وأكد هرتسوغ أنه ليس فقط ملايين الإسرائيليين ولكن أيضًا أصدقاء إسرائيل في العالم يعتبرون الإصلاحات المقترحة (حكومة نتنياهو) تهديدًا للديمقراطية الإسرائيلية، لذلك أطلب من جميع الأطراف الإسرائيلية التعامل مع الفصائل الحالية لتجنب هذا الخطر الذي يهددنا بشكل جدي.

تحذير رسمي لرئيس الشاباك: الوضع في إسرائيل على وشك الانفجار

أعلنت صحيفة هآرتس الناطقة بالعبرية على موقعها على الإنترنت: أن رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، أجرى سلسلة من المحادثات وجهًا لوجه مع شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى ومسؤولين من الائتلاف الحاكم. وكذلك المعارضة يوم الاثنين والأيام الماضية، وأصر على أن الوضع يقود إسرائيل إلى السلام، وإلا فإن استقرار (هذا النظام) سيكون في خطر انهيار اسرائيل الداخلي.

وبحسب هذا الإعلام العبري، فقد زودهم رونين بار، في لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، بتقرير عن تقييمات الشاباك الاستخباراتية، مما يدل على أن اشتداد التوتر في المجتمع الإسرائيلي، بسبب استمرار الاحتجاجات المتزايدة ضد نتنياهو، يمكن أن يشكك فيه مستقبل إسرائيل.

وأبلغ المسؤولين الإسرائيليين: الاحتجاجات وصلت إلى نقطة الانفجار ويمكن أن تتحدى مبدأ (بقاء) إسرائيل.

كما حذر بعض خبراء الشبك من عنف هذه الاحتجاجات ووقوع أعمال تخريبية ضد المؤسسات والمؤسسات الرسمية للنظام الصهيوني.