أدوية خسارة الوزن الجديدة و علاج السكري مثل “أوزمبك”، “ويجوفي”، “ساكسندا”، “فيكتوزا”، و”مونجارو” هي الأدوية الأكثر شهرة وإثارة للجدل في عصرنا الحالي.
أدوية خسارة الوزن الجديدة 2024
أدوية خسارة الوزن الجديدة التي تجعل مستخدميها يفقدون المال والوزن، بينما يشعرون بالسعادة كالعسل، إذ تحمي القلب من العديد من الأمراض.
ولكن كيف تعمل أدوية خسارة الوزن الجديدة؟ وهل هي فعالة حقاً؟ وما الفروق بينها؟ وإذا استخدمت حلول التخسيس المبتكرة، كم من الوزن سأفقد؟ وما مدى تحسن صحتي؟ وهل هي حل سحري أم ضرورة لا مفر منها؟
كيف تعمل هذه الأدوية؟
كنت أتمنى أن أروي لك قصة مثيرة عن كيفية اكتشاف أدوية خسارة الوزن الجديدة المتطورة لعلاج السمنة في الطب الحديث، ونتأمل معاً كيف يعمل هرمون “جي إل بي-1”.
لكن الحقيقة أن أدوية خسارة الوزن الجديدة التي سأتحدث عنها اليوم هي ببساطة تقليد لنسخة موجودة بالفعل في أجسامنا.
رأى المتخصصون أن هذا الهرمون مهم ويقوم بعدة وظائف حيوية، فقرروا استنساخه في المختبر وتصنيعه في شكل حقن وأقراص لمن يحتاجها.
تقليد الهرمونات ليس بالأمر الجديد في الطب، حيث تم تكرار هذا العمل مئات المرات سابقاً وأثبت فعاليته في علاج العديد من الأمراض. ولكن ما هو هذا الهرمون الذي أثار كل هذا الجدل؟
هرمون جي إل بي-1
إنه هرمون “جي إل بي-1“، الذي لم نكن نعرف عنه الكثير حتى السبعينيات من القرن الماضي، عندما كان العلماء يبحثون في الهرمونات التي تنظم مستوى السكر في الدم.
تم اكتشاف هذا الهرمون بالصدفة بينما كانوا يدرسون هرمون الجلوكاجون. ورغم أنه لم يُطلق عليه اسم مبتكر، فقد سُمي “شبيه الجلوكاجون” نظرًا لتشابه تركيبه الكيميائي.
يتم إنتاج هذا الهرمون من خلايا في جدار الأمعاء، ويتم إفرازه بمجرد وصول الطعام إلى الجهاز الهضمي، حيث يعمل على إبطاء حركة الجهاز الهضمي قليلاً ليظل الطعام في المعدة لفترة أطول، مما يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.
قصة البوفيه المفتوح كانت ستشكل كارثة على أي عمل تجاري لولا وجود هذا الهرمون. دعنا نكمل الحديث عن وظائف هذا الهرمون. بعد أن يتم تصنيعه في الأمعاء، يتسرب من بين جدرانها ليصل إلى مجرى الدم، وينتقل إلى أعضاء بعيدة ومختلفة عن الأمعاء ليؤثر عليها.
الأعضاء المتأثرة من هرمون جي إل بي 1
أول عضو يتأثر به هو البنكرياس. وكما تعلم، البنكرياس هو المصنع الذي ينتج الأنسولين في أجسامنا. “جي إل بي 1” يدخل البنكرياس ويعمل كمنبه للأنسولين، يحفزه على إفراز كميات كبيرة من الأنسولين.
بدون هذا الهرمون، قد لا تشعر خلايا البنكرياس بالطعام الذي تناولته أو بارتفاع نسبة السكر في دمك.
وإذا لم يشعر البنكرياس بذلك، ستكون المشكلة كبيرة جدًا لأنه لن يفرز الكميات المطلوبة من الأنسولين، مما يؤدي إلى ظهور أمراض عديدة، من بينها مرض السكري من النوع الثاني.
هذا الهرمون لا يحفز الأنسولين فحسب، بل يثبط أيضًا هرمونًا آخر يُفرزه البنكرياس، وهو الجلوكاجون.
يمكن القول إن الأنسولين والجلوكاجون هما أشقاء يتناقضان في كل شيء، فكلاهما ينتجه البنكرياس وكلاهما يهدف إلى تنظيم مستوى السكر في الدم، لكن أحدهما يخفض السكر (الأنسولين) والآخر يرفعه (الجلوكاجون).
“جي إل بي 1” يحفز الأنسولين ويثبط الجلوكاجون، فيتحكم بهما معًا لتحقيق التوازن الطبيعي لمستوى السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز “جي إل بي 1” من عمر خلايا البنكرياس ويحميها من التلف، وهذا يعطي أملاً في المستقبل باستخدامه لعلاج مرض السكري من النوع الأول، لكن هذه الأبحاث لا تزال قيد الدراسة.
جي إل بي 1 و الدماغ
وليس هذا فحسب، فهرمون “جي إل بي 1” يؤثر أيضًا على أجزاء بعيدة تمامًا عن الجهاز الهضمي، منها الدماغ.
يصل الهرمون إلى مناطق عميقة في الدماغ، حيث يلتقي بمستقبلات خاصة به، ويؤدي دورًا في التحكم في الشهية. في الواقع، هناك خلايا في الدماغ نفسه تقوم بتصنيع كميات صغيرة من “جي إل بي 1”.
عندما يعمل “جي إل بي 1” معًا من الأمعاء والدماغ، يؤثر على مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن التحكم في الشهية، مما يقلل من الرغبة في تناول الطعام.
