آراء ومقالاتالعالمعاجل

تداعيات اغتيال اسماعيل هنية/ رسالة المرشد الاعلى الايراني تحكي عن رد حازم!

تداعيات اغتيال اسماعيل هنية على اسرائيل ستكون قاسية جدا. هناك قرائن و علامات تشير الى ذلك سنتطرق اليها في هذه المقالة.

ماهي تداعيات اغتيال اسماعيل هنية في طهران؟

تداعيات اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يمثل تصعيدًا خطيرًا في سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين والمنطقة بشكل عام. هذا العمل يحمل في طياته العديد من التداعيات السياسية والأمنية التي تستدعي وقفة تأمل ونقد.

رسالة المرشدالاعلى للثورة في ايران

أولاً، يجب التوقف عند الرسالة التي أرسلها المرشد الاعلى الايراني بعد هذا العمل الإجرامي. اغتيال هنية، الذي يمثل أحد أبرز الوجوه السياسية في حركة حماس، يجعل الرسالة التي صدرت عن الزعيم الإيراني أقوى وأكثر حدة من أي وقت مضى.

القيادة الإيرانية وجهت رسالة قوية وصارمة، تتجاوز كل الرسائل السابقة، مما يعني أن الرد الإيراني سيكون أشد وأعنف، مع توقع تصعيد في المواجهة العسكرية و هذه هي احدى تداعيات اغتيال اسماعيل هنية على اسرائيل.

اغتيال هنية في ايران

نص رسالة المرشد الاعلى الايراني

“بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
أمة إيران العزيزة!

الزعيم الشجاع والمجاهد البارز الفلسطيني السيد إسماعيل هنية انتقل إلى لقاء الله في فجر ليلة البارحة، وأصبحت جبهة المقاومة العظيمة في حالة حزن. النظام الصهيوني المجرم والإرهابي اغتال ضيفنا العزيز في بيتنا وأثار حزننا، لكنه في ذات الوقت مهّد لنفسه عقابًا شديدًا.

الشهيد هنية حمل روحه الثمينة لسنوات طويلة في ساحة معركة شريفة وكان مستعدًا للشهادة، وقدّم أبناءه وأقاربه في هذا الطريق. لم يكن يخشى الشهادة في سبيل الله وإنقاذ عباد الله، لكننا في هذه الحادثة المؤلمة والصعبة التي حدثت في حرم الجمهورية الإسلامية، نعتبر أن طلب القصاص له هو واجبنا.

أقدم التعازي للأمة الإسلامية، ولجبهة المقاومة، وللشعب الشجاع والمجيد في فلسطين، وبالأخص لعائلة وذوي الشهيد هنية ولأحد رفاقه الذين استشهدوا معه. أسأل الله تعالى أن يرفع درجاتهم.

سيد علي خامنئي
10 مرداد 1403 هـ.ش. الموافق 25 محرم 1446 هـ.ق.”

ثلاث نقاط مهمة في رسالة المرشد الاعلى الايراني

إعادة قراءة رسالة المرشد الاعلى الايراني بشأن هذه العملية الإرهابية توضح أن رد فعل إيران على هذا التصرف من قبل النظام الصهيوني سيكون متناسباً مع محتوى الرسالة و تجعل تداعيات اغتيال اسماعيل هنية على اسرائيل باهضة الثمن.

في رسالته، أشار أولاً إلى أن النظام الصهيوني هو المسؤول عن هذه العملية الإرهابية، وثانياً إلى التعدي على أراضي إيران، وثالثاً وصف رد إيران بأنه سيكون بـ “عقاب شديد”.

توضح هذه النقاط الثلاث أن رد فعل إيران تجاه النظام الصهيوني لن يكون ضمن “المنطقة الرمادية”.

أكدت إيران مجددًا أن الهجوم وقع في أراضيها التي تُعدّ “تعديًا” وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، وأن حق الدفاع المشروع بناءً على المادة 51 من الميثاق هو ما يتيح الرد.

وفقًا لهذه المادة من الميثاق: «إذا تعرضت دولة عضو في الأمم المتحدة لاعتداء مسلح، فإن أيًّا من أحكام هذا الميثاق لا يمسّ بالحق الطبيعي في الدفاع المشروع الفردي أو الجماعي حتى يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.»

اقرأ ايضاً
زيادة نسب العمالة في قطاع التأمين

تتوافق محتويات رسالة المرشد الاعلى الايراني بشكل كبير مع رسالته السابقة بشأن اعتداء النظام الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق.

