ما هو السر وراء ظهور المثلث الأحمر المقلوب في إصدارات كتائب القسام مؤخرًا عقب اندلاع الحرب البرية في قطاع غزة؟ وكيف تمكنت الفصائل الفلسطينية من اختراق القبة الحديدية وتدمير الدبابة الخارقة ميركافا؟ سنكشف إجابة هذه الأسئلة معًا، إن شاء الله، في هذه المقالة التي كتبناها لنوضح اسرار المثلث الأحمر المقلوب. فأعرنا انتباهك عزيزي، لأن ما سيُعرض عليك الآن لن تجد له مثيلاً (خسائر فادحة).
- 1. كيف استخدمت كتائب القسام “المثلث الأحمر المقلوب” في تدبير الدبابات في غزة؟
- 2. ما هي التحديات التي واجهت الجيش الإسرائيلي في تدبير الدبابات في ظل استخدام كتائب القسام للرمز المعروف؟
- 3. كيف نجحت كتائب القسام في تحييد القبة الحديدية وتدمير الدبابات باستخدام “المثلث الأحمر المقلوب”؟
- 4. كيف تأثرت قدرات الجيش الإسرائيلي في تدبير الدبابات بعد تكرار استخدام “المثلث الأحمر المقلوب”؟
- 5. هل كانت استراتيجية تدبير الدبابات تتضمن استهداف نقاط ضعف محددة في هياكل الدبابات باستخدام “المثلث الأحمر المقلوب”؟
- 6. هل كان لتجنب الردع النفسي للجيش الإسرائيلي دور في استخدام كتائب القسام لـ “المثلث الأحمر المقلوب”؟
- 7. هل تم استخدام “المثلث الأحمر المقلوب” كرمز تشويشي لضرب الدبابات الإسرائيلية بشكل مفاجئ؟
بعد قرائة هذه المقالة ستحصل على اجوبة هذه الاسئلة بعون الله تعالى.
حقائق عن المثلث الأحمر المقلوب
في البداية، نجب أن ننوه عن معلومة غاية في الأهمية، وهي أن الميزانية السنوية للجيش الإسرائيلي تبلغ حوالي 23.6 مليار دولار، وهذا ليبين الفارق الشاسع بين الإمكانيات المادية للجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. ولكن على الرغم من ذلك، قدرت وزارة المالية الإسرائيلية وصول خسائر إسرائيل حتى الآن من حربها في غزة بـ 50 مليار دولار، خصوصاً أن هذه المبالغ الهائلة تم حرقها حرفيًا خلال أقل من شهر.
المقاومة تفرض ارادتها على الكيان الصهيوني
فكيف استطاعت الفصائل الفلسطينية فرض إرادتها على الكيان الصهيوني؟ إجابة هذا السؤال تتلخص في تحييد القبة الحديدية عن المعركة وتدمير أعنف قطعة في سلاح المدرعات الصهيوني، ألا وهي دبابة الميركافا. فكيف تم ذلك؟
القبة الحديدية
(القبة الحديدية) أولاً، من الواضح أن كتائب القسام قد استطاعت بالفعل أن تحيد القبة الحديدية في غالب الأحيان أثناء القصف برشقات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية. بل واستطاعت أيضًا اختراقها تمامًا وتكرار ذلك بعدد لا يحصى من المرات. وهذا الفشل المروع لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، المعروف بالقبة الحديدية، الذي تروج له إسرائيل على أنه أحد أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم، قد انهار تمامًا في صباح يوم السابع من أكتوبر الماضي.
مكونات القبة الحديدية
حيث أطلقت كتائب القسام أكثر من 5000 صاروخ نحو عمق إسرائيل من شمال قطاع غزة في 20 دقيقة فقط، وذلك عقب إعلان عملية طوفان الأقصى مباشرة. ولبيان مدى صدمة إسرائيل من هذا الاختراق، دعونا نوضح مكونات نظام الدفاع الجوي المعروف بالقبة الحديدية. كل وحدة من هذا النظام توفر نطاق تغطية تقريبي يبلغ حوالي 70 كيلومترًا، وتتألف كل وحدة من ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي كالتالي:
1. رادار الكشف والتتبع.
2. منظومة إدارة المعركة والتحكم في الأسلحة.
3. منصة إطلاق الصواريخ المزودة بـ 20 صاروخًا من نوع “تمير-TAMIR”. وهذا الصاروخ توجد منه نسخة أمريكية شهيرة معروفة باسم SkyHunter.
إذاً، كيف تعمل القبة الحديدية؟ تعمل كالتالي، عزيزي المشاهد: عند إطلاق صاروخ نحو إسرائيل، يكتشف رادار التتبع مسار الصاروخ القادم وينقل المعلومات إلى نظام التحكم في الأسلحة الذي يقوم بعمليات حسابية سريعة ومعقدة لكشف دقة مسار الصاروخ وسرعته وهدفه، أي مكان اسقاطه المتوقع.