بعض المرضى الذين استخدموا هذه الأدوية الحديثة وصفوا تأثيرها بطريقة جميلة، حيث قالوا إن هذه الأدوية تهدئ الأفكار المزعجة حول الطعام، مما يسمح لهم بالتفكير في الأكل بشكل أكثر هدوءًا والتفكير في جودته وكميته.
هل هذه الأدوية مخصصة لعلاج السمنة و السكري؟
وعند النظر إلى المستقبل، هناك أبحاث تشير إلى أن هذه الأدوية قد تُستخدم لعلاج أمراض أخرى لا علاقة لها بالسمنة أو السكري، مثل الاكتئاب والقلق والخرف والزهايمر.
يُعتقد أن الخلايا العصبية في أدمغة مرضى الزهايمر تتعرض لاضطراب في استهلاك السكر والاستجابة للأنسولين، ويمكن لهذه الأدوية تصحيح هذا السلوك الخاطئ وعلاج هذه الاضطرابات العصبية.
الزهايمر
بالإضافة إلى ذلك، نحن نعلم أن مرض الزهايمر ينتج عن تراكم بروتينات مشوهة داخل الدماغ، وهذه البروتينات تعمل على تسميم الخلايا العصبية وقتلها بشكل بطيء.
هناك اعتقاد بأن أدوية مثل أوزيمبيك وغيرها قد يكون لها دور في التخلص من هذه البروتينات المشوهة، مما قد يساعد في إبطاء معدل تدهور المرض.
تأثير جي إل بي 1 على القلب
الآن بعد أن أصبحت على دراية بتأثير “جي إل بي 1” على الجهاز الهضمي والبنكرياس والدماغ، ينبغي أن تعلم أنه يؤثر أيضًا على القلب والكبد والعضلات والأنسجة الدهنية.
لكني لن أخوض في التفاصيل؛ المهم أن تتذكر أن أبرز تأثيراته تشمل خفض مستوى السكر في الدم، وزيادة إفراز الأنسولين، وتحسين حساسية الخلايا للأنسولين.
ما كنا نتحدث عنه هو تأثير هرمون “جي إل بي 1” الطبيعي الذي نصنعه جميعًا في أجسامنا. لكن يبدو أن العديد من مرضى السمنة والسكري من النوع الثاني يعانون من اختلالات إما في كمية هذا الهرمون في أجسامهم أو في وظيفته.
لذا، عند تقديم الأدوية الحديثة التي تحاكي عمل “جي إل بي 1” وتقوم بوظائفه، نكون فعليًا نساعدهم.
إذا كانت الأدوية تعمل بنفس الطريقة، فلماذا هناك عدة أنواع بأسماء وأسعار مختلفة؟
سأوضح لك. في البداية، طورت شركة أدوية دنماركية هذه الأدوية بهدف علاج مرض السكري من النوع الثاني، وأنتجت مجموعة من الأدوية التي تحاكي هرمون “جي إل بي 1” في عام 2010 وأطلقت عليها اسم “ليراجلوتايد”، وكانت تأتي على شكل حقن تُؤخذ تحت الجلد يوميًا.
على الرغم من نجاحها، إلا أنها لم تحدث ضجة كبيرة. لكن المرضى الذين استخدموا هذه الأدوية لاحظوا أنهم يفقدون الوزن تدريجيًا أثناء استخدامها، وهذا العرض الجانبي غير المتوقع كان مفيدًا.
في عالم الأدوية، ليس من غير المألوف أن تسبب بعض الأدوية فقدان الوزن كعرض جانبي، ولكن في حالة مرضى السكري من النوع الثاني، إذا ساعد الدواء على خفض مستويات السكر في الدم وأيضًا على فقدان الوزن، فإن ذلك يُعتبر فائدة مزدوجة.
ففقدان الوزن يمكن أن يساعد بشكل كبير في السيطرة على مرض السكري، وأحيانًا قد يؤدي فقدان الوزن وحده إلى علاج المرض.
هذا الاكتشاف دفع الشركات إلى الحصول على تراخيص لاستخدام هذه الأدوية لعلاج السمنة أيضًا، حتى في حالة عدم وجود مرض السكري، نظرًا لأن مرضى السمنة معرضون بشكل كبير للإصابة بالسكري في المستقبل.
ومع التطوير، تم تحسين الأدوية لتصبح أكثر فعالية وأقل إزعاجًا، حيث تم إنتاج حقن طويلة المفعول يُؤخذ منها حقنة واحدة أسبوعيًا بدلاً من حقنة يومية. ومن هنا ظهرت أدوية جديدة مثل “سيماجلوتايد”، والتي تتبع نفس آلية العمل.
الفروق بين هذه الأدوية قد تكون في الجرعات أو التصاريح الطبية. بعضها مخصص فقط لعلاج السكري، بينما الآخر يستخدم لعلاج كل من السكري والسمنة. ولكن في النهاية، آلية العمل واحدة.
أما عن فعالية أدوية خسارة الوزن الجديدة، فقد أثبتت التجارب على عدد كبير من المرضى أنها تخفض نسبة السكر التراكمي في الدم وتساعد على فقدان الوزن بنسبة تتراوح بين 5% و17% خلال 12 إلى 24 شهرًا.
ولكن يجب أن أكون صريحًا معك: هذه الفعالية تعتمد على عدة شروط، فمعظم التجارب كانت تشمل المرضى الذين كانوا يمارسون النشاط البدني ويتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا، وكانت النتائج مبنية على هذا النهج المتكامل في التعامل مع السمنة.
المصدر: كويت24