الهجوم الصهيوني على قنصلية ايران في دمشق

في رد فعل على ذلك الاعتداء، أكد آية الله علي خامنئي في خطب صلاة عيد الفطر قائلاً: «عندما يهاجمون قنصليتنا، فإنهم يهاجمون أرضنا. في العرف العالمي، يعتبر الهجوم على قنصلية وسفارة أي دولة هجوماً على أراضي تلك الدولة، ويجب أن يُعاقب النظام الصهيوني بالكامل على هذه الجريمة، وسيتلقى العقاب.»

كما ذكر في رسالة بمناسبة استشهاد محمد رضا زاهدي من قادة الحرس الثوري ورفيقه مع خمسة أعضاء آخرين من القوة: «سوف يعاقب النظام الخبيث على يد رجالنا الأبطال. سنجعلهم يندمون على هذه الجريمة وأمثالها.» و نفذها الحرس بصورة لن تشابه أي هجوم على اسرائيل في تاريخه القصير.

في هذه الرسالة أيضًا، شدد قائد الثورة على التعدي على أراضي إيران، وتبع ذلك استهداف إيران للنظام الصهيوني عبر الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ.

الظروف الدبلوماسية المحيطة بالعملية لا يمكن تجاهلها

إسماعيل هنية كان يحمل جواز سفر دبلوماسي ويعتبر ضيفًا سياسيًا رسميًا لدى إيران. هذا يجعل من اغتياله انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية المتعلقة بحماية الدبلوماسيين، ويزيد من تعقيد العلاقات الدولية ويثير تساؤلات حول مصداقية احترام القوانين الدولية من قبل إسرائيل.

مقارنة قوة حماس و حزب الله

المحور المقاومة برمته جاهز للرد!

من المتوقع أن محور المقاومة، الذي يشمل إيران وحلفاءها مثل حزب الله، سيكون على استعداد للرد على هذا الهجوم.

التحضيرات للرد تشمل عمليات عسكرية متوقعة على جبهات متعددة، مثل لبنان وإيران، ما قد يؤدي إلى تصعيد شامل وزيادة حدة الصراع في المنطقة و لهذا نعتقد أن تداعيات اغتيال اسماعيل هنية لن تمر على اسرائيل مرور الكرام.

رابعًا، يجب الإشارة إلى أن إسماعيل هنية كان من الجناح السياسي لحركة حماس وليس الجناح العسكري. اغتياله يعكس استهدافًا مباشراً للقيادات السياسية وليس العسكرية، ما قد يعزز من تطرف الأجنحة العسكرية في الحركة ويؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.

اسماعيل هنية امام في المسجد

يُلاحظ أن هنية كان إمام المأموم لمدة 16 عامًا واستشهد 60 من عائلته. هذا يُضيف بعدًا إنسانيًا ورمزيًا للأحداث، مما يجعل من الصعب على أنصاره ومؤيديه تقبل هذا العمل. الاغتيال يعزز من موقفه كرمز للشهادة ويزيد من احتمالية تصاعد الدعم والتعاطف معه.

سادسًا، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن جوهر النظام الذي تسعى إسرائيل لمواجهته هو ما يُنظر إليه كـ”مدرسة الإرهاب”. هذا التصور يمكن أن يكون مبنيًا على رؤية أحادية ولا يعكس التعقيدات السياسية والإنسانية للصراع.

سابعًا، الدعم العسكري الأمريكي والبريطاني لإسرائيل من خلال إرسال السفن الحربية إلى المنطقة يعزز من موقفها العسكري ولكنه يزيد من توتر الأوضاع. هذا الدعم يمكن أن يكون له تأثير كبير على سير الصراع ويزيد من حجم المخاطر والتهديدات في المنطقة. و الكل يحمل أمريكا و بريطانية مسؤولية الجرائم التي ترتكبها اسرائيل.

حرب اسرائيل و ايران

أخيرًا، تصميم إيران لعمليات مقاومة متعددة الأبعاد سيجعل من الصعب على إسرائيل الحفاظ على الوضع الراهن. هذه العمليات قد تشمل ردودًا عسكرية وأمنية معقدة تستهدف نقاط ضعف إسرائيل، مما يجعل تداعيات اغتيال اسماعيل هنية أكثر تعقيدًا وصعوبة.

إن اغتيال إسماعيل هنية هو عمل إجرامي صهيوني يترتب عليه آثار عميقة ومعقدة على المستوى الإقليمي والدولي، ويتطلب ردودًا مدروسة واستراتيجيات فعالة للتعامل مع التداعيات المتوقعة.

المصدر: كويت24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى