عاد جثمان محمد صلاح الجندي المصري من اسرائيل الى مصر وكأنه عريس. جسده الى التراب وحفل زفافه في الواقع الافتراضي بين العرب.
محمد صلاح الجندي المصري
محمد صلاح الجندي المصري منفذ عملية الحدود التي ارد فيها
ثلاثة جنود اسرائيليين واصاب اثنين.
نال عمل محمد صلاح الجندي المصري من التفاعل بين العرب ما يجعل اسرائيل مرتعدة الفرائس ليس من العملية والاختراق الامني بقدر خوفها من عقلية تنفيذ العملية والتفاعل العربي الكبير ما فعله محمد صلاح الجندي المصري.
فما كانت تخشاه في فلسطين وتسميه عملية الذئاب
المنفردة. يبدو انه كابوس يطاردها اليوم على حدودها مع
مصر. لان محمد صلاح الجندي المصري ذو الثالثة والعشرين
عاما كان يخدم عسكريا في منطقة سيناء وهو من ابناء منطقة عين شمس.
وبحسب ما عرف عن محمد صلاح الجندي المصري من محيطه لا توجد له انتماءات متشددة ويتمتع بالهدوء والسيرة الطيبة.
تقديم مصر العملية على انها جراء خروج عملية مطاردة تجار مخدرات عن السيطرة. الا ان اسرائيل التي استعجلت الاحكام ايضا قبل التحقيقات مالت في تصريحاتها الرسمية لاعتبار العملية تخريبية.
ما يعني بانها مخطط لها من الجندي الذي ان كان نفذ عمليته من تلقاء نفسه. لكنه كان ذاهبا ليقتل الجنود الاسرائيليين وفق مخطط محكم ومع سبق الاصرار والترصد.
اذ اعتمد اسرائيل على ما وجد في حقيبة الجندي من
سكاكين كوماندوز وذخيرة الى جانب نسخة من المصحف الشريف. قبل ان يتم تداول اخر ما كتبه الجندي المصري على حسابه في فيسبوك:
اللهم كما اصلحت الصالحين.اصلحني واجعلني منهم.
وبعيدا عن الاعلانات الرسمية المصرية الاسرائيلية حول التحقيق المشترك في الحادثة. ربما سيكون من المفيد اكثر تقديم قراءة تحليلية لما تناولته التقارير الاعلامية العبرية حول التخوف الكبير داخل الدوائر الامنية الاسرائيلية من ان يكون منفذ عملية الحدود المصرية نفذ العملية من تلقاء نفسه.
ولمن لا يعرف ما معنى هذا فانه يعني ربما فاتحة عمليات ذئاب منفردة قد تضرب اسرائيل.
ولكن هذه المرة من جهة مصر. ورغم ان عملية محمد صلاح ابراهيم ليست الاولى في نوعها. اذ سبقتا عمليتان قبل عشرات السنين للجنديان سليمان خاطر وايمن حسن. واليوم يتكرر ما فعله الجنديان ايمن وسليمان على يد الجندي المصري محمدصلاح.
لكن في ظروف اخطر وادق واكثر حساسية. ولا ادل على هذا من تزامن استمرار الاعلام الاسرائيلي متابعة الحادث. مع كشف المعلومات تباعا ولحظة
بلحظة.
بينما يبدو الاعلام المصري الذي ينقل البيانات الرسمية حذرا جدا وهادئا في محاولة لعدم تبني فكرة تعمد الجندي للعملية وتحوله لذئب منفرد.
ليأخذ الاعلام الرسمي المصري خطوة عن المزاج الشعبي على مواقع التواصل التي ضجت بخبر عملية الجندي مع وصفه بالبطل من خلال وصول عدة وهو ما سيزيد الرعب في اسرائيل.
مع مخاوف انتشار عقلية الذئاب المنفردة واكثر. وهي الذهنية التي يضرب بها فلسطينيون اسرائيل بين الفينة والاخرى. حيث لا تسبق اية تحذيرات استخباراتية اسرائيلية العملية الفلسطينية داخل العمق الاسرائيلي.
حتى احدثت صدمة على جميع المستويات الرسمية داخل اسرائيل. لان منفذي العمليات يشنون هجماتهم بشكل فردي دون ان يتبناهم فصيل. ودائما يسبقون الاجهزة الامنية الاسرائيلية اذ لا زالت اسرائيل تتذكر جيدا اولى العمليات المنفردة في بئر السبع.
ما ادى الى مقتل اربعة عشر اسرائيليا في مارس الفين واثنين وعشرين. لتليها سلسلة عمليات منفردة هزت تل ابيب. واليوم ربما انتقلت الى مصر عقلية الذئاب المنفردة.
لتزيد الارق والرعب بين صناع القرار في تل ابيب. ويتركون هذه الاجهزة تتلمس طريقها في في ظل سؤال رئيسي
مطروح باتت مهمة الموساد الاولى الاجابة عنه.
هل الجندي المصري تصرف من تلقاء نفسه؟
ام انه جزء من تنظيم مسلح؟
فان كان من تنظيم مسلح فتلك مصيبة. وان كان قد تصرف من تلقاء نفسه فالمصيبة اعظم. لانه قد يكون باكورة عودة هجمات ينفذها اشخاص وهنا ربما جنود مصريون منفرد دون ان تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما.
ورغم ان الدافع قد يكون عقائديا او اجتماعيا او نفسيا او سياسيا الا ان عدم ارتباط منفذ العملية بتنظيم يمكن مراقبته واختراقه وتدميره يعني ان المنفذ سيكون غالبا شخصا عاديا لا يثير الريبة في حركاته وسلوكه.
وفي الحالة المصرية يبدو الامر اعقد. لانه قد يكون جنديا له على الوصول لهدفه على الحدود. وبالتالي يمثل اي هجوم من ذئب منفرد خطرا اكبر من التنظيمات. لان هذا التكتيك
الجديد لا يمكن التنبؤ بحدوثه.
حتى من اقوى الاجهزة الامنية كفاءة فنيا وبشريا. ورغم ما يكرره المسئولون في مصر او اسرائيل. ان هذه ربما تكون حالة استثنائية لا تمثل التعاون الامني والعمل المشترك بين اسرائيل ومصر حفظ الامن على الحدود.
الا ان ما ينتظر هذه الحدود سيكون اكبر بكثير مما يتخيله الطرفان. في حال ثبت ان عقلية الذئاب المنفردة عادت الى مصريين على الحدود.