إذا كان الصاروخ القادم موجهًا نحو منطقة مأهولة أو منشأة استراتيجية، فإن منصة الصواريخ تطلق تلقائيًا صاروخ تمير بهدف تدمير الصاروخ القادم في الجو ومن ثم تحييده. وتدعي إسرائيل أن نسبة نجاح منظومة القبة الحديدية تفوق 90% وأنها منظومة دفاع جوي أقرب للكمال.
كيف تمكنت كتائب القسام من اختراقها؟
(فضيحة الاختراق) أطلقت كتائب القسام عاصفة من الصواريخ على مدار سنوات في محاولة للعثور على نقطة ضعف في منظومة القبة الحديدية، وقد نجحوا إلى حد كبير في ذلك. فقد استطاعوا التغلب على رادار القبة الحديدية عن طريق اتباع تكتيك بسيط وفعال، ألا وهو إطلاق عدد كبير من الصواريخ في فترة زمنية قصيرة جدًا.
مما جعل من الصعب على الرادار رصد جميع الأهداف وليكن في علمك عزيزي المشاهد أن كل صاروخ اعتراضي من طراز تامير يكلف قرابة الـ60 إلى الـ70 ألف دولار، بينما ثمن قذيفة القسام هو بضع مئات من الدولارات فقط. وهنا سقطت أسطورة القبة الحديدية أمام أعين العالم.
تفجير الميركافا
(تفجير الميركافا) ثانياً، إذا تحدثنا عن الميركافا، فيجب أن نعلم جيداً أننا نتحدث عن قلعة عسكرية متحركة، وزنها يتخطى الـ62 طن وقدرتها تتجاوز الـ1500 حصان، ولذلك فهي تعد دبابة القتال الرئيسية للجيش الإسرائيلي، ولها تاريخ طويل معه، حيث بدأت إسرائيل صناعتها في عام 1983 على نطاق واسع وتم تطوير أربع نسخ منها حتى الآن.
أول دبابة تحتوي على نظام الذكاء الاصطناعي
وتتميز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي، مما يقلل عبء العمل على أفراد طاقمها ويساعد في تحييد الأهداف بدقة كبيرة. وقد تم دمج نظام الذكاء الاصطناعي بنظام إدارة ساحة المعركة الرقمي للحصول على نسبة تدمير خارقة للأهداف، بالإضافة إلى أنها تمتلك مدفعًا رئيسيًا من عيار 105 ملم مزود بـ 62 قذيفة. ولكن الميزة الأهم التي تتمتع بها الميركافا هي امتلاكها لنظام حماية قوي جداً يعرف بـ “trophy active protection system” الذي يساهم في منح الدبابة القدرة على مواجهة وتدمير القذائف المضادة للدبابات.
فيما يتعلق بنجاح كتائب القسام في تدمير الدبابة الإسرائيلية الشهيرة الميركافا، فقد اعتمدت كتائب القسام على الاستراتيجية التالية لتدميرها: يتم استهداف الميركافا عن طريق الصاق عبوات ناسفة في عدة نقاط في هيكلها، مثل الفتحة الخلفية في جسم الدبابة، وكذلك المساحة بين برج المدفع وهيكل الدبابة، بالإضافة إلى بطن الدبابة أيضًا. ونقطة الضعف الأهم هي منطقة التدريع على جانب الهيكل بالقرب من الجزء الأمامي، وكذلك منطقة الرادارات. وبعد الصاق العبوة الناسفة بإحدى تلك النقاط، يتم تفجيرها عن بُعد، وفي نفس اللحظة يتم إطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاه نظام “trophy active protection system” وبذلك يحدث تشويش في أنظمة المراقبة وتخرج عن الخدمة لأنها لن تستطيع التعامل مع العبوة الناسفة والصاروخ الموجه نحوها في ذات الوقت.
لأن الميركافا لا تستطيع التعامل مع القاذف “Spg-9” الذي تستخدمه كتائب القسام لأنه يطلق الذخيرة بسرعة تتجاوز 350 مترًا في الثانية، في حين أن السرعة القصوى للأهداف التي يتعامل معها نظام TROPHY حوالي 340 مترًا في الثانية. وبذلك تكون المركبة قد حيدت وخرجت من ساحة المعركة باستخدام عبوة ناسفة محلية الصنع وصاروخ لا تتعدى قيمته 800 دولار فقط على أقصى تقدير.
وقد أصدرت كتائب القسام بالفعل مقطعًا يوثق تدمير الميركافا من مسافة صفر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في حي الزيتون، أحد أكبر أحياء غزة، وظهر فوقها ذلك المثلث الأحمر المقلوب الذي أصبح علامة مسجلة أمام أعين الجميع. فبمجرد ما يظهر المثلث على الشاشة، ستعلم فورًا أن هناك… لقد علمت الآن رقمًا جديدا يضاف ويخلد للتاريخ. دمتم في أمان الله. كنتم مع المهندس الإخباري الذي يقدم لكم قيمة بصوت.
